الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي الدفاع الافضل في العراق لمواجهة النفوذ الايراني

حسين خاني الجاف

2010 / 11 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


ترجمة حسين خاني الجاف

يتوقع ان يكتمل تشكل الحكومة بصورة كاملة في العراق في أقل من شهر من الآن، بعد ان طلب الرئيس العراقي جلال الطالباني رسميا من المالكي تشكيل حكومة جديدة. وبعد تسعة اشهر من الجمود السياسي عقد البرلمان جلسته الاولى لإعادة تعيين طالباني رئيسا للبلاد .
وكجزء من الجهود الرامية لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، فقد ذهب منصب رئيس مجلس النواب الى أسامة النجيفي، القومي المتطرف المثير للجدل الذي خاض الانتخابات كقيادي في كتلة العراقية التي يتزعمها أياد علاوي، المفضل لدى الولايات المتحدة. وفاز ائتلاف علاوي ب 91 مقعدا – اكثر من كتلة المالكي بمقعدين -- في انتخابات آذار .
في نهاية المطاف وبغض النظر عن الكيفية التي تم فيها توزيع المناصب الوزارية، اصبح من الواضح الان ان المالكي وتحالفه دولة القانون هو المنتصر ، فقد احتفظ برئاسة الوزراء ومنع من سقوط السلطة الحقيقية في يد خصومه من مختلف الوان الطيف العرقي والطائفي.
لذلك سيدير المالكي على مدى السنوات الاربع المقبلة شؤون البلاد الداخلية مع او بدون دعم ما يسمى شركائه في الائتلاف . وهذا اصبح له اهمية خاصة بالنسبة للولايات المتحدة ، والتي تتوقع بان تنهي انسحاب قواتها في نهاية عام 2011 وتامل بان تتمكن من العمل مع المالكي لضمان الظروف المواتية لمصالح الولايات المتحدة على المدى الطويل في المنطقة.
في ذهن سياسة واشنطن وصناع القرار السؤال التالي ، الى اي مدى ستكون السيطرة الايرانية في العراق بمجرد مغادرة الولايات المتحدة. اذا كانت واشنطن وحلفائها في المنطقة تريد حقا السيطرة على النفوذ الايراني عندما يتحقق الانسحاب الكامل ثم انهم بحاجة الى بدء صياغة سياسة اتجاه المالكي نفسه.
بطبيعة الحال، فان الفائز في الانتخابات هي ايران، على الاقل اقليميا.
فقد فازت ايران في معركة استمرت ثمانية اشهر عنوانها ادارة ميزان القوى في العراق لصالحها. فمن الواضح الدعم العربي -السعودي لعلاوي وقائمته العراقية لم يقود الى الحصول على منصب رئيس الوزراء، ومن غير المرجح السيطرة على اي مغزى للمجلس الوطني الذي يقيد صلاحيات رئيس الوزراء العراقي.
لا تزال ايران تدير بنجاح خططها بعناية، وهي خطط واستراتيجيات لا ترحم في العراق . فقد همّشت بجرأة حليفها التاريخي المجلس الاعلى الاسلامي في العراق ، الذي حصل على 17 مقعدا فقط ، والاستعاضة عن ذلك بالكتلة الصدرية التي يتراسها مقتدى الصدر ، الحركة الشعبية المؤثرة التي فازت بنحو 40 مقعدا في الانتخابات. ويسعى مقتدى الصدر الذي يتواجد حاليا في مدينة قم الى اكمال دراسته الدينية.
وكمؤشر لمستوى التاثير الذي تملكه ايران الان الى جانب التيار الصدري، فقد كانت توجه من طهران مقتدى لدعم المالكي عدوه اللدود في تشرين الاول، من اجل انهاء امل علاوي بان يصبح رئيس مجلس الوزراء ومنع عودة السلطة بيد القادة العرب السنة ،والذي اصبح منذ عام 2003 هدف ايران الحتمي في العراق ، وانها مستمرة في هذا الامر بنجاح.
هذا قد يعني بان المالكي مدين لايران الان. ومع ذلك فان الحقيقة هي ان الايرانيين لم يكن لديها خيار اخر : دعم المالكي او المخاطره بتولي العراقية السلطة. في الواقع ان دعم الصدريين والايرانيين هو اكثر من كونه حيلة استراتيجية للمالكي، وذلك لانه نشر في عام 2008 الجيش العراقي لطرد مليشيات التيار الصدري في البصرة، والذي سجن المئات من الصدريين، وبعدها انفصل المالكي من التحالف الوطني العراقي الشيعي ليخوض انتخابات اذار بشكل مستقل ، والذي اثار امتعاض ايران.
وقد اضظرت الميليشيات الصدرية وغيرها من الجماعات المسلحة المنشقة الى العمل سرا نتيجة لعملية البصرة عام 2008 وتلقي التدريب والدعم المالي من ايران ، والذي ربما لا يزال يشكل مازق بالنسبة للمالكي وتحدي للواقع الامني. مع ذلك ن لن يكون هذا التحدي موازيا للتحدي من ازدياد فعالية قوات الامن العراقية والتحدي الفعلي للمالكي نفسه، الذي يتولى السلطة الفعلية عليها.
وبالذهاب الى ما وراء المشهد الامني ،فان لايران، من الناحية السياسية، دور بارز في كل تجمع رئيسي . فعلى سبيل المثال فان الاكراد يتمتعون بعلاقة تاريخية مع طهران . وكان واقعيا ان تعارض العراقية ترشيح طالباني لرئاسة الجمهورية لانه قريب جدا من ايران " ( طهران دعمت الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه طالباني – خلال الحرب الاهلية الكردية في تسعينيات القرن الماضي.
وقد رفض كل من طالباني ومسعود بارزاني مناشدة الولايات المتحدة لاعطاء علاوي الرئاسة الفائدة الاكثر لايران .ومع ذلك كان عليها ان تقوم بالمزيد مع مطالب بارزاني لضمان بقاء طالباني في الرئاسة العراقية ، للحيلولة دون تقويض سلطته باي شكل من الاشكال.
في الحقيقة ان من مصلحة ايران في العراق هو انقسام اعدائها ، مثل الانقسام الذي حصل داخل القائمة العراقية التي يتزعمها علاوي ومعارضتها من اقامة اي تحالف مع الكتل الشيعية الرئيسية والتي قد تزعج فيه الدول العربية الراعية لها. وكانت شخصيات بارزة داخل الحركة تسعى للعمل ضد تولي علاوي رئاسة الوزراء ، وهذا من شانه قد حرمهم من تولي اي من المناصب الرئيسية.
ومع ذلك ، فعلى الرغم من ان ايران لديها شبكه لا مثيل لها من التاثير داخل العراق وربما قد وحدت اقتصادها وثقاثتها الواسعة في البلاد مع تاثيرها بالبيئة السياسية والامنية، لكن ايران لا تملك دائما الكلمة الفصل في تحديد بعض الشؤون الداخلية للعراق. فقد حاولت سابقا عرقلة اتفاقية وضع القوات الامريكية ( صوفا ) التي مددت وجود القوات الامريكية الى نهاية عام 2011 ، لكن المالكي قاوم تلك التدخلات بنجاح.
ربما المالكي قرر تمديد بقاء القوات بعد هذا الموعد ، فقط لموازنة نفوذ طهران. المالكي مستقل سياسيا وفعال وقائد شرعي منتخب لا مثيل له في الساحة السياسية الحالية ، واستنادا الى سجله كرئيس للوزراء يمكن ان يكون امل العالم العربي وواشنطن لمواجهة اي تصعد للنفوذ الايراني في العراق ، بل والمنطقة. وربما قد لا تكون لديهم اي خيار اخر .

الكاتب
رينج علاء الدين ، صحيفة الغاردين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سجل....في ذمة التاريخ
شمران الحيران ( 2010 / 11 / 30 - 19:55 )
هل لنا من ايضاح او ايجاز بخصوص سجل السيد المالكي خلال سنين الجمر المنصرمه وماذا بشأن اكبر منجز (قوت الفقراء) البطاقه التموينيه التي ذابت بين الصلوات الخمسه والتراويح

اخر الافلام

.. بلينكن في الرياض.. إلى أين وصل مسار التطبيع بين إسرائيل والس


.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين يرفضون إخلاء خيمهم في جامعة كولومبيا




.. واشنطن تحذر من -مذبحة- وشيكة في مدينة الفاشر السودانية


.. مصر: -خليها تعفن-.. حملة لمقاطعة شراء الأسماك في بور سعيد




.. مصر متفائلة وتنتظر الرد على النسخة المعدلة لاقتراح الهدنة في