الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصميم وتنفيذ البرامج في مجال الطفولة والشباب

صلاح عبد العاطي

2004 / 9 / 19
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


يشكل الشباب الفلسطيني من الفئة العمرية 15-35 يشكلون ما نسبته 36.5 % من المجموع العام للسكان في فلسطين، كما وتبلغ نسبة الأفراد من 10-24 سنة حوالي 32% من إجمالي عدد السكان المقدر في نهاية عام 2000، وتبلغ ايضا نسبة الأطفال في المجتمع ممن هم اقل من 18عام 53.3% مما يؤكد الدور المتعاظم لهذا القطاع الاجتماعي تحديداً في عصرنا عصر التنمية والتحرر والتغيير التي نسعى إليه بحيث لا يمكن بأي حال الحديث عن التنمية الاجتماعية دون الأخذ بعين الاعتبار تطور هذا القطاع ومدى تلبية حاجاته. – البانات المشار اليها سابقا صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء، تقريراً حول النتائج الأساسية لمسح الشباب 2003، وقد استندت بيانات هذا التقرير إلى المسح الذي نفذه الجهاز في الفترة الواقعة خلال شهري آب وأيلول من عام 2003.
الشباب في مجتمعنا يعانون من مشكلات تحول دون تحقيق طموحاتهم قد تكون هذه التحديات داخلية أو خارجية وبما أن الشباب شريحة هامة في المجتمع فهم يعانون من مشكلاته العامة ويواجهون أيضاً مشكلات خاصة به على كافة الصعد الوطنية، السياسية، الاجتماعية، الديمقراطية، لدرجة أصبح من الصعب تخيل التغير المنشود باتجاه بناء الإنسان الواعي المشارك القادر على خدمة قضاياه ومجتمعه بدون تحرير وإطلاق طاقاته المكبلة بقيود سياسية واجتماعية وتقليدية لا مجال لذكرها والتي يعرفها الجميع بتقديري.
مرحلة أساسية من مراحل التاريخ الفلسطيني مرحلة التحرر والدمقرطة والتنمية لكل مقومات المجتمع المتأثر بكل ما أحدثه الاحتلال الإسرائيلي من هتك في النسيج الاجتماعي وعجز في الإمكانيات وقصور في الرؤية وضعف في الخبرات خاصة على صعيد العمل الاجتماعي.
ان دفع وتطوير العمل الإنساني في فلسطين وتطوير سياسات العمل في مجال الطفولة والشباب يتطلب نشر وتعميم ممارسات ومبادئ التربية التقدمية كمحور من محاور التنمية ككل، ويتم ذلك من خلال برامج متعددة تستند في جوهرها إلى العمل من اجل المجتمع "أفراد ومؤسسات" لضمان المشاركة الفاعلة لكافة الطاقات في عمليات البناء والتنمية والديمقراطية والتحرر.
سياسات ومنهجية العمل مع الطفولة والشباب :
في ضوء التقديم السابق في مرحلة التحرر الوطني والديموقراطي للمجتمع الفلسطيني وجب التفكير بسياسات منهجية تحقق التطور والنماء للشباب والأطفال لكي يستطيعوا المساهمة في إيجاد بيئة تربوية تنموية تترجم احتياجاتهم إلى واقع عبر أطر تؤمن لهم المشاركة وحرية الاختيار المسئول وتوسع الخيارات لهم، أطر تركز على العقل والعلم والديمقراطية والإيجابي في الفعل والعمل، تعطي القيمة للفرد وقدراته التي يجب أن يطورها ليتمكن من القيام بدوره بكفاءة ومهنية كعضو في الجماعة وفق سياسات تركز على النجاح واحتياجات ورغبات الناس لكي يتطورا حسب اهتماماتهم أخذين بعين الاعتبار المحيط البيئي الحياتي وأهمية العمل النشط من خلال تربية قائمة على الحوار والعدالة والمساواة والديمقراطية وحقوق الإنسان، تربية الأهداف من خلال الأهداف، تربية التضامن والإرادة والنجاح والمواطنة، بين تاريخ وتاريخ يبقى التحدي، بين زمان وزمان يبقى المكان، في المكان يبقى أهم ما فيه الإنسان لذا يجب تكرس تلك المبادئ باعتبار أن الأطفال والشباب والنساء الذين نعمل معهم هم العماد والمستقبل لمجتمعنا الفلسطيني القادم.

عبر الأخذ بأيديهم ومرافقتهم لتمكنيهم من إعادة الثقة لذاتهم وبنائها كأفراد أحرار لهم حقوق واحتياجات، خلافاً للتقليدي وما هو سائد وإيمانناً منا بأن أطفالنا وشبابنا اليوم في مرحلة التحرر والبناء ليسوا بحاجة إلى من يرسم لهم طريقاً للسير عليه بإكراه ولا مسلكيات يؤدونها مقلدين مجبرين ولا أوامر يتقيدوا بها وإنما هم بحاجة إلى الإرشاد والمرافقة والاحترام المتبادل لمساعدتهم لإعداد أنفسهم كمواطنين مشاركين فاعلين.

يجب ان يركز عملنا مع الأطفال والشباب منذ البداية على تحليل الواقع وتحديد احتياجاتهم وفق دراسات تشخيصية ميدانية تحدد القضايا والمشكلات وأسبابها ونتائجها وبلورة استراتيجيات للتدخل تعالج هذه القضايا والمشكلات بمشاركة فاعلة من الأطفال والشباب.

ركائز تصميم وتنفيذ البرامج في مجال الطفولة والشباب:
يندرج تصميم وتنفيذ البرامج في مجال الطفولة والشباب من عدة ركائز أساسية :
أولاً: بكون الطفل او الشاب هو إنسان كامل الاعتبار يجتاز مرحلة أساسية من مراحل النمو وبأنه يمتلك قدرات مخزونة لتطوير ذاته، لذا يجب تصميم برامج تعمل على تمكينه من تطوير هذه القدرات عبر توفير جو من الأمن العاطفي والمادي لتمكينه من ممارسة التجريب والاكتشاف لقدراته، ذاته، مكونات محيطه من خلال التعبير والترويح.
ثانياً: إن بإمكان الطفل أو الشاب ممارسة دور فاعل سواء على صعيد تربيته الذاتية أو على صعيد عملية تربية شاملة تخص المجتمع المحيط به، لذا يجب على البرامج أن توفر الإمكانيات لجعله قادراً على ممارسة فعل يخدم هذا الاتجاه منها العمل على تمكينهم من المشاركة في دفع المجتمع والتأثير في البيئة المحيطة عبر قضايا ذات اهتمام مشترك كالبيئة والثقافة والصحة والظروف الصعبة.. الخ.
ثالثاً: بأن العلاقات الإنسانية يجب أن تقوم على مبادئ الاحترام المتبادل والثقة والمسؤولية واللاعنف لذا يجب على البرامج أن تراعي توفير جو من الأمن والطمأنينة والحماية لهم عبر استخدام أساليب الحوار والتعلم النشط لبناء ثقة متبادلة معهم وان هذه البرامج يجب أن تساعدهم لأن يروا مستقبلهم بعيونهم.
رابعاً: العمل مع الشباب والأطفال يستدعي وجود كوادر تربوية مهنية لتمكينهم من ممارسة مهامهم بفاعلية وكفاءة مستندين إلى فلسفة تربوية تقدمية تدفع إلى تفعيل وتطوير العاملين في المجال الاجتماعي التربوي الثقافي أفراداً ومؤسسات لضمان وجود أنشطة فعاليات مستمرة لإيجاد حالة تواصل وعلاقات تشبيك وترابط تكاملي فيما بين المؤسسات والعاملين والشباب والأطفال لدفع تناقل الخبرات والمكتسبات وترقيتها من اجل خدمة قضاياهم وقضايا المجتمع.
خامساً: أن البرامج والأنشطة يجب أن تخدم أهدافاً تتعلق بتنمية شخصية الفرد وتكوينه ليكون عضواً فاعلاً في مجتمع يقوم على احترام الحقوق والحريات الأساسية لذا يجب على البرامج والأنشطة أن تكفل ممارسة هذه الحقوق والحريات.
سادساً: أن البرامج يجب أن تدفع وتشجع الشباب والأطفال من العمل المشترك التعاوني في جو من الحرية والمسؤولية وأن تساهم في معالجة الآثار النفسية والاجتماعية الناجمة عن الظروف الصعبة التي يمر بها المجتمع الفلسطيني، أو تعالج وتركز على قضايا محددة تتعلق بهم.
سابعاً: أن البرامج لا يمكن لها أن تحدث التغيير والتطوير إلا من خلال اعتمادها على المساهمة والمشاركة النشطة من طرف الشباب والأطفال وفقاً للاحتياجات للشباب والأطفال أنفسهم تبعاً لاحتياجات مجتمعية قائمة.
ثامناً: أن البرامج يجب أن تكفل الإبداع والتجديد وتفتح الآفاق للأطفال والشباب للانطلاق والتطور وفق طموحاتهم واحتياجاتهم من خلال تقنيات تنشيطية تعبيرية إبداعية تشمل تعبير مسرحي - أدب - تشكيلي - لعبي .. الخ، تسير في اتجاه أهداف واضحة معلومة ليس بمجرد عمل نشاطي من اجل النشاط نفسه لا أساس له ولا أهداف.
تاسعاً: المرافقة وتوفير المساندة والدعم لمن يريد البناء والتطوير والتوجه نحو المستقبل بوعي وإرادة ومسؤولية عبر توفير مناخ تطبيقي للأطفال والشباب.
عاشراً: أن الأنشطة والبرامج يجب أن تستند إلى صلة قائمة بين النظرية والتطبيق من خلال منهجية الأنشطة، مشاريع الأنشطة والتنشيط والتدخل، ما على المنشط إلا أن يسهل تملك المجموعة لفكرة المشروع الأساسية ولمقومات العمل المطلوب تنفيذه عبر المشاركة وتقاسم المسؤوليات والعمل الجماعي تأكيدا لمبدأ فكر ثم قرر ثم نفذ بشكل علمي تطبيقي، يشارك الأطفال والشباب بهذه البرامج من لحظة التخطيط والتنظيم لها حتى مراحل التنفيذ والتقييم والمتابعة لها.

ويجب ان يقوم على هذه البرامج والأنشطة فريق عمل مهني متخصص إلى جانب عدد من المتطوعين الشباب ومن الأطفال والفتيان علي ان يتم تنفيذ الأنشطة والبرامج من خلال المنهجية التي أوردناها أخذين بعين الاعتبار تمهيد الطريق للأطفال والشباب وتذليل العقبات أمامهم لفسح مجالاً أكبر وأوسع لهم كلاً في موقعه حسب قدراته فالمستقبل مليء بالمهام ومهمتنا إعدادهم لمستقبلهم ليقوموا بمسؤولياتهم تجاه وطن ومجتمع مزدهر مشرق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-