الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموصل وعائلة النجيفي والاستهتار المفرط للأحزاب القومية الكردية...!

محسن صابط الجيلاوي

2010 / 11 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لم يعد خافيا على أي وطني عراقي خبث ومكر الأحزاب القومية الكردية واستثمارها كل فرص الوضع الداخلي العراقي الهش لتحقيق طموحاتها اللامحدودة في إضعاف نسيج العراق الاجتماعي والسياسي والجغرافي والاقتصادي والوطني ...هذا لم يعد خافيا إلا على مرتزقة هذه الأحزاب من يساريين ومرتشين معروفين للقاصي والداني وكذلك من طبقة سياسية حاكمة لا يهما سوى الكراسي وما عداه إلى الجحيم بحيث من سعة حبهم ونفاقهم وشراهتهم للسلطة والتسابق عليها جعلوا كل العراق رهينة لجزئه وتابعا له وذليلا أمامه وليس أكثر من دليل على ذلك سوى قائمة شروط الأحزاب القومية المُذلة لأي حاكم عراقي مفترض لديه بقايا شرف وضمير ونزاهة وكرامة ...لقد أدخلوا العراق في مبادرة مسعود البارزاني المشبوهة في نفق تقسيم السلطة على الطريقة اللبنانية أو ما يسمى ( البّننة ) وبذلك وضعوا إقليمهم بمأمن عبر جار ضعيف ومفتت عبر تفعيل هذه الطريقة سياسيا وقانونيا وعمليا وبذلك ادخلوه وعلى أمد غير منظور في دوامة هذه الإشكالية التي جربها الشعب اللبناني لعقود طويلة دون أن تخرجه من دائرة الوهم والتجاذب والشرذمة والاقتتال، وستدفع الأجيال القادمة ثمن ذلك كثيرا في طريق عملية إصلاح ما خربه رجال اليوم الذين اندفعوا من كل فج عميق للإيغال في نهش وتحطيم الجسد العراقي وبقدر كبير لم يستطع هؤلاء الخروج من عقلية النظام السابق في فهم السلطة لكن هذه المرة بدلا أن تكون مركزية حولوها إلى سلطات قد تصل حد( بلطجية ) على هذا الشارع أو ذاك...فعندما يتقاسمون كل شيء في بغداد وتأخذهم تهويمة الكراسي بعيدا يذهب الرئيس الموقر إلى جمهورية السليمانية والآخر يذهب إلى جمهورية أربيل ، والتيار الصدري إلى مدينة الصدر ، ومجموعة البصرة التي منعت الشعر والموسيقى تذهب إلى هناك لكي تمارس غواية السلطة بطريقة متخلفة ، وفي سلطة الحلة تمنع الفنون ، وفي بغداد قد يزدهر من جديد (المسرح والفن وصالات السينما ومعها أماكن الزحلة لم لا غصبا على أنوف العمائم) لان بغداد كانت دوما عصية على هؤلاء الظلاميين والجهلة والزنادقة بتاريخها وبسعيها نحو رحاب الحداثة وأفق التقدم وروعة الحياة ...هكذا هو العراق اليوم مقسم إلى مشخيات وسلطات لكل من هب ودب ..أما الدستور فهو الورق المسكين القابع في جيوبهم والذي أصبح مسخرة لكل من يريد لأنه اغلب أجزاءه املاءات من المحتل ومن أعوانه ويفسر بقضاء مسيس وتابع وفاجر أحيانا ، لقد ادخلوا العراق بأرقام قياسية قسم منها ذهب برحابة إلى مجلدات ( غينس ) المليئة بالعجائب كأكثر بلد فيه خرافات سياسية وبرلمانية وفدرالية ووزارية وسلطوية وووو حدث ولا حرج كما يقال...!
يعرف النجيفي جيدا ان ما حدث من تفاهمات هي تنازلات من أجل الكراسي لا أكثر لأنها تدر المغانم والغنى ،لقد وصل أغلب رجال هذه الطبقة السياسية عبر سبر سلال الطائفية جنوبا وغربا أو القومية الفجة شمالا وبدهاء غلب واقع ثقافة عراقية قليلة الخبرة والإطلاع والحداثة وقراءة العالم بعمق لترتفع غلة هؤلاء بنظر ملايين من الغلابة الذين رفعوهم إلى سدة الحكم هنا وهناك دون تفحص ذلك بعمق العارف المُطلع حيث أن الخاسر الأكبر كما تدل كل الوقائع هو هذا الوطن ومواطنه كون ما يجري هو شطب حقيقي على أي ديمقراطية وتقدم عميق يريدها هذا الوطن وأهله ...والنجيفي ليس استثناءا لكن له أفضلية واحدة في مدينة كانت وهج للقومية والانتماء للعراق حد طريق التطرف الخاطئ أحيانا هو الدفاع عن هذه المدينة العراقية ضد غطرسة رجال الحزب الديمقراطي الكردستاني الذين عبثوا بمجد وأرض وإنسان هذه المدينة بكل السبل والوسائل الممكنة ، وعبر تصدي عائلة النجيفي لهذا الغول الزاحف والمنفلت التف أهل الموصل حولها بعد أن تركها رجال البعث فريسة للقاعدة ومليشيات ( الفرع الأول للحزب الديمقراطي ) لقد نبه إلى هذا الغلو والرعونة الكثير من أبناء الموصل وأذكر منهم الأستاذ المؤرخ سيار الجميل والباحث حامد الحمداني وغيرهم عبر سياقات النقد البناء والتنبيه لكن شيء ما يشبه نشوة النصر جعل الأحزاب القومية تتهم كل من يقف أمام شراهتهم ومكانتهم الإعلامية بأشد وأقذر التهم ، أقول أن النجيفي أمام امتحان عسير في أن يثبت جديته أمام ناخبيه لا أن يسكت ويغض الطرف كما دلت الأيام الأخيرة مقابل نشاط ملحوظ في ازدياد هذه الرعونة ثانية في الموصل وكركوك فليس هناك من فضاء خرب أمام القوى القومية إلا ما يعيشه العراق اليوم لتحقيق مأربهم المعروفة ...على الناس في الموصل أن يكونوا على انتباه ويقظة تامة في ما يحيط فيهم فهذه المدينة الباسلة بعمقها وتنوعها وعدد سكانها لا تقل أهمية وثقلا عن كردستان مجتمعة ، على الموصل أن تؤكد انتمائها للوطن العراقي وان ترص كل محاولات تفتيت هذه المحافظة..ليدرك النجيفي أن تصريحات جلال للكويت جنوبا وما يسمى محافظة مسيحية شمالا في الموصل هو تلاعب أخرق بمقدسات العراق ، ولن يجرأ احد أن يدخل التأريخ في صفحة الخيانة إلا أولئك الذين يأكلون من خيرات العراق ولكن يبصقون عليه وبخسة وغدر في الجانب الآخر ...!

الأخ النجيفي إذا أحببت الكرسي فأذهب له ودع أهل الموصل وشأنهم ولكن بوضوح رجل لكي يستطيعوا من الإتيان بقيادات وطنية صادقة تدافع عن كرامة وتاريخ هذه المدينة الباسلة...تدافع عن شرف وتنوع هذه المدينة فهي مفتوحة للجميع وعليها أن تدافع بقوة عن سكانها وبشكل خاص من مسيحيين ويزيديين وشبك فهم مفخرة هذه المدينة ، عليها أن لا تتركهم فريسة للدفع السمين المسروق من خزائن العراق أصلا لكسب الخونة والمرتشين للتآمر على أرض هذه المدينة وليعرف اخوتنا في هذا الوطن وبشكل خاص من اخوة الشراكة المعفرة بالعرق والتضحيات من مسيحيين وغيرهم أن مشكلة العراق هي في بناء دولة المساواة والإنسان والحقوق والقانون وليس بناء مشيخات وسلطات عشائرية ودينية واثنيه وجغرافية ، فهذا الطريق سينهي الجميع ويجعلنا مجتمعين ضعاف أمام غدر وهمجية كل ذئب عليل في هذه المنطقة وما أكثرهم اليوم ..إن مشروع عزل وإفراغ دشت الموصل من ناسه هو مشروع كردي قديم كنت شاهدا عليه حينها عبر محاولات الأغوات المتمثلين بالحزب الديمقراطي في الاستيلاء على الأراضي هناك ، عبر تهجير العوائل المسيحية وتسهيل خروجها في الثمانيات والآن عبر مناطق العزل وعبرها وضع المنطقة جميعها مفتوحة وسهلة أمام خياراتهم بالقضم والاستقطاع وجعلها جزء من الإقليم ومعها مدن عراقية أخرى فلا عيب أو خجل يقف أمام مساحة الخارطة التي يضعها سياسييهم خلفهم بغطرسة معروفة ، وصل خرابهم حتى البصرة ليس كمثل شعبي بل حقيقة واقعة عبر فتح ما يسمى قنصليات ونشر صور الرئيس الموقر وشعارات تمجدهم هناك ، وهذا ما رفضه البصريون جميعا، لعبتهم الحالية شراء ألف بصري يوقع احتجاجا على الذي جرى ، لكن لحد اللحظة لم يجدوا خسيس واحد مستعد لذلك أبدا ...!
في جمهورية ( مسعود / أعلن شخصيا انه رئيس دولة ) لا يوجد حتى مدير عربي بل حتى شرطي مسكين ، ومارسوا الصلف في دخول أي عراقي مسكين إلى هناك وهذا ما أعرفه بشهادات مباشرة من مئات من الناس ( بعضهم أقارب وأصدقاء لي شخصيا ) والذين فضلوا الهجرة للمجهول على تسلكات شرطة واسايش الإقليم في حين نراهم يتبخترون في برلمان يسيطر عليه خمس أشخاص والباقي في إجازة حتى يأتي القدر باتفاقاتهم العرجاء، برلمان يُدعى زورا وبهتانا انه يمثل العراق ، هنا يريدون وظائف ووزارات وأموال وأراضي وقصور أكثر وأكثر ، لكن إقليمهم ملك خاص لهم وحدهم ، هنا هم أشبه بموظفين يؤدون واجبهم اليومي لتخريب المُخرب وليذهب كل شيء للجحيم ، النهب هو ديدنهم واللعب على طبقة سياسية رديئة هو نجاحهم الماثل وهو الذي فتح لهم الطريق سالكا للضحك على العراق وعلى العراقيين وعلى العالم مجتمعا أيضا...!
على أهلنا التأمل في واقعهم جيدا فالقادم ملئ بالخراب والظلام والفقر والفوضى والتشتت طالما بقيت أيادي هؤلاء ثقيلة رابضة على أنفاس هذا الوطن الجريح....والأيام ستثبت ذلك...!
الطريق لوقف هذا التداعي الخطير هو طريق تفعيل الوطنية الجامعة ، تفعيل الشراكة ، تفعيل وحدة الشعب ، تفعيل القيم الإنسانية ، والعبور بعيدا نحو ضفاف تودع الطائفية والقومية العفنة التي سهلت لكل السفلة اختراق نسيج العراق ووحدته بهذا الشكل البشع والخطير حقا...!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو