الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة العراقية تنتظر القادم الأسوأ . المجالس الأدبية ... حقيقتها ودورها

عبد علي عوض

2010 / 12 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ما عاد غريب علينا من تصرّفات هوجاء وتعدّيات على حرية الفرد وحضرالنشاطات الثقافية الفنية الغنائية ، تمارسها بعض مجالس المحافظات ، وآخِرها مداهمة النادي الإجتماعي لإتحاد الأدباء والكتّاب العراقي مِن قِبل قوات مسلّحة رسمية حاملةً لتعليمات وأوامر هَمَج الدين السياسي والأفكار الطالبانية ، مطالِبةً بإغلاق ذلك النادي ! والسبب هو انَّ مَن يتواجد في النادي يحتسي الخمر. لا أريد أنْ أتطرَّق الى كنهة وحقيقة شارب الخمر وما يدور في خلجاته ، والأستاذ جاسم المطير أعطى هذا الجانب بما فيه الكفاية في مقالته الموسومة ( موظفوا المالكي يعلِّمون المواطنين كيف يكرهون الوطن ..! ) .
قُبيل تطبيق الحملة الإيمانية البعثية المزيَّفة ، كانت تنتشر في كل محافظات العراق الأندية ( المعلمين ، الموظفين ، الإقتصاديين ، الأطباء ، المهندسين ، الفنانين .. ) يتردد عليها ويتواجد فيها منتسبوها مساءً ، يتبادلون النقاش العلمي والفكري والمطاردات الشعرية ومنهم مَن يشرب الخمر دون الإساءة الى المحيط الإجتماعي العام ، وفي الجانب الآخر كان المتدينون أكثر صدقاً وإيماناً بمعتقداتهم الإلهية قياساً بادعياء الدين الحاليين . إنَّ حاكم بغداد الحالي طيلة سنين بقائه في هولندا ، لم يطّلِع على القوانين الهولندية ولم يتأثر بها فيما يخص حرية الفرد ، والدعم المادي والإعلامي الذي تقدمه الحكومة الهولندية لمختلف النشاطات الثقافية ، والسبب يعود الى أنّ هذا الشخص وأمثاله في بلدان اللجوء الأوربية كانوا منعزلين عن المجتمعات الحاضنة لهم ، متجمّعين في كانتوناتهم ( الحسينيات والجمعيات الدينية ) . هؤلاء لا يدركون أنّ ما وصلت اليه الحضارة البشرية الحالية لم يكن من العدم ، إنّما هو نتيجة عملية تراكمية لحضارات مندرسة ، كل واحدة منها وضعت بصماتها في الأنجاز الحضاري على التوالي ، وأحد ينابيع العطاء الفكري هو ينبوع الثقافة ، لكن ما تقوم به تلك الفايروسات المتنفذة في السلطة ، ماهو إلاّ دعوة صريحة للعودة الى العصور البدائية ، والمصيبة القادمة على الأبواب هي مطالبة الصدريين ( أصحاب الفكروالنهج الديني المتطرف ) بوزارتي التربية والتعليم العالي ، كي يضعوا بصماتهم ويضيفوا ما يستطيعون الى منجزات المتخلّف وزير التربية ( خضير الخزاعي ) وعند ذاك تكمَل السبحة ! ... ومن الإرهاصات الحالية هو مطالبة شيوخ العشائر استحداث وزارة خاصة بهم ، وهذا المَطلب يصب في مصلحة أحزاب الإسلام السياسي ، تلك الإحزاب تحاول فرض واقع جديد ، ألا وهو إحكام السيطرة على إدارة الدولة والشعب من خلال المؤسستين الدينية والعشائرية ! ويصبح لا وجود أو أثر للقوانين الوضعية .
لقد ظهرت وإنتشرت المجالس الأدبية في السنوات الأخيرة في مختلف المدن العراقية ، منها ما هوعريق وأخرى جديدة طارئة ، والمتابع لمسمّيات تلك المجالس يجد أنها تنقسم الى قسمين ، القسم الأول يحمل اسماء اشخاص طارؤون على الوسط الثقافي ولا يحملون أي تحصيل دراسي ، وبعضهم من قادة المليشيات ، فتحوا دواوينهم من أجل التخلص من عقدة النقص لجهلهم من ناحية ومن ناحية أخرى كسب الود الإجتماعي والتستر على ماضيهم غير المشرِّف ! .. والقسم الثاني من تلك المجالس يحمل اسماء عوائل عريقة ، معروفة بمساندتها للعطاء الفكري ، ودائماً تؤمّها النُخَب الأدبية والسياسية ، لكن يُعاب على هذه المجالس في الظروف الراهنة ، هي أنّ كل ما يدورفيها من مناقشات يبقى حبيس جدران دواوينها ولا يخرج الى الشارع من أجل رفع الوعي الإجتماعي والوقوف بوجه ممارسات القوى الإسلاموية ، سيما والثقافة العراقية تجابه هجمة شرسة من قِبَل تجّار الدين السياسي أ الذين يحاولون تقزيم وتحجيم إبداع الفكر الإنساني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا


.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص




.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات


.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا




.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً