الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى من يهمه الأمر " موت معلن " بلا وقائع

حسين سليم
(Hussain Saleem)

2002 / 8 / 2
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


بتاريخ 5 تموز المنصرم، نشر الأستاذ ( باقر إبراهيم ) مقالة بعنوان " الموت المعلن لليسار الزائف في العراق"2في جريدة ( القدس العربي ) المعروفة بميولها القريبة من النظام العراقي. والمقالة أساسا هي رد على مقالة ( فرات المحسن ) " بعض من الشأن العراقي   " والمنشورة على صفحة انترنيت " اليسار " الذي عرضه الأستاذ باقر لهجومه الأخير.

 

     في مطلع قراءتي للعنوان " الموت المعلن "، تذكرت رواية الكاتب الكولومبي ( غابريل غارسيا ماركيز )،   ( وقائع موت معلن )، وعلى ما يبدو أن الأستاذ باقر، قد فاته ذكر " وقائع " هذا الموت لشجرة كبيرة، كان له على مدى عقود دور بارز في إدامة اخضرارها لتبقى ثابتة في وجه الأعاصير، كما انه ينسى أو يتناسى كونه محسوبا على هذا اليسار،  كتحصيل حاصل لتيار فكري عريق لبلد اسمه العراق.

 

   فالأستاذ ( باقر إبراهيم ) كما كنا نعرفه، شخصية وطنية، له تاريخه السياسي والنضالي، ناهيك عن رصانته الكتابية، ظهر منتقيا لمقاطع من المقالة ومطوعا إياها لتفضي إلى معان أخرى مخالفة لسياقها الأول تماما.

 

   فهو يناقش المقالة وكأنها وثيقة من وثائق الحزب الشيوعي العراقي أو تصريح لأحد قادته.. والحقيقة من خلال مواكبتي لإصدارات المعارضة وبضمنها إصدارات اليسار " كأي عراقي وطني مستقل "   فقد بات معلوما لي ولغيري أن الحزب الشيوعي العراقي ومنذ مؤتمره الخامس الذي عقد في تشرين الأول عام 1993كمؤتمرل" الديمقراطية والتجديد " قد أحرز نقلة نوعية في حياته الداخلية الحزبية على صعيد الممارسات الديمقراطية، واجتهد لاحقا " كتيار وطني فاعل " لتقديم إجاباته ورؤيته لسبل خروج وطننا من أزمته العميقة والشاملة، والتي يعرف الأستاذ باقر كما افترض أفضل من غيره مسببات الأزمة ومسببيها أيضا، وعزز هذا النهج في سنوات نضاله اللاحقة ومن خلال مؤتمريه السادس والسابع وكونفرنساته، وفي ظل ظروف يعرفها القاصي والداني، وتركة لا يحسد عليها الحزب وقيادته الجديدة والمتجددة.

 

 ومن الممارسات الجديدة للحزب مثلا والتي لم تكن مباحة في عرف " موامنة موسكو " انفتاح قنواته الإعلامية المختلفة لاستقبال ونشر وجهات النظر والآراء لمختلف الناس، حتى لمن ولج الكتابة في المهجر، ولوكانت   مخالفة لسياسته الرسمية المعلنة. 

 

   يسلم باقر " بقبول- الشيوعيين- للحصار والعدوان على وطنهم " ويستمر " ثم راحوا يبشرون تدريجيا بصواب وجدوى التعاون مع أمريكا " !  لا ادري من أين خلص بهذا الاستنتاج ؟ يبدو انه لم يطلع ولا يريد الإقرار أن الحزب الشيوعي أول من نادى برفع الحصار وان سياسته قد وسمها الموقف المعروف بمعارضته للعدوان الأمريكي على بلدنا. وكم أتمنى عليه أن يراجع هذه الوثائق مجددا، لتتضح الرؤية، قبل أن يختل توازن بعضنا ونفقد الصواب، وحينها ليكتب ويحاجج " كيساري لم يعلن موته للان !"

 

 أما اغماط حق الحزب باللامبدئية واللامصداقيةالوطنية، فالساحة العراقية في ثمانينيات و تسعينيات القرن الماضي تشهد لبطولات وتضحيات الشيوعيين، التي هي امتداد لتلك الشجرة الوارفة الكبيرة، ولتكن لابي خولة جرأة معلنة للذهاب إلى مؤتمر بغدادي قادم وليسال صديقه الدكتور ماجد عبد الرضا – الأستاذ المحاضر في خطب القائد، في كلية العلوم السياسية، والمواظب ككاتب دائم في جريدة الجمهورية – أو يسال الأستاذ طارق عزيز ماذا يفعلون مع الشيوعيين في" ابي غريب "؟ وما هي مواقف الشيوعيين من الحصار والعدوان الأمريكي ؟ إذا كانت الأحزاب الشيوعية العربية والعالمية واليسارية تكيل لهم المديح بقبول العدوان على بلدهم !

 

     وينعت باقر مناضلي الحزب " بالجمهرة المضللة "، سامحك الله وأنت الخبرة التنظيمية ومعلمها، تنسى كيف يكون الفرد عضوا في الحزب ويحصل على العضوية وما هي واجباته وحقوقه ؟ ومن الطريف ذكره هنا ان الداعي تحمل قسطا من التعذيب عن علاقته بباقر، أو إلى شتمه على اقل تقدير - والحقيقة لم تكن لي علاقة به، لأمن بعيد ولا قريب- في حين كنت اعلم انك خارج صفوف الحزب ! وقد تبينت الصورة للسلطة وأجهزتها في السنوات اللاحقة انك تكتب أفضل من أقلامهم ضد يسارك وتلامذة تلامذتك !

 

  ولازلت في استغراب، ترى هل فعلها احدهم وذيل المقال بأسمه للإساءة إلى سمعته ؟ كما يراودني السؤال عن" اليسار" الذي تحمل الكثير من الهجوم اللامبرر واللامنصف حتى من المقربين منه، لماذا لا ينشر مقالة الأستاذ باقر على صفحاته، ليرى الآخرون كيف يسيء إلى قلمه قبل ان يسيء إلى اليسار.

 والله حزين، لك وعليك يا ابا خولة، ولا أقول أكثر من كن منصفا لتجربتك !

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف