الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات المصرية : لعبة على المقاس

الفيتوري بن يونس

2010 / 11 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


لو استثنينا النموذج اللبناني فإنه يمكننا القول أن النموذج المصري هو احد أكثر نماذج أنظمة الحكم العربية ديمقراطية .
ومن هنا وبمناسبة الانتخابات التشريعية في مصر التي تجري ساعة كتابة هذه السطور فإنني سأتطرق إلى هذا النموذج الذي وان بدا كما قلت في مستهل هذه المقالة انه الأكثر ديمقراطية على الصعيد العربي ، فإنه مقارنة بالنموذج الغربي المنقول عنه يبدو ترجمة كوميدية سيئة لمأساة إغريقية.
فاللعبة الديمقراطية على طريقة أم الدنيا أول قوانينها أن يضع الحزب الحاكم هذه القوانين وفقا لما يضمن له الفوز فيها ، ونظرا لان الإخوان المسلمين يمثلون الخطر الأكبر عليه لما يتمتعون به من شعبية ، فقد تم حضر الأحزاب ذات المرجعية الدينية ، وهو أمر لم تعرف الديمقراطيات الغربية التي حكمت كثير من معاقلها الأحزاب المسيحية الديمقراطية ، ولماذا نذهب بعيدا ونترك دولة أبناء عمومتنا بنو إسرائيل حصن الديمقراطية في الشرق كله المحكومة بأشد المتدينين تطرفا .
وحتى عندما حاول الإخوان الالتفاف على هذا الحضر وترشحوا كمستقلين، منع الحزب الحاكم مرة أخرى الشعارات الدينية ، مع أن شعار الإسلام هو الحل الذي يرفعه هؤلاء المرشحين ليس شعارا دينيا بقدر ما هو شعار انتخابي و إذا كان الوطني يمنع هذا الشعار بحجة أن مصر دولة مسلمة وان الإسلام هو دينها وبالتالي لا يجوز لأحد احتكاره فإن الإخوان ردوا عليه بأن الوطني الديمقراطي هي أيضا شعارات لا يجوز احتكارها من منطلق أن كل المصريين وطنيين وديمقراطيين ماداموا قد دخلوا الانتخابات ولانه لايقتنع الا بما يزيد قبضته لم يلتفت الى هذا.
وليت أن الأمر وقف في هذا المجال عند هذا الحد بل أن الحكومة المصرية التي رفضت أي إشراف قضائي على العملية الانتخابية تحسبا لما حدث في الانتخابات السابقة ، وظفت هذا القضاء لمصلحتها ، عندما أمرت النيابة العامة بحبس عشرات بل مئات من كوادر الإخوان ومرشحيهم ومناصريهم
بل أن السيد صفوت الشريف خرج علينا بالأمس ليقول لنا أن الانتخابات ستجري في جميع الدوائر الانتخابية في مصر فيما يبدو انه تحد للقضاء الذي أوقف العملية الانتخابية في معظم دوائر الإسكندرية إن لم يكن كلها وبعض المناطق الأخرى .
ونأتي الان للدعاية والحملات الانتخابية التي تعطي الديمقراطية الغربية الجميع حكومة ومعارضة ذات الفرصة فيها عبر وسائل الإعلام العامة ، في حين أن أم الديمقراطيات العربية تقصر هذا الحق عل الحزب الوطني الحاكم ، الذي يحتل قيادييه شاشات القنوات الحكومية في إساءة واضحة لاستعمال السلطة للدعاية لهذا الحزب وبرامجه موجهين التهم إلى خصومهم حد أن احدهم قال أن الإخوان المسلمين يعتبرون هذه الانتخابات غزوة ، في تلميح صريح إلى عقيدة العنف لدى الإخوان المسلمين وعدم إيمانهم باللعبة الديمقراطية مستغلا الموقف المعادي للقاعد ة لدى البعض ، ورغم عدم صحة هذا القول إلا إنني اعذر صاحبه كعربي ذا تاريخ عريق في الكذب لو أتي عبر قناة خاصة بالحزب الوطني أو في مؤتمر انتخابي أو أعطيت الفرصة على ذات القناة لمرشحي المعارضة ولكن أن يستغل الحزب الحاكم وسائل الإعلام العامة ويحرم في نفس الوقت منافسيه منها فذلك لا يصح إلا في لعبة هو من وضع شروطها .
وبعد فانا لست مع الإخوان أو ضد الحكومة لكنني مع الديمقراطية وخيارات الشعوب ، فإذا نجح مرشحوا الإخوان تحت شعار الإسلام هو الحل فليكن لان الشعب المصري هو الذي أراد ذلك و إذا نجح التجمع تحت شعاراته فالمصريون هم من اختار .
وختاما هذا حديث عن أم ديمقراطياتنا ، فكيف سيكون الحديث عن بناتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال