الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفن ولذة الحياة عند حيدر عبد الله الشطري

وجدان عبدالعزيز

2010 / 11 / 25
الادب والفن





لحظات من الفرح مندفعة بين أغصان الحياة ومتعة الجمال كعصافير تتنقل بين أشجار مورقة في ربيع تزاوجها ... بين هذا وذاك أتحسس قلبي الذي تسكنه مغفرة الحب ، فكلما حاولت وجدت ثلة من الأصدقاء يوزعون ضحكاتهم الباهرة ، فكانت جدران روحي تتوهج بالحب لهم ، وأنا اكشف الغطاء الحريري لاحظت الإطار في جمهورية افلاطون المثالية ، إطارا قد تحدد في فصل الصلة بين الفن والحياة بقوله أي ارسطو : (ينبغي أن نراقب الشعراء ونحملهم على أن يبرزوا في إنتاجهم صورة الخلق الخيّر والا عاقبناهم بالحرمان من التأليف) ، وهذه الأوامر قد صادرت الحريات وفرضت حدود ، هي بمثابة قيود ، فهل إن الفن باعتباره إنتاج ذاتي يقبل هذا ..
وأنا أراقب عن كثب الفنان الحبيب الشطري حيدر عبد الله ، أجده في قمة التوتر والشد ، وهو يبحث عن لحظة الخلاص من ارث القدماء في صنع السلطات الى تعصب المعاصرين وقوالبهم الجامدة ، فتارة يكون خطيبا يختلس الفرص ، فرص الاحتفاء بأصدقائه والمناسبات ، وتارى أخرى ممثلا يتقمص الذوات الأخرى ، وفي الحالات التالية مخرجا يتعقب الأدوار ويشكل منها مخرجا للذات ، وهنا أقف بكل تمعن ، لأحلل مساراته في الفن ، لأجده قبالة الكانطية وهي تبحث عن الانسجام الذاتي الذي يولد الإحساس بالجمال ، ثم انتقل لقول (جان لاكروا) : (في المعرفة تعمل المخيلة لصالح الفهم ، بينما في الفن يعمل الفهم بوجه من الوجوه لصالح المخيلة) ، ومن افلاطون إلى كانط الى جان لاكروا نجد الفن عند حيدر عبد الله مولدّا متعة الحواس وممارسا لعملية تطهيرها ، وهذه الحالة هي ربط الفن بالأخلاق والواجب بالذات ، بيد ان الفنان الشطري اخذ من افلاطون وكانط بقدر وأسس عليهم ميزات النظرة الفاحصة لواقع الذات الموضوعي وارتباطها بالآخر على أساس تبادل لذة الحياة ومتعة الجمال في لغة ارتقت إلى لغة الصيرورة .. لا شك فان هذه الشخصية قد لا تفاجئ المتابع لها في نجاحاتها المتميزة ، فهي مشروع منتج لما هو مدهش ، لما هو مغري ، لما هو نافع .. لما هو كافر بالجمود منفتح على الجمال ..
هذا التنقل في حدائق وبساتين الإبداع المثمر من قبل الفنان المبدع حيدر عبد الله ألشطري .. يجعلنا نقف باشداه الدهشة ، وقد لا نفي بوعود نقطعها على أنفسنا أن نحيط بنجاحاتها ، لذا نقف خجولين أمام سمو الأخلاق ، سمو المتعة ، سمو الجمال .. فهل هناك عاصم يعصمنا من التقصير تجاه مفردات الحياة المتمثلة بالأصدقاء المبدعين .. لا عاصم سوى رفع اكفنا بباقات ورد مضمخة بأنفاس الحب .. والأماني ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضحية جديدة لحرب التجويع في غزة.. استشهاد الطفل -عزام الشاعر-


.. الناقد الفني أسامة ألفا: العلاقات بين النجوم والمشاهير قد تف




.. الناقد الفني أسامة ألفا يفسر وجود الشائعات حول علاقة بيلنغها


.. الناقد الفني أسامة ألفا: السوشيال ميديا أظهرت نوع جديد من ال




.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي