الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعية العمالية في معترك النضال من اجل الاستحواذ بالسلطة أم في حاشية المجتمع

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2004 / 9 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


الاحداث الاخيرة داخل الحزب الشيوعي العمالي الايراني وانقاسمه الى حزبين كان دون ادنى شك مصدر قلق وأسف عميقين ليس فقط لدى معظم كوادر واعضاء ومؤيدي الحزبين الشيوعي العمالي الايراني والعراقي ، بل وكذلك لذى جميع الاحرار ودعاة المساواة الذين علقوا آمالهم على تيار الشيوعية العمالية وحزبيه، لقد كان هذا الحدث ضربة قوية وجهت الى هذا التيار واعطت اعداء الشيوعية مجالا اوسع وفرصة اكبر للتهاجم.
لقد دُفِعَ بهذا الحدث الى منعطف سبب في شل حركة قيادة الحزب الشيوعي العمالي الايراني ، فكان لا بد من مخرج ، لكن ومع الاسف الجناح الملتف حول حميد تقوائي فرض طريقة انشقاق الحزب ولم يترك فرصة لحل آخر.
عودة سريعة الى ماضي هذه الازمة توضح لنا بان هذه الاختلافات سياسية ، واقعية ومتجذرة ، وهي ليست بحدث مفاجيء ، بل انها سارت بنفس سرعة حركة المجتمع واعطت نتائجها في فترة زمنية قصيرة . ان سبب عدم بروز هذه الاختلافات من قبل وبروزها الآن ، يعود الى سيطرة تيار الشيوعية العمالية داخل الحزب الشيوعي العمالي الايراني بوجود منصور حكمت ، ولكن بعد رحيله اصبح الميدان مفتوحا لجناح اليسار التقليدي كي يسعى الى تثبيت سياساته وسننه داخل الحزب الشيوعي العمالي الايراني ، جُوبه هذا المسعى من قبل حملة راية الشيوعية العمالية ومنصور حكمت داخل هذا الحزب . عند وجود جناحين داخل هذا الحزب لا يستطيع احدهما نفي الآخر ، وعندما تصل الحالة بجناح اليسار التقليدي الى عدم تحمل معارضيه السياسين ضمن اطار الحزب الواحد ، ومن اجل ديمومته وبقاءه ، لا يترك هذا الجناح أي مجال سوى السير بالحزب نحو الانشقاق ، عندها يصبح هذا الحدث نتيجة منطقية لهذه الازمة وتلك الاختلافات.
من احدى اهم النقاط الجوهرية في هذا الخلاف هي كيفية التعامل مع العالم الخارجي وكيفية قيام الثورة الاشتراكية وبناء المجتمع الاشتراكي . ان ظهور الشيوعية العمالية وحزبها كاقوى تيار يساري داخل المعارضة الايرانية وتنامي هذه الحركة المضطرد ، والتازم العميق والخانق للجمهورية الاسلامية الايرانية ، جعل من مسألة الاستحواذ بالسلطة واقامة النظام الاشتراكي من احدى المسائل الحياتية والملحة ، للرد على هذه المسألة ، تحول الحزب الشيوعي العمالي الايراني الى جناحين لدى كل واحد منهما بديل يختلف عن الثاني وكالتالي :
1- يمكن لحزب اجتماعي ، ولو كان اقلية في المجتمع ، بعد ادراكه لآلية حركة المجتمع ،وفي ظروف ثورية ، ومع وجود عدد كاف من الكوادر الشيوعية التي تناضل من اجل الاستقطاب داخل الطبقة العاملة والمجتمع بشكل عام لتعبئة قواهم حول سياسة الحزب ، ان يستحوذ بالسلطة .
2- المسألة الاساسية الآن قيام ثورة الطبقة العاملة ، عن طريق تشكيل المجالس يمكن ان تلتف الاكثرية داخل المجتمع حول الحزب وتُعبيء هذه القوة للقيام بالثورة الاشتراكية واقامة المجتمع الاشتراكي.
لو نظرنا بقليل من التمعن والتمحيص الى كلا الطرحين ، وعدنا مجددا الى مقالات واحاديث منصور حكمت ، لوجدنا واقعية وصحة الطرح الاول الذي يتبناه الحزب _ الحكمتي ، والطابع الايديولوجى الطاغي على الطرح الثاني الذي يتبناه جناح حميد تقوائي بالاضافة الى صورة غير واضحة لمكانة الحزب ودوره . هنا لابد من الاشارة الى ان دعاة الطرح الثاني جعلوا من مسألة ( الخلوصية العمالية ) غطاء لسياساتهم من جهة وتحريك احاسيس من لم يتعمق في طرحهم من جهة اخرى.
يقول منصور حكمت في موضوع ( الحزب والمجتمع ) :
يكفي ان يكون كلام خمسة بالمئة من المجتمع مثل كلامنا كي نستحوذ بالسلطة كاملة . يكفي ان يدافع خمسة بالمئة من جماهير ايران بفاعلية عن الحزب الشيوعي العمالي الايراني وان يعتبروا هذا الحزب حزبهم كي نسيطر على هذه البلاد باكملها.
وفي نفس الموضوع يقول :
ان الحزب هو ذلك التنظيم الذي دخل الى ميدان الصراع من اجل السلطة. دخل الى اللعبة السياسية على صعيد اجتماعي . ان المنظمة والمؤسسة التي تعيش خارج اللعبة السياسية على صعيد البلد، وتعيش خارج الصراع الواقعي على السلطة وتحديد الحكام في المجتمع ، هذه المنظمة ، ان كان قرارها مبني على وعيها وادراكها ، أو بسبب خصوصيتها الكمية والنوعية كي تقف خارج هذا الصراع ، فهي ليست بحزب سياسي .

هنا لا بد عن الحديث عن الموقف المسؤول والحازم لقيادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي ، المؤيد للحزب الحكمتي باعتباره رافعا لراية الشيوعية العمالية ومنصور حكمت . لا يمكن لحزبين سياسين ينتميان الى حركة اجتماعية واحدة ، حزبين اسسهما منصور حكمت ، يقع احدهما في منعطف مصيري وبصدد الانشقاق ،والآخر يبقى متفرجا (حتى يتضح من هو الرابح ) . ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي الذي كان من البداية يعيش في خضم هذه الخلافات ومطلع على كل المسائل ، فان هذه الخلافات ونتائجها، شاء أم ابى ، ستؤثر عليه ، يجب ويمكن ان يتخذ موقفا حازما ويعلن عن موقفه بوضوح ويؤيد الجناح الذي يراه رافعا لراية الشيوعية العمالية ومنصور حكمت.
أصبحت حركة الشيوعية العمالية موضع تلاقي تيارين ، احدهما يناضل من اجل الاستحواذ بالسلطة ويضع هذه المهمة ضمن اولوياته ، وآخر ينكب على الطروحات الايديولجية وتحت غطاء قيام الثورة الاشتراكية الآن يحاول ان يعيد بحركة الشيوعية العمالية الى زمن الماركسية الثورية .
ان اصطناع بعض التعابير واطلاقها على الحزب – الحكمتي ( كعبارة اليمين ) أو ( ذيل الاحزاب البرجوازية ) وما الى ذلك من عبارات البعيدة كل البعد عن السنن والتقاليد التي تتبناها الشيوعية العمالية ، ليست سوى محاولات غير مجدية لمفتعليها وليست سوى اوهاما يعبئون بها جبهتهم . لقد قاد كورش مدرسي الحزب الشيوعي العمالي الايراني في احلك واصعب الظروف أي بعد رحيل منصور حكمت ، وكان هؤلاء الرفاق الذين يعتبرونه اليوم ( يمينيا ) يصطفون خلف قيادته وقيادة العديد من الكوادر القيادية الموجودة الآن في الحزب الحكمتي ، ترى هل ان اصطناع هذه العبارات اليوم واطلاقها على قادتهم بالامس لا تضع ماضي اصحابها موضع سؤال ؟

‏17‏ سبتمبر‏، 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتماع مصري إسرائيلي أميركي مرتقب بشأن إعادة فتح معبر رفح| #


.. المتحدث باسم الخارجية الأميركية لسكاي نيوز عربية: الكرة الآن




.. رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن أن نتنياهو سيلقي كلمة أمام ال


.. أربعة عشر متنافسا للوصرل إلى كرسي الرئاسة الإيرانية| #غرفة_ا




.. روسيا تواصل تقدمها على جبهة خاركيف وقد فقدت أوكرانيا أكثر من