الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ويكيليكس العم سام

عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)

2010 / 11 / 30
السياسة والعلاقات الدولية


مئات الآلاف من الوثائق السرية وغير السرية يكشف عنها موقع ويكيليكس كلّ مرة، بطرق مهرجانية تطال السياسة الأميركية الخارجية وتأثيرها في العالم أجمع. ونشاهد كل مرة -نحن الناس العاديين في العالم أجمع وخصوصاً في مناطقنا الموبوءة بالصراعات- فضائح الإدارة الأميركية، وفضائح حكامنا المتواطئين والمتعاملين معها على أوطاننا داخلياً وخارجياً.

نشاهد كلّ ذلك، ويراد لنا أن نحتفي، ونتناسى العديد من الحقائق والوقائع اليومية المرتبطة بتلك البرقيات التي كشفت يد الله عنها على غفلة بعد قرن كامل من السيطرة الأميركية العسكرية والإقتصادية والإستخباراتية علينا.

وحين نرجع من سكرتنا ونعيد ترتيب الأمور كما هي، نجد في مرحلة أولى أن تلك الوثائق والبرقيات "السرّية" لا تكشف جديداً أبداً فكلّنا نعلم موقف ذاك الملك وذلك الرئيس من إيران مثلاً، وكلّنا نعلم تواطؤ كثير من القوى على المقاومة في فلسطين ولبنان، وكلّنا كذلك نعلم عن مصادر التمويل شبه المعلنة لبعض التنظيمات المسلحة.

لكن بربّكم، ألا يوجد بين مئات الآلاف من الوثائق والبرقيات كشفٌ واحدٌ يدين الولايات المتحدة في دعمها للإرهاب مثلاً؟ أو في تدبيرها لهجمات 11 سبتمبر؟ أو في تأمين السلاح والمال لبعض التنظيمات في لبنان؟ أو أيّ دعم من أيّ نوع لبعض قوى المعارضة في سوريا والخليج والمغرب وإيران وتركيا وباكستان أو حتى الصين؟ ألا يوجد ما يدين الولايات المتحدة بشكل مفاجئ أو مغاير لأسطورتها الإعلانية عن نفسها كنبي سلام وإمام ديمقراطية؟

هل نتساءل أكثر من ذلك عن سرقة النفط والآثار في العراق مثلاً ودور الشركات الأميركية وعائلات بوش وتشيني وغيرهم في ذلك؟ وعن دور القواعد العسكرية الأميركية في السعودية والخليج؟ هل نتساءل عن وثيقة واحدة فقط -سرية للغاية ربما- تكشف قاعدة أميركية لا يعلم بها أحد، موجودة في مكان ما من هذا العالم العربي أم أنّ الشفافية والوضوح نهج أميركي معصوم ولا يمكن لهذا الزعم أن يتحقق في ظل تعامل واشنطن مع حكومات بلادنا تعامل الند للند!!؟ هل نسأل عن سفارات صهيونية، أو على الأقلّ، مكاتب خاصة للصهاينة داخل كلّ سفارة أو قاعدة أميركية في بلادنا أم إنّ هذا لا يمكن أن يكون حقيقياً ناهيك عن أن يكون سرياً؟

مئات آلاف الوثائق الخائبة، التي تريد أن تثبت أمامنا جميعاً أنّ هذا هو الحدّ الأقصى الذي يمكن أن تصل إليه الولايات المتحدة في سياساتها! وما هذا الحدّ بشيء! هو لا يضاهي معرفة طفل عن خباياهم. وثائق أريد كشف اللثام عنها وصوّرت على أنّها مهمّة كي يتمّ الكشف عنها بهذه الطريقة، والتباكي عليها رسمياً بطرق أخرى أبرز ما فيها يدافع عن الولايات المتحدة ولا يدينها في ما هو غير ممكن إثباته.

لا علاقة لنا بما هو داخل الولايات المتحدة من ضغط على أوباما أو سوى ذلك عبر تسريب الوثائق في ولايته، وقد تكون بالفعل وثائق صادقة، وقد يكون الموقع صادقاً أيضاً، ويصوّر له أنّ بطولاته الإستخباراتية لا تتوقف عند حدّ! وهنا يأتي السؤال بالنسبة لنا، فبربّكم مجدداً ومجدداً، هل يصعب على الولايات المتحدة، بكامل قدراتها، حماية أسرارها إذا ما شاءت ذلك!؟

أم إنّه افتراء قولنا إنّ بإمكان من ذبح وقتل مئات الآلاف في اليابان وفييتنام وكوريا وأفغانستان والعراق، وأجج الصراعات الإثنية والقومية في أفريقيا وأوروبا، وأحكم قبضته على أميركا اللاتينية والعالم العربي وغيرهما بديكتاتورياته الدموية، وعاون الصهاينة في كلّ حرب علينا في فلسطين ومصر وسوريا والأردن ولبنان... إنّ بإمكانه وقف ذلك الهدر في الوثائق "السرية" بأيّ وسيلة من الوسائل وما أكثرها أميركياً وما أشدّها غرابة أميركياً!!!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى