الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سامي شورش .. سامياً

حسب الله يحيى

2010 / 11 / 30
الادب والفن


ما كان للازهار التي نعشقها أن تذبل وتجف وتموت .
العشق يضفي على الازهار الواناً مضاعفة وعطوراً تملأ الكون ..وهذا مافعله حبر صادق.. وقلم أثير ،وانسان قدّ من حرير اسمه : سامي شورش .
هذا السامي الذي تسامى عن كل اغراءات الدنيا من مواقع ومنافع ،ورضي ان يظل الانسان بماله من روح رحبة ،وحضور نبيل ،وموقف شجاع ،ورأي سديد .
سامي شورش ،كان يعرف الآخرين ،كما يعرف نفسه ..ومن هذه المعرفة ،كان يدفع بأفكاره الى (الحياة) حتى تحيا ،وكرسي وزارة الثقافة في كوردستان ..يوم كان ،وكانت معه تباريح العطاء والثمار التي عشق ان يشيعها بين الناس .
كان يسمو عن كل صغيرة وكبيرة ،حتى يجد له نسمة حرة هنا ،وتلويحة هناك ،وغبش عبر هذا الجبل ..وشمس الأصيل تذوب في رأسه وقلبه ..وعندئذ كان يكتب مافيه ،وما يملأ كيانه وينتج امامه فضاءات محبة وعطاءات ثرة ،يجد المرء من خلالها أية روح عذبة يحملها هذا السامي بغابات كلماته العذبة .
كان سامي شورش ..يملأ الزمان في اي وقت تشاء ،مثلما يملأ المكان في اي موقع يكون ..
من هنا كانت آراؤه سديدة ،وصادقة ،وصريحة ..وممتلئة كذلك ..وكل هذه الرؤى مجتمعة كانت تجعل طروحاته السياسية مشحونة بالثقة والدراية والثبات على كل ماهو صحيح وسليم ومنطقي ومعقول ومقبول لدى الآخر ..
نعم .. كان سامي شورش إبن عصره والممثل الشرعي لإرادة شعبه ،والرجل الذي بوسعه أن ينجز ما يبوح به وبالصراحة كلها ..والارادة الفاعلة مجتمعة ..لذلك تمكن من اقناع الآخر واغناء الحوار معه ،وتوطيد الثقة بحدائق كلماته ..
هكذا عرفناه ..وهكذا نقف في محطات حياته التي تستوفنا طويلاً حتى نتأملها ونعيشها ونتعلم منها ونملأ ارواحنا بأضوائها الرحبة .
هكذا هو سامي شورش / العراقي الكوردي الذي احببناه إنساناً ومثقفاً وسياسياً من طراز نابه وعميق .
سامي ..سما في حياته وغيابه ..وظل في قلوبنا ..شمعة تحترق حتى تضيء دروب العتمة ..
سلاماً ..سامي شورش ..سلاماً ،يامن نسلمه للسمو والرفعة والمكانة التي ستظل مناراً للطيبين الأطيب من الطيب .. سلاماً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا