الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الامام الما يشور يسموه ابو الخرك

نوري جاسم المياحي

2010 / 12 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



اليوم اصبح العراقي لاهم له سوى تسقط الاخبار ومتابعة الاحداث عبر ما يصرح به بلابل الكتل السياسية الذين لاهم لهم سوى اطلاق التصريحات على عواهنها غير مهتمين بتاثيرها على المواطنين او العملية السياسية .. وما ستكون عليه ردود فعلهم بحيث اصبح المواطن لايصدق تصريحاتهم ولنأخذ مثلا موضوع المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية .. مليون تصريح صدر على لسان المئات من سياسي الرجة اولى والثانية وحتى السابعة وكل من هب ودب من سماسرة البازار السياسي .. من عرب واكراد ومن سنة وشيعة .. ودار بينهم سجال لا اول له ولا اخر له .. البعض يصرح بان المجلس ليست له صفة تنفيذية واخرون يصرون على ان يكون مجلس تنفيذي وهكذا ضعنا بين حانة ومانة .. ويبدو من اخر التصريحات ان المجلس سيمنح الصلاحيات التنفيذية ..
الغريب اليوم صرح السيد قصي السهيل نائب رئيس مجلس النواب عن الصدريين ان لجنة اعداد النظام الداخلي لمجلس النواب قد اكملت مسودة اعداد النظام وستعرض على رؤساء الكتل البرلمانية لاقراره قبل عرضه على المجلس للتصويت .. وقد تسرب في الاخبار ان اللجنة لم تتفق على صلاحيات رئيس المجلس ... وهنا يمكن اثارة بعض التساؤلات الموضوعية :-
اولا --- لماذا حصر القرار والبت بقرارات مجلس النواب باشخاص رؤساء الكتل؟؟؟ ..ولماذا يهمش حق النائب والنائبة ؟؟؟؟ .. علما لا فرق بين النائب وبين رئيس الكتلة فالجميع انتخبوا من قبل الشعب حتى لوتم فوزهم بالقرابة اوالصداقة او بشراء الاصوات .. والمفروض باللجنة المخولة بوضع المسودة لاي قرار او قانون ..ان تعد المسودة بتجرد وموضوعية مراعية مصلحة الشعب بكل فئاته دون مجاملة لهذه الكتلة او تلك وتعرض على النواب لدراستها قبل التصويت .. اما المواد المختلف عليها .. فتصاغ بعدة صياغات يصوت عليها المجلس وله القرار النهائي ليختار الصيغة التي يؤيدها غالبية النواب ولا يوجد اي مبرر لتهميش حق نائب او نائبة منح له من قبل الناخب والمفروض بالنائب ان لايتنازل عن هذا الحق او يساوم عليه لان امانة الشعب بعنقه .. ان كنا نريد للمجلس ان يمثل شعب وليس مكون او كتلة سياسية .. لان الشعب باقي والكتل متغيرة واكبر دليل على ذلك الكتل الحالية كم مرة تغيرت منذو الغزو وحتى اليوم ؟؟؟؟
ثانيا --- الغريب في نظام الحكم العراقي بعد الغزو وسقوط النظام السابق .. ان المنصب يفصل على مقاس السياسي او الكتلة وقوتها ونفوذها دون مراعاة لمصلحة الشعب ومستقبله ..
فمثلا لو اخذنا منصب رئاسة الجمهورية هو عبارة عن منصب تشريفاتي بلا صلاحيات حقيقية .. مما اثار حفيظة الاكراد المتمسكين بهذا المنصب لغايات نفسية واعتبارية وقومية ..
ولو اخذنا منصب رئيس الوزراء .. نجد ان الصلاحيات الممنوحة له غير محدودة .. ونتيجة للمحاصصة الطائفية الملعونة .. تمسكت طائفة الشيعة بهذا المنصب بتلابيبهم .. معتقدين ان هذه الطريقة الوحيدة للحفاظ على المكاسب التي تحققت لهم بعد الغزو الامريكي وسقوط النظام السابق ..
اما منصب رئيس مجلس النواب الذي اصبح كما يبدولي من حصة العرب السنة بالمحاصصة الملعونة .. وهنا ولانعدام الثقة بين الكتل السياسية يريدون تفريغ هذا المنصب من الصلاحيات ايضا ..
ثالثا --- من الواضح مما سبق الحديث عنه اعلاه .. ان جميع المناصب رئاسة الجمهورية والوزراء والنواب والسياسات الاستراتيجية يريدون تفريغها من اهدافها.. ولايعيرون اي انتباه لمصير شعب العراق او راحته ... انا اتساءل هل شعب العراق يختلف عن شعوب العالم ؟؟؟؟.. وكيف سيقوم الرئيس اي كان بعمله وواجباته بلا صلاحيات ؟؟؟ عملية ان دلت فتدل على قلة وعي وادراك لطبيعة المسؤلية الوطنية ومتطلبات المنصب الرئاسي ... ومن هنا نعود الى المثل العراقي الذي يقول ( الامام الذي لايشور يسموه ابو الخرك ) ومعنى هذا المثل .. ان الانسان بلا صلاحيات عقابية او تنفيذية .. لااحد من اتباعه او ممن تحت امرته سيحترمه او ينفذ اوامره عندما يضمن هذا الوزير او النائب او الموظف عدم خضوعه او ملاحقته من خلال التدرج الوظيفي او القانوني وكما حدث طيلة السنوات المرة السابقة ... فبالتاكيد سيسيء الادب واداء واجباته الوطيفية بشكل سيء ورديء وبلا مبالاة او التزام .. وكان هذا واضحا على اداء وزارة المالكي الحالية وفي اغلب المجالات والسبب هي الكتل التي ينتمي اليها الوزراءفقد حددوا وحجموا صلاحية رئيس الوزراء في محاسبة الوزراء الفاسدين .. مما دفعه بالمقابل لحماية وزراءه من المحاسبة في مجلس النواب .. وللاسف لازالت هذه الظاهرة المؤلمة حتى هذا اليوم عندما تكررت المأساة وتقليل احترام وهيبة مجلس النواب عندما غاب بل امبرر و لم يحضروكيل وزارة التجارة السيد صفاء الدين الصافي الثائم لغيابه عن حضور الجلسة .. ان هذا العمل من وزير محسوب على رئيس الوزراء المالكي ومن المقربين لايبشر بخير لمستقبل المجلس والاساءة ليست الى مجلس النواب والنواب فحسب وانما اساءة لرئيس الوزراء المالكي وحزب الدعوة ولطائفة الشيعة التي ينتمي اليها وبمحصلة الحاصل انها اهانة وجهت للشعب العراقي اجمع .. او العملية السياسية بصورة عامة ..وقدم صيغة ومثل نتمى ان لاتتكرر من المجلس السابق وكما يقول المثل العراقي ( الجاهل اللي يموت من خ........ يبين )
العلاج لهذه الحالة المرضية

اولا --- التمسك بالتجربة الديمقراطية
ثانيا --- زرع الثقة المتبادلة بين الكتل السياسية وتجاوز الشك والظنون
ثالثا --- منح كل منصب رئاسي الصلاحيات التي يستحقها بلا نقصان وكما متعارف عليها في انظمة الحكم المشابهة لنظام الحكم العراقي الجديد .. ومن خلال اليات تحفظ لكل منصب حدوده بدون تجاوز من الاخرين ..
رابعا --- التاكيد على الاليات التي تحفظ انسابية العمل في الدولة العراقية بلا مشاكل او ضبابية ..
خامسا --- المبادرة الفورية لسن وتشريع القوانين وتعديل الدستور ليتسنى للجميع اداء واجباتهم الوطنية بصورة صحيحة ..
سادسا --- تجاوز الانانية الشخصية ووضع المصلحة العامة اولا بدلا من التمسك بالكرسي .. اما ابقاء الاموروالقيادة محصورة بيد 10 اشخاص .. فامر لايمكن ان يعيد بناء العراق وانما سيقوده نحومزيد من الانهيار والفساد والانحلال ...
سابعا --- ضرورة التركيز على تطبيق العدل لجميع العراقيين وتفعيل العقوبات الجزائية الرادعة وتطبيقها بحزم على الجميع دون استثناء ..لانني اؤمن ان الامام الذي لايشور يسمونه ابو الخرك ... مهما كان اسمه او منصبه و طائفته ....
ثامنا --- التخلص من التوافقية والمحاصصة البغيضة والملعونة .. وفرض سلطة القانون .. اسوة بالدول الديمقراطية المتحضرة ... والا لن يعاد بناء العراق ثانية .. وكما يتمنى كل عراقي شريف ...
اللهم احفظ العراق واهله ... اينما حلو او ارتحلوا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبيعات سيارات تسلا الكهربائية في تراجع مستمر • فرانس 24


.. نتنياهو ينفي معلومات حول إنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافها




.. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: نتمسك بتدمير البنية التحتية لحم


.. شركة تبغ متهمة بـ-التلاعب بالعلم- لجذب غير المدخنين




.. أخبار الصباح | طلب عاجل من ماكرون لنتنياهو.. وبايدن يبرر سوء