الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا- شرطي لحلف الناتو

احمد حسن _ شاهوز

2010 / 11 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


البارحة انتهت قمة لشبونة لحلف الأطلسي (الناتو) وتم خلال هذه القمة مناقشة المفهوم الاستراتيجي للحلف للعقد القادم. حيث كان على جدول أعماله قضايا هامة مثل العلاقة مع روسيا وجدولة الانسحاب من أفغانستان والدرع الصاروخية التي سيتم وضع قسم منها في تركيا.
ما يهمنا هو مسألة الدرع الصاروخية ، فرغم التصريحات التركية التي تدعي الانتصار والنجاح فيما كانت تطمح إليه إلا أن عدم ذكر اسم أي دولة شرق أوسطية لا يعني البتة أن هذه القضية سوف تنتهي وتبقى كما هي على الورق، فالواقع يظهر أن القضية جادة وتستدعي التوقف عندها وقراءتها بتروي.
فمن الممكن أن تكون الجهود التركية ناجحة شكليا ولكن الأصح هو معرفة أن الولايات المتحدة الأمريكية حققت ما كانت تبتغيه بهذا الخصوص عن طريق هذه القمة والشكلية التي تتراكض تركيا خلفها لن تخلصها أبدا من واقع أن وجود الدرع الصاروخية على أراضيها يعني تهديد امن واستقرار المنطقة بشكل من الأشكال وكما اضطرت اليوم إلى قبول هذا الأمر تحت يافطة حلف الناتو فغدا أيضا سوف تضطر إلى قبول السير وفق المنطق الاستراتيجي للناتو إذا اقتضت الحاجة إلى استخدام هذه الدرع الصاروخية لمواجهة دولة مثل إيران أو روسيا أو سوريا.
النتيجة التي يمكن استخلاصها هي إن النظام العالمي يريد أن يستمر في حماية مصالحة عبر إظهار القوة وهذه القوة سوف يتم استخدامها بكافة الأشكال إذا اقتضت الحاجة ولا يمكن حينها أن تعترض تركيا، الآن أيضا لم تتمكن من الاعتراض والتوافق الذي تم حول بعض الصياغات كان محلولا حتى قبل البدء باجتماعات القمة وقد صرح مسئولين أمريكيين بشكل واضح بأنه يمكن عدم ذكر اسم إيران أو أية دولة ضمن قرارات القمة .
تركيا اليوم تريد أن تظهر إنها مختلفة وليست تابعة لأحد وإنها تتبع سياسة صفر مشكلات ضمن المنطقة وتسعى إلى تحقيق تحالفات بقصد تصفية القضية الكردية وتعمل على اللعب بالورقة العراقية لتكسب بعض المصالح ضمن إستراتيجيتها المعادية للكرد. لكن هذا لن يفيدها شيئا لأن النظام العالمي الذي يعتبر تركيا شرطيا للدفاع عن مصالحها في المنطقة لا يهتم كثيرا لما تريده تركيا بل يهتم لما تريده مصلحته بشكل أساسي ولهذا فإنها تريد وضع تركيا في موقف حرج بهذا الخصوص ولتظهر حقيقة تبعية السياسة التركية للنظام العالمي وعدم مقدرتها على مواجهته بأي شكل كان وأساسا فان تركيا هي التي وضعت نفسها في هذا الوضع حيث أنها تريد التوفيق بين متطلبات النظام العالمي ومصالحها وأهدافها في المنطقة ولكن كيف لها تحقيق هذا الهدف التوفيقي ضمن شروط أزمات النظام العالمي وبحثه عن حلول للقضايا التي تقف في طريقه فانه يريد استخدام تركيا وحين تقتضي الحاجة يكلف تركيا بالتباحث مع إيران وحين تقتضي الحاجة يحول الأراضي التركية إلى مركز للدروع الصاروخية .
ما نود قوله صراحة هو أن خطابات تركيا فيما يخص خلافاتها مع إسرائيل وعدم رضوخها للناتو وما شابه كلها بعيدة عن حقيقة أنها مرتبطة بالنظام وحتى إن ظهرت خلافات فسيسعى النظام إلى سحب تركيا إلى النقطة التي يريدها وهذا ما تمكن من تحقيقه في قمة لشبونة الأخيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح