الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طموح المغرب التنموي وهواجس الجيران

كريم الصامتي

2010 / 11 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


لا شك أن المغرب نظاما ومؤسسات، قد عان من ثقل ملف الصحراء، وكلفه ولا يزال تدبير هذا الملف ضرائب كثيرة وصراعات شرسة، إن لم تكن قد أضعفته فقد كبحت قليلا من سرعة مشروعه التنموي. ومع إعتلاء الملك محمد السادس عرش البلاد ، ارتفعت وثيرة التنمية بشكل متضاعف، كما زاد المغرب من إهتمامه بالشأن الداخلي، بدءا من إصلاح المؤسسات، والإدارات وإنشاء مرافق تنموية متعدد. بل إن المغرب فتح أوراشا كانت تظهر للبعض أنها أكبر من قدراته وإمكانياته. بيد أن المغرب أثبت أنه في مستوى الطموحات الكبرى التي سطرها عاهل البلاد. مما جعل من المغرب نموذجا تتثوق كثير من الدول العربية إلى الاحتداء به، لكنها تعي صعوبة ذلك، فهي لا تمتلك الشجاعة والتماسك ولا الإرادة السياسية التي تجعلها تراهن على الاختيارات الديمقراطية التي راهن عليها المغرب. كما أنها لا تتوفر على إجماع وطني بشأن القضايا الأساسية لبلدانهم. ربما هذا ما جعل بعض الأنظمة العربية تحرج أمام شعوبها الثواقة للتمتع بالانفتاح الكبير الذي يعرفه المغرب على المستوى السياسي والحقوقي. كما أن دول أخرى مجاورة تخاف من التطور الاقتصادي المتواتر لمستوى التنمية التي يعرفها المغرب والقدرة على المنافسة الإقتصادية التي يسير في طريقها بخطى حثيثة، ورغبته في الانفتاح على السوق العالمية، بل شروعه في إنشاء البنيات التحتية اللازمة كميناء طنجة المتوسطي، الذي سيكون محطة أساسية في احتضان حركة إقتصادية وتجارية هامة مع القارة المجاورة.
وتزداد حرارة الخوف والتوجس في قلوب الجيران، كلما تبين لهم أن المغرب واع بما يمتلكه من ثروات وخيرات طبيعية، وأنه بدأ يفكر في الاستفادة منها واستغالالها. وتوجسهم من أن يصبح المغرب قوة اقتصادية وسياسية، ونموذجا أصيلا في الديمقراطية. خصوصا أن المغاربة مدنيين ومؤسسات سياسية وجمعوية، مجمعون على التشبت بتوابت البلاد ومقدساته، ولم يعد هناك خلاف أو صوت نشاز يمكن أن يكون منفذا يتسرب منه أعداء المغرب لوضع اليد على الشؤون الداخلية للبلاد. وهذا جلي من خلال المحاولات الجاهدة من طرف بعض الجهات الأجنبية للبحث عن شرخ ولو بسيط للركوب عليه والنفخ فيه. وهو ما يبرر الدعم المستمر الذي تقدمه الجارة إسبانيا لبعض والأصوات المبحوحة (الحقوقية و السياسية والإعلامية) من أجل أجل خلق شرخ في الجسد المغربي المنيع. بل إن اسبانيا لا تتردد في احتضان كل المرتزقة والسماح لهم بتأسيس الجمعيات والمنظمات فوق أراضيها مع تقديم الدعم الوافر لها من أجل توظيفها ضد المغرب ومصالحه.
غير أن وعي المغرب بمشاريع المتربصين به لا يزال يسد كل منافذ الاختراق، عبر فتحه لحوار عمومي متفهم مع الحركات الإجتماعية والحقوقية والسياسية، وإعطائهم حق الاقتراح والمبادرة والمشاركة في التدبير العام للبلاد، والاستجابة للمطالب المعقولة. هكذا أدمج المغرب جل الأصوات النشاز داخل تأليف متناغم (الحركات الدينية، الحركة الأمازيغية، الحركات اليسارية الرديكالية، جزء كبير من الحركات الصحراوية...). في الوقت الذي تتجرع فيه يوميا الجارة الجزائر قساوة الإنقسامات الداخلية التي تعيشها، ويؤدي ضريبتها الشعب الجزائري من دمه، جراء تعنت الآلة العسكرية الجزائرية المتحكمة في مصير البلاد والعباد، وقرصنتها لخيرات الشعب الجزائري، وقمعها للأصوات العاقلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيان في الأمر...
الطيب آيت حمودة ( 2010 / 11 / 28 - 19:06 )

التوجس الذي تبدونه يأ أخينا مفتعل ، وكلنا في شمال افريقيا رهائن أنظمتنا ، غير أن حالنا في الجزائر أفضل قليلا لوجود الطاقة التي هي في طريق النبوض ، ووجود حرية الكلمة التي كثيرا ما تفتقدونها أنتم في المغرب ، وأي تقدم تنموي تحققونه أو نحققه سنصفق له ، لأنه قيمة إضافية لكل الشمال الإفريقي.
وعي المغرب إن كان ، ونجاحه في سد منافذ الإختراق هي مبهمات إلى التمجيد أقرب، فإذا كان ما تذكرونه صادقا فما تفسير حركات الإحتجاج ، وما تفسير تنازل المخزن على شرعيتها في القيادة والتقييد ، بالتفكير في منح الحكم الذاتي للصحراء والريف ، وهي ظواهر لا نستثني أنفسنا منها ، غير أن الحق يقال ،أنه فلو مررتم بما عايشناه في سنوات العشرية السوداء ، لهرولتم إلينا وإلى أسبانيا جاثمين ، ولأدركتم بأن سياسة المصالحة الوطنية عندنا أثمرت بما لم تقدروا على تقييمه وتقديره، لأن رجالات المخزن يعتقدون أن خروج الجزائر من أزمتها معناه ضياع لملفها في الصحراء .


2 - دستور ديموقراطي ومؤسسات مسؤولة:مدخل التنمية
عبد الصمد الدايري ( 2010 / 11 / 28 - 20:57 )
تكلمت عن التنمية والطموحات الملكية بينما وفرت نفسك عناء البوح بمعالمهما اللهم ذكرك لميناء طنجة المتوسطي وكانه الترياق السحري الذي سيخرج المواطن المغربي من الفقر وسيحميه من تكالبات آل الفاسي والبناني.. الخ..وماعدا ذلك بقيت في العموميات التي هي اقرب الى الدعاية منها الى المشروع المتكامل للتنمية.المشروع التنموي يجب ان يكون واضح المعالم محددا في تطلعاته وزمن انجازه حتى يستطيع المواطن العادي الاستفادة منه ومحاسبة المتهاون في انجازه من المسؤولين.من هذا المنطلق والدستور المغربي يمنح كل الصلاحيات للملك ولا يفصل السلط، فالمغرب اقرب الى الراعي والرعية منه الى الوطن والمواطنة،وفي هذه الحالة الاديموقراطية التي تنعدم فيها مؤسسات مستقلة مسؤولة يكون كل حديث عن التنمية مجرد هراء تسوقه اقلام ماجورة لدى الحاكم المطلق


3 - الهواجس في نفوسكم
سناء نعيم ( 2010 / 11 / 29 - 05:16 )
تتحدثون عن الديمقراطية في المغرب وكأنكم تعيشون في عالم اخر لا نعرف عنكم شيئأ.هل يستطيع إنسان مرد على تقبيل الأيادي ،خوفا او نفاقا،أن يكون ديمقراطيا.تحرروا من الركوع المذل لسيدكم ثم إفتروا على الجزائر


4 - الى صاحبة التعليق رقم 3
إدريس أزيرار ( 2010 / 11 / 29 - 17:21 )
لستم بالمصانة كرامتكم يا سيدة ،الظاهر انكم قد اعجبتم بالركوع المذل وبتقبيل الايادي فاقتبستموه فاصبحتم تقبلون يد ذلك الاخرق بوفليقة وتركعون له بكل ذل وهوان انتم ايضا . وهو ونظامه من قاموا بتجويعكم . وابلغ من عبر عن ذلك التجويع فنان امازيغي جزائري رائع للاسف لا اتذكر اسمه حينما قال في اغنية له ( احكمناخ اتوسردون سيوضناخ انشتاق اغروم).. واعفيني عن الترجمة


5 - الى الاخ الطيب ايت حمودة
إدريس أزيرار ( 2010 / 11 / 29 - 17:44 )
لقد تابعت غير ما مرة مقالات لك على هذا المنبر الراقي ، وساهمت بتدخلات وتشجيعات وشكر على مجهوداتك ، والى حد الآن لم ارى من حضرتك ما يجعلني اقلل من احترامك...
فقط اود ان الفت انتباهك الى ان نظامك الفاشي اساء الينا عبر السنين ويصر على الاساءة ويضمر لنا كل الشر..
اتفق معك في ما ذهبت اليه من اننا في شمال افريقيا كلنا رهائن انظمتنا ، ولكن لا اتفق معك في كون الجزائر افضل حالا من المغرب بوجود الطاقة ،فانتم بالقطع لن تاكلوا الطاقة ، حتى تفهم ما اقصده اقرا تعليقاي في مقالة ادريس ولد القابلة بعنوان ( الحقيقة التي ترعب جنرالات الجزائر) في محور (مواضيع وابحاث سياسية)،وبالقطع لستم افضل من المغاربة فيما يخص حرية التعبير ، ومذابح النظام الجزائري الجزار في حق شعبه الامازيغي خير دليل على عدم صحة زعمك...
احترموا غيركم يحترموكم وجنبوا الشعب الجزائري العداوات من جميع الشعوب ،فلقد خسرتم الشعب المغربي وبعده الشعب المصري ، ولاندري على من ياتي الدور !!!
احتراماتي
تانميرت


6 - ليس كل ما قيل قد وقع ؟
الطيب آيت حمودة ( 2010 / 11 / 29 - 19:52 )
تعليقكم يا أخ زراري أوضح لي نقاط أوجزها لكم مسرعا:
يفترض أن الثقافة الإنسانية توسع فينا المدارك العقلية ، وتجعلنا ننظر إلى أبعد من خيالنا وأنظمتنا .

في النقاش تتضح قوة الولاء للوطن والأنظمة، أكثر من الولاء للأمتين الإسلامية(الدين) الأمازيغية( الإثنية ) اللتان تصابان في المقتل .

الثراء الإقتصادي ، والتقدم لا يحتاجان للإبانة والتمجيد ، فهما ظاهران للعيان ، يشاهدهما القاصي والداني ، والقوة الخارجية هي انعكاس لقوة الداخل .
لو عرفنا ما يدور بخلد وفكر أنظمتنا لكفرنا بها مطلق.
شعوبنا الساكتة تدرك حجم الضرر ، لكنها في موقف سلبي حتى يتضح لها الخيط الأبيض من الأسود.

تحياتي الأمازيغية .


7 - إلى إدريس أزيرار
سناء نعيم ( 2010 / 11 / 30 - 04:37 )
نحن لا نقبل الايادي كما تفعلون ولا بوتفليقة نفسه يرضى ان يركع او يسجد له شخص(لا ادافع عن بوتفليقة ولا غيره )،لكن الحقيقة واضحة.اما عن حالات الجوع التي تتحدث عنها،أنظر في مملكة سيدك وسترى العجب العجاب.الجزائر ستظل غصة في حلقكم وحلق كل من يتجاوز حدوده فهي شامخة شموخ جبل الاوراس الذي لا تهزه الرياح ولا الاعاصير


8 - لا تعليق
عبد الكبير ( 2011 / 1 / 27 - 23:17 )
الى الخت سناء نعيم اريد ان اسئلا سئال لمدا تعيش الجزائر في فقر مدقع للغايا وانتم من بين اترى الدول في العالم وتتركو خيراتك تنهب وتتكلمون عني الركوع والسجود وتنسو الساكة عن الحق شيطن اخرص

اخر الافلام

.. بايدن وإسرائيل.. خلاف ينعكس على الداخل الأميركي| #أميركا_الي


.. قصف إسرائيلي عنيف شرقي رفح واستمرار توغل الاحتلال في حي الزي




.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف حرب إسرائيل على


.. ما الذي حققته زيارة مدير الاستخبارات الأمريكية في مفاوضات وق




.. إسرائيل تبلغ نهائي يوروفيجن 2024 وسط احتجاجات على مشاركتها ب