الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد صالح ...الأحلام والحقائق ... يا سيدي أي الرجال أنت

قاسم محمد يوسف

2010 / 11 / 28
الادب والفن


منذ فجر البشرية والى يومنا هذا والعالم يشهد تطوراً ملحوظاً على كافة أصعدته ومعه يخلّد التاريخ مشاهداً من روعة القائمين على تحسين الخيارات المتاحة لبني البشر, يتجلى إبداع البعض في سياقة الفن وإنسيابه بين ثغراته, يُحاكي التفاصيل, يدوّر الزوايا, يعطيه نكهة الإرادة والإيمان, يُحيك جنباته بخيوط العزيمة وينشر في أروقته عبق التاريخ ليرسم جدارية صامتة يحركها الأمل ويصنع منها قصراً يسر عيون الناظرين, يداه الناعمتين وريشته الصغيرة التي أتقنت لغة الإبداع في مهدها, عيناه الغارقتين في عقدهما الرابع تزداد رزنانة وقدرة على محاكاة الأشياء بالأبجديات الروحانية, ينهال من وجنتيه رحيق التعب والسهر تشع ناصيته بنور الإيمان وتدور في مخيلته أحلاماً ليست كأحلامنا بل تلك التي تجعل الغيوم موطئاً لأقدامها تسافر معه أينما حطت به الرحائل لا يخشى الضيم ولا يخاف الظلام يمطتي الليل وقاراً ويجول المعمورة من محيطيها إلى الخليج يزين أرضها بلمساته المميزة, ما فارقت البسمة يوماً مُحياه وجهه يشع بنور العطاء حباً وعشقاً وهيام لولاه ما أفشت الأرض أسرارها وما تكلم الحجر الأصم جمالاً يُحركها كما يشاء يُدورها يُعرجها يداعبها كطفلة رأت النور لتوها يصنع من حطامها تحفاً وروائعاً يظمأ التاريخ ومعه غينس لإحتضانها, هو شاب تسلق حائط الأربعين, رسمت أنامله روائعاً أينما حطت قدماه لا يعرف كللاً أو ملل يفتتح مشروعاً هنا ليدشن أخر هناك في جعبته أحلامٌ وحقائق تكتظ بها الذاكرة وتفتح الأفق نحو غد أفضل تُشرق فيه شمس الحياة بلا خُسوفٍ أو كُسوف.

يا سيدي أي الرجال أنت, في أزمنة الحروب والدمار نشرت الحب والأمل والأحلام لم تهن يوماً ولم تتراجع, صرنا نغار جميعاً من عشقك للبنان أي علاقة تلك التي تجمعك بوطنك أي حب ذاك الذي يزرع الأحلام ويحصد الحقائق في وطني الجريح أي إرادة تلك التي ترقد بين كتفيك أيها الكبير, العالم كل العالم يقرع طبول الذعر والحرب في وطني كل يوم مئات المرات بينما تهز أنت سريره الصغير ليغفو هنيهة مع أحلامك التي لا تنضب أسمعك تردد بصوتك الواثق لا خوف على لبنان ومستقبله لبنان جُرب الف مرة وخرج كطائر الفنيق ينفض الغبار والدمار, لبنان وطن الحياة وموطن الأحلام, الله الله ما أجملك حينما تطل علينا مُخاطباً بصدقك ووجدانيتك تُحّفز الدم في أروقة قلوبنا لينبض بالحياة من جديد تردد على مسامعنا لا مستحيل تحت شمس الوطن تُدخلنا معك دونما أن نشعر لنرتشف القهوة في جزيرة الأرزة ونمشي في ربوعها نحاكي البحر والأغصان, نقفز بين الحدائق والشواطئ, نتجول هنا وهناك أسرد القصص من فرحتي لفلذة كبدي الصغيررغم أنه لا يتقن الكلام ... وصلت سيجارتي رمقها الأخير أحرقتُ سبابتي والإبهام أضعها بعيداً وأعود إليك

يا سيدي ... هي أمواج البحر المُخضّب الصاخب تنهزم أبداً لتعود أشد زخماً وأكثر قوة, والأعجب أنها حينما تنهزم جداً يرفعها سر إنهزامها من المساواة إلى السيادة وبذلك تعود القضية تحصيل حاصل لا بُد من مصابرتها حيناً وعشقها أحياناً, أمواجك أنت لها مزاج أخر وكيفية مُغايرة في التعامل مع المحيط الذي يصل بها مرتبة الصعود المُطلق والتألق الأبدي والدائم على قاعدة الإرتفاع والإرتقاء شيئاً فشيئاً حتى نالت نشوة الفكر والفن والإبداع, لتبدع من جديد وتصنع نشوةً أخرى تليق بها مكاناً ومقاماً كقمة جبل كُتب عليها ديمومة القمة فلا تُلامس الأرض ولكنها قد تعانق السماء...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس


.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه




.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة


.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى




.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية