الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مزاد علني لسدنة هياكل الظلام في العراق

باسم عبد العباس الجنابي

2010 / 11 / 28
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية



عراق ما بعد انهيار الدكتاتورية من المفروض بعد اعتماد النظام الديمقراطي حكم الشعب لنفسه ،أن ننجز بمعية الطبقة السياسية اولويات البناء التحديثي ونشرع بتحطيم قوالب الماضي المتحجرة والراسخة في بنية المجتمع،وأيضا وضع البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية (الوطنية) كأساس وكتابتها بدستور مرن حي (وهنا الدستور العراقي الجديد هو وثيقة الحقوق والواجبات ـ هي حقيقة تعاقدية بين أبناء العراق)،لكن الذي حصل انغماس من تدعي رعاية المصالح الشعبية والوطنية،رسخت معاني ظلامية ،اتاحت لسدنة هياكل الصحراء والعبودية والتجريح،الصعود بعد تنظيمها للميليشيات والجماعات المسلحة ،التي روعت وقهرت الإرادة الفردية واعتدت على القانون وانسابت إلى مفاصل الدولة العراقية (طور التكوين)،ما سخر لها الوصول إلى السلطتين التشريعية والتنفيذية،لتكبل السلطة القضائية وتنهي استقلاليتها،وهي ذاتها من اتكأت على توأمها ناقل ومروج الجهل والخرافة (القبائل صحبة سدنة هياكل التعصب والطائفية والراديكاليين)و هنا أضحت اللعبة السياسية خارج حدود المعقول ،كونها تمادت في غيها ،وأبعدت بطرق شتى القوى الديمقراطية عن مركز القرار السياسي،لأنه يفضح توجهاتهم العدوانية في العراق بالأمية والفقر وإشاعة الجهل ونقل تجارب الحكومات الاستبدادية للدول المجاورة العربية والأجنبية وتسهيلها لثقافة الاستهلاك وثقافة الكاسيت ونهي الناس عن القراءة والاطلاع ،حتى أنها بالغت في شراء الاصوات الاعلامية بل انها تملك وسائل هدامة لتعرقل المسيرة الديمقراطية ولتصل إلى مبتغاها بالتحكم بالشعب والترويج لإمارات طائفية في عراق اليوم،بمعنى أن الطبقة السياسية ماضية صوب تقسيم بلادنا.
ومن النافل توضيحه أن المخططات تتساند وتتعاضد لتشويه لحمتنا الوطنية بكل الطرق والوسائل الخبيثة بما فيها (حكومة الشراكة أو حكومة الوحدة الوطنية)،ومن الطبيعي نكران حصول ذلك،فكلا المصطلحين فارغي المحتوى ولا يمتان للنظام الديمقراطي الذي يعتمد الحرية الفردية والمساواة وشرطه المعارضة من داخل السلطة التشريعية،هم يراهنون على زيادة نسبة الفقراء والأميين،ويشيعون الثقافة الاستهلاكية،وعن قصد يتآمرون ضد الثقافة الانتاجية كونها تخلق الروح الجماعية أثناء العمل وتتيح المجال لوعي الناس متطلبات توفير حاجاتهم الأساسية للاشباع والترفيه وللتطوير.
مسألة جوهرية تتحكم بعقلية سدنة هياكل الفشل في عراق اليوم،وهي انعدام التخطيط لرفع دخل الفرد بتنمية طويلة الأمد،هؤلاء الجهلة غير قادرين على تقديم أو تنفيذ أي برنامج وطني،فهم مسوقي تفسيد مؤسساتنا ونفوس الناس ،وهم وحدهم من سيلعنهم التاريخ،فأين
الوعود الانتخابية،أين التزامهم بالدستور الأعرج والناقص،أين هم من المصالح الوطنية للعراق(الكويت وايران وسوريا وتركيا .. نماذج للأذى العراقي)،أين هم من تحقيق العدالة بمساواة العراقيين جميعا امام الدستور.
ومنذ انتخابات آذار ولغاية اليوم،صاحب نتائجها الهرج والمرج،والضجيج والتزوير،والتطاول والتناحر،حتى وصل الأمر أخيرا إلى اتفاق يتناقض وروح الدستور والأعراف الديمقراطية وهو بالتأكيد ضد المصالح الوطنية للعراقيين،فلم يعد لصوتهم الانتخابي أي قيمة تذكر،وكذلك أصبحنا عرضة للمساومات غير المسوغة،وتأتي اليوم رغبات لدى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بزيادة نوابهم خرقا آخر للدستور،وتوزيعهم للمناصب الوزارية الطامة الكبرى،ولنأخذ مثلا على وزير التربية السابق(الخزاعي)،الذي كتب مقالات في صحيفته (المنتدى) قبل أشهر(( يدعو العالم المسيحي للدخول بالاسلام )) عن أي مستقبل تربوي نتحدث إذا ما جددت لهذا الشخص وزارة تعنى بالنشئ الجديد ،وبتنوير الحياة. وطبيعيا أنه ليس الوحيد فقد سبقته فضيحة وزير التجارة التي تم لملمتها واغلاق ملفها وتبرأته مما نسب إليه من قبل قضائنا المسيس والمسيطر عليه من قبل سدنة العجز المسلحين بأدواة فتاكة منها كاتم الصوت والعبوات الناسفة وهي شئ قليل مما هو بحوزتهم.
طريق التأليف لحكومتنا المقبلة بني على المصالح الحزبية الضيقة والمحاصصة الطائفية والقومية،وتقاسم المنافع والأموال والاستحواذ على المال العام،طريق غيرسوي ،امده قصير،نتيجته تدمير المكتسبات الوطنية،وزيادة انجراحات العراقيين،ونشك في أمور أخرى منها عدم القدرة على إخراج العراق من البند السابع،لأجل جرنا إلى مهالك التدويل بوضعنا امام الأمر الواقع حيث تضيع بغداد عاصمة الحضارة والعلم والمحبة والسلام وتلاقح الشعوب.
ومما لا شك فيه أن أهل القبور لا يمكن أن يشاهدوا مباهج الفكر التنويري ومنجزات البشرية عصرنا الحاضر العلمية والطبيعية وحتى الاجتماعية،كما لا يمكن لعقول تنتمي لمراحل تاريخية سحيقة أن تستوعب معالم عصر الحداثة والتكنلوجيا ،كونها تعيش خارج سياق التاريخ وجدليته الموضوعية،ولعنا هنا نؤكد أننا بصدد نهضة ديمقراطية لردع سدنة الفساد والعبودية
وتكسير أصنامها،وتحقيق دولتنا المدنية الحديثة في عراق التعددية والفدرالية والديمقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بناء دولة العراق المدنيه الحديثه مهمة تاريخيه
د صادق الكحلاوي ( 2010 / 11 / 30 - 12:04 )
اخي الاستاذ باسم
تحيةحب العراق وشعبه الجريح
انا بسبب العمر والعيون قراءاتي قليله واليوم قراءت مقالتك فوجدتها مملوءهحبا ونوايا حسنه فاسمح لي ببعض الكلمات التكميليه وليس الضديه
نحن اليوم ومنذ03 في ماءزق تاريخي فاما ان ننجح باقامة دوله حديثه او يعودنمطالاستبداد الشرقي بفاشيته البدائيه المحروسه بجهل اجتماعي واسع مستند الى فاشية الاسلام وقومية البداوة المتوحشه ان البعث استند اليهما وعمقهما وكانت مهمته اسهل ومسنودة بالنطام الاقليمي بل العروبي الاسلامي الذي لايريدلنطامه مغادرة ذاك النظام المتوحش بل يريد توسيع رقعته كما فعلت الخمينيه
بايران والعروبيه بالواحةالعصريه التي كانت بجنوب اليمن
ان البعث المجرم حطم في العراق خلال 40سنه كل منجزاتنا الجميله الحديثه بمافيها وعي الناس وتنطيماتهم الحزبيه التقدميه والاجتماعيه والنقابيه والطلابيه
الحديثه فتوجه القسم المتبقي من ناسنا الديناميكيين لاستعمال الدين والمذهب للتعبئه للتغيير -كما فعلت اوربا اثناء وبعيد الحرب الثانيه حيث غالبية احزابها الدمقراطيه الحاليه كانت دينية مسيحيه الاهم اخي باسم الدخول للجوهر وعدم الاكتفاء بالمظهر الاهم بلورة اهداف عمل

اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي