الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنترنت ومعاركها الغير إفتراضية

محمد أبو هزاع هواش

2010 / 11 / 30
تقنية المعلمومات و الكومبيوتر


في التحقيب والجينولوجي يهتم البشر عامة والدارسون خاصة بمعرفة حلقات البداية للعصور الجديدة ونشأة فكر جديد. من هذا المنطلق من غير شك يمكننا إعتبار قرننا الحالي بما فيه عصراً جديداً يتميز عن سابقه المسمى بالحديث. تعد الإنترنت أحد أهم ماأتى به وتميز به عصرنا الحالي ففيها نقضي معظم أوقاتنا وبالطبع تنتقل إليها حياتنا بالكامل تدريجيا. بالطبع، كان الدين ومشاكله معه وكذلك منتقديه من المنتقلين أيضاً إلى ساحة الحوار الجديدة الإنترنتية هذه . يشكل الإسلام ومعركته الحاليه مثال حي على هذه المعارك الحقيقية الغير إفتراضية أبداً.
منذ مطلع القرن الحالي ونقد الدين الإسلامي يأخذ منحاً جديداً يتلائم مع العصر الجديد. إنتقلت المعركة إلى الإنترنت بشكل كبير ومستمر وظهرت وتظهر أسماء جديدة ومواقع عديدة لينقدوا الدين الإسلامي وينقلوا النقاش إلى أمكنة لم يحلموا بالوصول إليها من قبل بطرق وأساليب مختلفة. شكل هذا الإختلاف بين أسلوب نقاد الدين وكثرتهم الغير متوقعة من شعب ظن أنه مخدر ومغيب مشكلة لحماة الدين الذين وجب عليهم التأقلم لهذا الخطر الجديد القوي الذي بالطبع يجب أن يواجه ويوقف. هنا وقع حماة الدين في مشكلة وذلك لأن هذا العدو الجديد هو من نوع لم يواجهوه من قبل في تاريخهم الديني المعبأ بالصدامات والمهاوشات وذلك لكبرة عدد مشاهدي هذا اللقاء.


هناك زحمة في باص نقاد الدين الذين تكبر شعبيتهم يومياً ويكسبوا من مشجعي الطرف الآخر المتدين الكثير بتزايد مستمر. من يتتبع مواقع الإلحاد يعرف أزياد شعبيتهم ومن يتابع مواقع الإيمان يرى من تحذيراتهم ولغتهم حجم خصومهم في هذه المرحلة. لاتستطيع أي سلطات دينية عمل أي شيئ الآن في وجه ناقديها إلا التحضير للنقاش القادم والذي سيجري بالطبع على الإنترنت والذي أصبح ضرورة أيضاً.


أصبح لناقدوا الدين الإسلامي الكثير من النوافذ، فمن مواقع إنترنت متطورة جداً وبرامج تلفزيونية إلي مقالات، بلوغات ومنتديات كثيرة تناقش مواضيع لايحبذ المشايخ والقائمون عن الدين التحدث فيها والخوض بها ويفضلون بالطبع دفشها تحت السجادة مع المشاكل الأخرى. شكل تدخل هؤلاء بالدين الكثير من الصداع للمشايخ كما يبدوا بشكل واضح وخصوصاً بعد تدخيل العالم بأجمعه في هذا.

تشكل الإنترنت عامل إتصال بين العالم ومايجري في العالم الإسلامي بلا شك وتزداد أهمية هذه العلاقة يوماً بعد يوم.
تستغل جميع أطراف النقاش مزايا الإنترنت التي تطورت في مناطق الشرق الأوسط حيث أصبح من السهل رؤية النقاش بدلاً من السماع له. حاولت معظم حكومات الشرق الأوسط التحكم بالإنترنت بلاجدوى. مع أن الشرق أوسطيون يستخدمون الإنترنت للتسلية، التبضع والجنس فإن نقد الدين قد كسب شعبية كما هو واضح. مع مرور الزمن وبسبب الأهتمام بما على الأنترنت وصلت النقاشات الدينية والنقد الديني إلى ذلك المكان.

ساعد إنتشار شعبية برامج الحوارات في الفضائيات العربية على تسريع كل هذا، وساعد أيضاً إنتقال التلفزيون القديم بهيكليته إلى الإنترنت. هنا خلقت ساحة نقاش جديدة بقوانين جديدة على الجميع التأقلم معها. سيتسيد ساحة النقاش مع الزمن من سيتعلم مهنة الحوار والمغالبة الكلامية وكأننا في عصر الدعاة الذهبي. تذكر أنه للدعاة مدارس تعلم أصول النقاش، فهل سنرى إحياءً لذلك؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
سيمون خوري ( 2010 / 11 / 30 - 13:55 )
أخي الكاتب المحترم تحية لك على هذا العرض ، أعجبني تعبير - هناك زحمة في باص منتقدي الدين - البعض معلقين على الأبواب ، وأخرون فوق السطح ، وثمة من يحاول تسلق النوافذ مثل أتوبيسات العواصم المزدحمة من بلدان العالم العاشر . لكن عندما يسير الباص كم عدد الساقطين ؟؟ أخي محمد تحية لك


2 - البقاء للأصلح
عبد القادر أنيس ( 2010 / 11 / 30 - 14:52 )
أهم فتح تحقق مع الإنترنت هو كسره للحصار الذي كان يضربه رجال الدين والساسة على نقد الدين. كانوا وحدهم من يحل ومن يربط من يحلل ومن يحرم من يعاقب ومن يكافئ . الآن تحقق تكافؤ الفرص وهذا أهم شيء. ورغم أن قوى الماضي سارعت إلى تلويث هذه التنولوجيا العالية بمخزوناتها البائرة، فإن الأهم من ذلك هو قدرة الآخرين على الرد، والبقاء للأصلح.
شكرا على هذه الالتفاتة الذكية


3 - رد للأستاذ سيمون خوري
محمد أبو هزاع هواش ( 2010 / 11 / 30 - 15:44 )
تحية أستاذ سيمون وأعجبني مثالك وأخذت أفكر بمن هو سائق هذا الباص؟ وعلى أيامي كنا نأخذ الباص في مدينتي وكانت زحمة معظم الوقت إلا إذا كان آخر باص في المساء إذا لحقت به حيث كان السائق لايصدق متى ينتهي النهار فلهذا فكان يقود بسرعة هائلة يكاد الواقفون أن يطيروا من أماكنهم. أي كان من الخطر ركوب الباص من الداخل. وعلى سيرة الركوب فوق الباص فكما أعتقد وإن لم تخنني الذاكرة فقد جربتها عدة مرات وكانت خطيرة بالفعل ولكن لم يسقط أحد عندما ركبنا فوق الباص للحاجة. في باص ناقدو الدين أعتقد أن البشر سيتأقلمو وربما يجلبوا باصاً آخر يمشي أربع وعشرين ساعة إذا دعت الحاجة.

قلت أن هناك زحمة في باص نقاد الدين وهذا واضح. هناك الكثير من الركاب على المحطات أيضاً.

تحيتي لك وسلام


4 - سيتسيّد
مازن البلداوي ( 2010 / 11 / 30 - 15:57 )
الفاضل محمد هزّاع
دمت طيبا
مقال جميل يفتح الباب على مصراعيه لكثير من الجدد ليشاركوا كل حسب رأيه وفكره حول الكثير من المعوقات التي تقف حائلا بين الفرد وبين تقدمه الحضاري

شكرا لك


5 - أخي محمد
سيمون خوري ( 2010 / 11 / 30 - 16:43 )
اخي محمد تحية لك سائقي باصات المستقبل ، هم بلا شك الأجيال الجديدة . ربما أجيال المنطقة العربية قد تتأخر قليلاً بيد أنها ستجد لها مكاناً. فالعلم والتكنولوجيا شاء من شاء أو أبى من أبى سيفرض ذاته على الجميع مع التحية لك


6 - رد للأستاذ عبد القادر أنيس
محمد أبو هزاع هواش ( 2010 / 11 / 30 - 19:33 )
تحية وسلام ياأخي الكريم وبالطبع فإن البقاء سيكون للأعقل والذي لديه حجة أقوى. إنه من الطبيعي إنتقال وسائط الحوار والنقاش وبالطبع يتم خلال فترة الإنتقال هذه الكثير من التغيرات حتى يتلائم البعض ويرسوا على خط معين. سلامي لك


7 - رد للسيد مازن البلداوي
محمد أبو هزاع هواش ( 2010 / 11 / 30 - 19:38 )
سلام أخ مازن وبالطبع تتيح الأنترنت طريقة تداخل تسمح للفرد بالدخول بشكل مباشر في صناعة مايطوره ويقدمه. أتاحت وتتيح الإنترنت للكثير فرص جديدة لم تكن معهودة من قبل. مع الزمن سنرى تأثيرأ أكبر لما يجري في ذلك العلم الإفتراضي. مثال ويكيليكس حي الآن.

مع التحية والمودة


8 - رد للأستاذ سيمون خوري
محمد أبو هزاع هواش ( 2010 / 11 / 30 - 19:41 )
تحية أستاذ سيمون وبالطبع سيتغير المستقبل شاء الجميع أم أبوا وسيصبح العالم أصغر بسبب التقدم التكنولوجي والمعلوماتي الحاصل. إنظر كيف يتشارك البشر في كثير من المعلومات وكيفما أصبحت الكرة الأرضية مع بعضها البعض أكثر وأكثر. يتجلى ذلك في الأزمات والكوارث الطبيعية كما نرى. يصغر العالم على سكانه يوميا.

سلامي لك.

اخر الافلام

.. نشرة الرابعة | محمد عبده.. يعلن إصابته بالسرطان ويطمئن محبيه


.. تنمية المهارات وتطور تكنولوجي.. جولة اليوم السابع بمهرجان ال




.. ابتداءً من 7 مايو | الكشف عن المدن المفقودة مع ألبرت لين | ن


.. اكتشاف فيروس إنفلونزا الطيور في الحليب بالولايات المتحدة




.. ستارلاينر التابعة لبوينغ جاهزة لإنجاز أول رحلة مأهولة إلى ال