الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يُتّهم نجاد باليهودية؟!

محمد حسن فلاحية

2010 / 11 / 27
حقوق الانسان


هنالك الكثير من الشكوك تدور حول هوية نجاد الحقيقية منهم من وصفه باليهودي المتأسلم والأخر باليهودي المتخفّي "أنوسي" – يطلق على جماعة يهودية تدين بالاسلام للقيام بمهمات سياسية أو دينية سرية- فهل أنّ نجاد ينتمي لهذه الجماعات ؟أم أنها مجرد دعاية وإشاعات لا تمت للواقع بشئ إذا كان فعلاً من أصول يهودية لماذا إذن كل هذا العداء للدولة اليهودية ؟ الواقع أن السياسة تتطلب النفاق والظهور بمظهر غير ما يدور في الداخل فهي لعبة المستحيل ولا يمكن أن نتوصل الى شئ خلال تصريحات نجاد ضد اليهود ورفضه "للهولوكاست " وما وراء مشاريعه المتطرفة وماذا يبتغي منها ؟ فهل يمكن أن تكون الاتهامات بيهودية نجاد صحيحة أم هي مجرد تساؤلات تحمل أجندة سياسية خفية ؟ كل هذه التساؤلات تبقى رهن مرور الزمان لايمكن البت فيها لكن نحاول في هذا المقال عرض هذه التساؤلات وإثارتها ولا نسعى الى تأكيد أو رفض ما جاء فيها.
أول من طرح قضية يهوديّة نجاد هو مهدي خزعلي نجل أية الله خزعلي - عضو مجلس خبراء الدستورالايراني - والذي ينتقد نجاد بشدة وهو ينتمي الى جماعة مير حسين موسوي المعارض ، بعد تصريحات خزعلي تناولت صحيفة "الديلي تلغراف" اللندنية الموضوع بنشر الصفحة الاولى لجنسية نجاد والذي يظهر فيها اللقب القديم له "سيورجيان" والذي يعني بالعبرية "حائك السبور" وهي صناعة قديمة يزاولها اليهود في إيران وهو من بين الألقاب التي ينسب الى اليهود في إيران ويطلق لقب "سيبورجيان" عليهم للتأكيد على يهوديتهم وفي هذا اللقب يدل على علاقة واضحة بين ديانة نجاد القديمة والا وهي الديانة اليهوية حسب رأي البعض من الباحثين في تاريخ الالقاب الايرانية .
كما أن نجاد كان يدعي بأن أمه من أحفاد الرسول وهي " علوية أو سيدة " في حين تظهر صورة جنسية نجاد على أن إسم والدته"فاطمة بكم" ويظهر ذلك زيف إدعائاته أثناء حملته الانتخابية الرئاسية العام الفائت ، من خلال الغور في دلالة لقب نجاد يذكر صاحب معجم "دهخدا" وهو أضخم معجم فارسي على الاطلاق بأنّ كلمة "سبور" هي عبارة عبرية (סבור) تعني المتصور ، والمعتقد. سبورا(סבורא) بمعني المتفكر و المستدل و جمعها سبورايم(סבוראימ) لقب يطلق على مروجي تلمود ."
من الاشارات التي تربط بين أصول نجاد اليهودية هو فسح المجال للطائفة دون غيرهم حسبما يرى البعض من الباحثين وذلك في إعتراف صحيفة "يدعوت احرنوت" على تقديم اليهود الايرانيين دعماً لنجاد اثناء حملته الانتخابية وذلك بسبب ما منح نجاد لهم من حرية دينية غير مسبوقة وهذا الامر طبقاً لتقرير صادر عن الجمعية اليهودية الايرانية التي تقطن إسرائيل وكذلك إعتبار مدير مكتب نجاد "اسفنديار رحيم مشائي " أن الشعب الايراني صديق للشعب الإسرائيلي وتمسك نجاد بمشائي رغم النداءات الكثيرة التي صدرت لتنحيته عن منصبه يشر الى هذه الاواصر الخفية والاصول القديمة للرئيس الايراني وايضاً إعتراف مهدي خزعلي بأصول نجاد اليهودية هو بحد ذاته دليل وبرهان واضح على هذا الامر لأن خزعلي كان منذ القدم في الحرس الثوري ولديه خبرة وعلم بمكنونات الوثائق السرية للجمهورية الاسلامية الايرانية وحسبما يرى البعض أنه ما تصدر من قبل نجاد من تصريحات ضد اليهود ما هي الا زوبعة في فنجان تهدف الى كسب ود المتطرفين من الشيعة والمسلمين وتجنيدها خدمة لمصاح دولة ولي الفقيه وليست سوى ردة فعل منه على إخفاء أصوله الدينية .
ونشر موقع "عصر ايران" نقلاً عن صحيفة "جورزاليم بوست" تقريراً يفيد بأن هنالك 25 ألف يهودي يعيشون في إيران وهم يتمتعون بحرية كاملة في فترة حكومة نجاد ويضيف الموقع أن : "شلومو زهيبي " أحد الخاخامات اليهودية الاسرائيلية من أصول إيرانية يثني على فترة حكومة نجاد رغم تطرفه ضد الدولة العبرية و يفضل نجاد على المرشح الاخر" مير حسين موسوي" ويقول الحاخام :" رغم تصريحات نجاد الحادة ضد إسرائيل لكن نحن يفضله اليهود الايرانيين على "موسوي" لأن الحكومة الحالية التي يترأسها نجاد تعتبر حكومة تتمتع بالاستقرار و أنّ اليهود يتمتعون بكل حرية في أداء واجباتهم الدينية في إيران ".
لا نقول لماذا يتمتع اليهود بكل حرية بل نعمل على أن يتمتع أصحاب الديانات الاخرى أيضاً بكل حرية ويسعدنا أن يتوصل إخواننا اليهود لحقوقهم بعد عقود من الحرمان والاضطهاد لكن السؤال الذي يدورهنا أنه مثلما يتمتع اليهود بالحرية الكاملة في أداء واجباتهم الدينية وطقوسهم وذلك باعتراف منهم فلماذا لاتتمتع الشعوب الاخرى مثل العرب والكرد والبلوش والترك من الحصول على كامل حريتها في أداء طقوسها ولغتها الام واستخدامها في مدارس ووسائل الاعلام وهي تشكل معظم سكان إيران ولماذا لايمنح السنة وهم مسلمون نفس الحق الذي منح لليهود والمسيحيين ؟ أم لأن اليهود والمسيحيين لديهم من يطالب بحقوقهم في العالم ما يفتقد الشعوب الاخرى هذا الدعم .ونناشد بأن يحصل كل ذي حق على حقه سواء كان يهودياً أم مسيحياً أم مسلماً ورفع التمييز عن الشعوب وعن النساء والطوائف الاخرى وأن يمارس نجاد الإنسانية - رغم صعوبة هذا المطلب- تجاه جميع مواطنيه سواء كان نجاد من أصول يهودية أو مسلمة أو لادينية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال


.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار




.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم


.. توطين اللاجئين السوريين في لبنان .. المال الأوروبي يتدفق | #




.. الحكومة البريطانية تلاحق طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا