الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهنة التنشيط في فلسطين

صلاح عبد العاطي

2004 / 9 / 18
القضية الفلسطينية


في مداخلتي هذه سوف أتطرق إلى مفهوم كلمة التنشيط، تعريف المنشط، نبذة تاريخية عن مهنة التنشيط في المجتمع الفلسطيني، واقع هذه المهنة الآن في فلسطين، مستقبل هذه المهنة في المجتمع الفلسطيني، ولن أتطرق إلى معلومات وحقائق حول المنظمات الأهلية في الضفة وقطاع غزة التي يمكن أن نجدها في أكثر من مكان.
بمعنى آخر سأتكلم عن الأمل الكامن في النفوس والأذهان الذي يظهر في كثير من الأعمال، فالواقع من حولنا لا يقتصر فقط على ما هو مرئي من الأمور بل يشمل أيضاً ما هو غير مرئي.
مفهوم كلمة منشط لغوياً في المعجم الوسيط والمنجد:
المنشط: الكثير من النشاط، والنشاط هو ممارسة صادقة لعمل من الأعمال ويقال تنشيط أي صار نشيطاً للعمل وتهيأ له وأقبل عليه والطريق قطعة من سرعة ونشاط.
المنشط: طيب النفس للعمل.
أما المنشط موضوعيا : فهو كل من يعمل مع مجموعة من الناس ويساعدها على التخطيط والتنفيذ والتقييم بشكل ناجح لمشروع يهم المجموعة، أو قل هو من يعمل مع مجموعة من الناس بشكل مباشرة يهدف تحقيق مشروع ما أو إنجاز عمل ويمكن المجموعة مجموعة أطفال أو بالغين لنساء أو شباب أو فتيان للمعاقين ذوى احتياجات خاصة أو منشطين ... الخ.
المنشط يسهل الحوار والنقاش بين أفراد المجموعة يوفر موارد للمعرفة والمعلومات ويثير مجموعة لتعمل على البحث عن معلوما أخرى ويساعد أفراد المجموعة على أن يقيموا روابط بين ما تعلموه وبين خبراتهم الحياتية حتى يقوي الربط بين المعلومات والخبرة إلى معرفة جديدة يبنون عليها والمنشط يساعد على إيجاد مناخ تعلمي ويدفع على التعبير بطرق مختلفة ويعمل على إثارة الفضول والابتكار واستكشاف البيئة والتفكير النقدي التحليلي ويدعم المشاركة الناس بما يتلاءم وقدراتهم وأعمارهم ومسئولياتهم والظروف والاعتبارات الخاصة بهم للمسئوليات ويساعد على تطوير الشراكات العلاقات الجديدة بين المجتمع والأسرة والمدرسة والضرورية لتقبل وتعزز مشاركة أعضاء المجموعة وتعلمهم وتحقيق ذاتهم
إن مهنة التنشيط يجب ان تشتمل على المساهمة في عملية البناء على المستوى الفكري والاجتماعي والحضاري وان لم تكن كذلك فلا ضرورة لوجودها ، أي ان عملها خلاق وعمل بنائي من الدرجة الأولى إذا لم يكن هذا المحور الرئيسي لفكرها وعملها .
تاريخ المهنة :
ربما تكون المنظمات الأهلية والعمل المجتمعي في غزة والضفة الغربية تتفوق على ما يجري في أقطار عربية أخرى ويعزى ذلك لغياب حكومة محلية في هذه المناطق لفترة طويلة مما دفع الناس لان يأخذوا زمام المبادرة للعمل في مجالات ضرورية لاستمرار المجتمع وتطوره لقد بدأت هذه البوادر في الظهور مع بداية عقد السبعينات بشكل عفوي تلقائي منعش وصادق وفعال ولكن إن لم يأخذ شكل مبني على مؤسسات ثابتة فكانت أكثر ميلا إلى العمل التطوعي وكان هناك مجموعات نشطة في مجال الفن والمسرح والتراث و إحيائه كما نشطت مجموعات أخرى في مجال الخدمة الاجتماعية والتأهيل واعتمادا على المقومات الذاتية المتوفرة لذلك كان التركيز فيها على الإنسان و العلاقات الجميلة بين الناس وعلى بعض الأبعاد المجتمعية والحضارية من بين المجالات التي نشط فيها التفكير هو أهمية إيجاد مؤسسات اجتماعية تطوعية نشأت كامتداد للحركات السياسية فكان هناك نشاط لمجموعات في مجالات الصحة والعمل مع النساء والأطفال وحركات الطلاب والشباب والاتحادات النقابية وبالرغم مما يشوب هذه التجربة من سلبيات على صعيد البعد الفئوي الذي سبب في هدر الكثير من الطاقات في إيجاد مناخ عبر صحي في بعض الأحيان اثر على ذلك التركيز على الدور النضالي تجاه قضايا التحرر الوطني التي كانت الشغل الشاغل ولكن في نفس الوقت الذي برزت فيه اطر جماهيرية انبثقت عن الأطر السياسية نشأت أيضا مجموعات ومؤسسات مجتمعية مستقلة تركز فكرها وعملها على حاجة معينة في المجتمع قد شملت مجالات التعليم، الصحة العامة، والتنمية والأطفال، الدراسات النسوية، التدريب، البيئة، السجناء، المسنين، والإعلام، والاتصالات، واستمرار الجمعيات الخيرية الأهلية في أعمالها الخيرية والخدمية، بل زادت من نشاطها بسبب الحاجة وعدم قيام سلطات الاحتلال بتقديم الخدمات الضرورية للناس.
كان ينشط هذه المؤسسات مجموعة من الهيئات الإدارية التطوعية في الغالب عبر لجان متعددة ثقافية واجتماعية وصحية... الخ، مثل: جمعية الشبان المسيحية والهلال الأحمر، ومؤسسة تامر، وغيرها الكثير.
واقع هذه المهنة:
بدأت تظهر أهمية هذه المهنة والتفكير بسبب تطويرها وإكسابها صفة المهنية وتحديداً بأن المشكلة التي كانت تظهر باستمرار هي تغليب الطابع النضالي والتعبوي الجماهيري على حساب الجانب الاجتماعي الاحتياطي للناس والمجتمع، بمعنى آخر هي عدم رؤية المقومات الذاتية وإهمال بناء القوة الذاتية للأفراد والمؤسسات والمجتمع.
كما شكلت الثورة محطة لتطوير هذا الواقع فغزة معجزة بشرية، فمن الصعب تخيل مكان ينحشر فيه أكثر من مليون شخص في ساحة مغلقة كلياً وتنقطع عنها وسائل المعيشة لكنها تستمر في نفس الوقت من الحياة والأمل، العمل بتعبير آخر ونتائج تراكم الهموم والإشكاليات في مجتمعنا الفلسطيني السياسية، والاقتصادية والاجتماعية الثقافية التربوية ظهرت الحاجة إلى أهمية البناء والتطوير للمستوى البشري والمجتمعي الحضري وعناصر هذا البناء تشمل وجود حلم ورؤية تشمل العمل مع الصغار والأطفال والشباب والنساء، ليس بمنطق إنمائي خدماتي إنما بمنطق بنائي فكري اجتماعي تعبيري وتربوي روحي حضاري كذلك يشمل البناء إيجاد أجواء تربوية تعلمية في مختلف المواقع والمجالات، يجب النظر إلى الإنسان ليس كمستهلك أو كمنتج إنما في الأساس كمنتج وفاعل على المستوى الحضاري، فالوجود للإنتاج الحضاري هو شريان الحياة.
أظهرت تجارب التنشيط المهني عائد وجدوى وفاعلية في مجتمعنا واكتسبت أهمية على كافة المستويات في ظل انتشار الإحباط والعنف والتمييز واستمرار إحساس الناس بدورها كمهمشة.
كانت تجربة التنشيط في الثقافة والفكر الحر عبر تبادل شراكة بين أطفال لاجئي العالم والشبكة التربوية الفرنسية من أجل فلسطين وظهرت كلمة منشط كمحرك للفعل وكفاعل اجتماعي مناضل يهدف إلى البناء والتغيير ليس بالكلمات إنما بالممارسات والأعمال، والأمثلة كثيرة على ذلك.
ترافق ظهور هذه التسمية في العالم أساساً بعد حركات ظهور التربية الشعبية غير الرسمية التي مضى عليها قرن الآن والتي كانت حركة أفكار قبل أن تكون طرق وأساليب جاءت في ظل التطور العلمي والبحثي والاكتشافات العلمية في ظل السعي الحثيث من قبل العاملين فيها لتغيير المجتمع.
في مرحلة التحرر والبناء للمجتمع الفلسطيني:
لأننا نؤمن بأن مجتمعنا الفلسطيني بحاجة إلى تربية مغايرة للتربية التقليدية تربية تحقق للإنسان التطور والمشاركة وللمجتمع التنمية والبناء. كان هدف هو إعداد وتأهيل كادرنا في هذا المجال في حقل التنشيط الاجتماعي التربوي الثقافي والدفع باتجاه بلورته وتمكين دوره وفق أسس مهنية قائمة على توفير حرية الاختيار للإنسان الاختيار المسئول بعيد عن التلقين.
هي مهنة تركز على أهمية العمل المنشط لتطوير الناس تأخذ بعين الاعتبار الإنسان ككل الحب والمشاعر كأساس للعلاقات بين البشر.
التركيز على رغبات واحتياجات الناس لكي يتطوروا حسب اهتماماتهم، تربية النجاح وتربية الحوار الإيجابي والديمقراطي والتضامن والتوازن والمساواة والمشاركة وتمكين الناس.
يجب الحديث عن هذه المهمة في إطار الرؤية المستقبلية وفق تحديد القضايا والقيم والوسائل والنظر إلى أنفسنا وكيف نعبر عن ذلك وكيف نرى الشباب والمرأة والأطفال والحضارة فمن الضروري أن يبدأ المنشطين وهذه المهنة بالتركيز على القوى الذاتية الكامنة في الأفراد والمجتمع والعمل على بناء وتغيير المجتمع.
احتياجات المهنة:
1. بلورة حركة من الكادر النشط والمهني ليعملوا علي تبني قضايا وإشكاليات المجتمع والراغبين في إضاءة مصباح الطريق المتحرك باتجاه التغيير والبناء الاجتماعي والتنمية.
2. توسيع قاعدة الكادر والمهني وتطوير معارفهم ومهاراتهم وترسيخ قناعتهم للاستمرار في طريق البناء والتنمية لكي يمارسوا دور فاعل في التأثير على المجتمع وتغييره للأفضل باتجاه تعزيز الديمقراطية والمشاركة الشعبية والمجتمع المدني الحر في فلسطين.
3. التحرك على المناطق المهمشة وإيجاد حالة من التنشيط الجماهيري الشعبي في الأحياء والعمل مع الناس استنادا لاحتياجاتهم.
4. تقوية الشبكات الخاصة بالمنشطين والمؤسسات ذات التوجة التقدمي باتجاه تقنين وتنظيم هذا العمل ووضعه في المحرك العقلي والعملي وكسب التأييد لة.
5. العمل على تقديم المساندة والتمكين للشباب والمرأة والأطفال في المجتمع الفلسطيني وتقوية دورهم.

إنها مهنة النضال الاجتماعي التقدمي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة