الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليسار الإلكتروني

عمر زغاري

2010 / 12 / 1
الملف ألتقييمي 2010– بمناسبة فوز الحوار المتمدن بجائزة ابن رشد للفكر الحر والذكرى التاسعة لتأسيسه.


في سابقة منحت جائزة إبن رشد للفكر الحر لعام 2010 لموقع الحوار المتمدن تقديرا من مؤسسة ابن رشد لمكانة
هذا الموقع ودوره المتنامي والمؤثر في نشر وترويج فكر اليسار وقيم الديمقراطية والحداثة ، وتشجيع ثقافة الحوار والحق في الإختلاف.
وقد تميز حفل منح الجائزة بكلمة المنسق العام لموقع الحوار المتمدن الزميل رزكار عقراوي والذي أثار في معرضها إشكاليات الإعلام الإلكتروني بتحدياتها ورهاناتها، في ضوء الثورة المعلوماتية والتكنولوجية وتزاوج تكنولوجيا الاتصالات والانترنت من جهة ووسائل الإعلام من جهة أخرى، وما أرسته من مفاهيم ومعادلات جديدة على الصعيد الإعلامي والثقافي والفكري والسياسي، وهذا ناهيك عن الموقع الذي أصبح يحتله الإعلام الإلكتروني في تسيير الاقتصاد الرأسمالي المعولم والإدارة الحكومية.
وبالفعل وكما جاء في معرض كلمة موقع الحوار المتمدن وخطوطها العريضة ، فإن حقيقة قوة الإعلام الإلكتروني باتت جلية اليوم ، لا في طابعه ووجوده العالميين وفي تخطيه للحدود وتجاوزه للتشريعات المحلية ،بل وفي مساهمته وإلى حدود معينة في إضعاف الهيمنة الكبيرة لرأس المال والشركات الكبرى والحكومات على الإعلام في العالم العربي، وفي تكسيره للرقابة وتأميمه للشفافية عالميا حد الضجة الكبيرة التي أثارها نشر نصف مليون وثيقة سرية على موقع ويكيليكس والتي وصفت بهجمات 11 شتنبر على الديبلوماسية العالمية.
وعليه وفي ضوءهذه التغييرات الجذرية الكبيرة لم يفت منسق موقع الحوار المتمدن من طرح موقع اليسار في حركية هذه المسارات وتحولاتها العالمية،عبر طرح جملة من التساؤلات الإشكالية من قبيل كيف يتصرف اليسار ويتعامل مع هذه التغييرات وهل يحافظ على طرقه التقليدية في التنظيم والدعاية والتحريض والإدارة والنشاط العام؟ أم يفترض أن يتلائم مع التطور التكنولوجي الكبير ويراهن على كسب آليات جديدة للفعل ؟
تساؤلات تحمل بين طياتها مخاوف ومحاذير أمام واقع إكتساح قوى الإسلام السياسي للشبكة العنكبوتية وإستخدامها البارع لتقنية المعلومات بأكثر من لغة ، وامتلاكها من الخبرة ما مكنها من شن "غزوات" تخريبية عبر مجموعات هاكرز ضد كل مواقع الديمقراطية والحداثة والتقدم.
من هنا ، وفي خضم هذا التطور الهائل للأنفوميديا ومرتكزاتها التكنولوجية والمعرفية وتحول معظم أعمال المجتمع إلى نشاط إلكتروني ،يثور مفهوم اليسار الإلكتروني كإستجابة لضرورات تقييم التجارب وتطوير أشكال وآليات النضال السياسي والتنظيمي والفكري والإعلامي بما يلائم العصر ويواكب التغييرات المشهودة عالميا والمفتوحة على أكبرالتحولات في تاريخ البشرية بحيث لن تستطيع قوى اليسار مواجهة الرأسمالية المتوحشة والقوى الظلامية والقومية المتعصبة وأنظمة الاستبداد بخطاب وآليات عمل تعود إلى بدايات القرن المنصرم، خاصة وأن اليسار بكافة فصائله يمر بأزمة بنيوية عميقة ومزمنة.
وعليه ،ولتملس المخارج من أزمة فعله وإنحسار فكره ، فلا خيارأمام اليسار خارج بلورة بدائل جديدة وصياغة سياسات عقلانية واقعية تنطلق من قدراته و قدرات المجتمع والقاعدة الإجتماعية الحاضنة لمشروعه في تحديد برنامج عمله على قاعدة أن السياسة هي فن الممكن ، وما عدا هذا فجمود وإسقاطات وإحباطات كما علمتنا تجارب اليسار التاريخية.

وفي هذا الإطار، لا بد من توسل أدوات وميكانيزمات التطور التكنولوجي والمعرفي للإنسان لإيصال فكر اليسار وقيم العقلانية وثقافة التنوير إلى كل الطبقات و الفئات والشرائح التي تنشد إطلاق العقل من عقال الفكر الماضوي والنكوصي والإنتصار لحقوق الإنسان والنصال من أجل العدالة الإجتماعية.
وتنبري في مقدمة هذه الكتلة الإجتماعية ملايين الشباب من الأنترنتيين المستخدمين في حياتهم اليومية لتقنيات وتطبيقات الكترونية مختلفة مثل الإنترنت، التلفون النقال، آي فون، الفيسبوك، تويتر، اليوتيوب , المدونات... الخ، والمفتوحة على تطورات واستخدامات لولبية أفقية وعمودية لا متناهية، أمام ظاهرة إنكماش دوائر تداول المطبوعات الورقية .
ولما كان لكل تقدم ثمنه ، فإن دمقرطة الإعلام الالكتروني للنشر وتوسيع قاعدة الكتابة خارج النخب كانت على حساب خفض معايير الكتابة وإلى حد بلغ فيه عدد المشاركين في الفيسبوك من العالم العربي حوالي 14 مليون مشترك وفي تزايد مستمر، مقابل كل قراء الصحف العربية الذي لا يتجاوز عددهم 8 ملايين نسمة .
وفي هذا السياق فإن هذا اليسار مطالب بإبداع آليات جديدة تتغيئ التموقع داخل هذه المنتديات ذات الآفاق الرحبة في التواصل والتفاعل بل والتنادي حول القضايا الأساسية والآنية التي تهم تغيير المجتمع والحق في مواطنة كاملة غير منقوصة وبالتالي تجاوز الحتميات والشمولية التي طالما حكمت فكر اليساروفتح أوراش التطوير المستمر للفكر وآليات الممارسة وإعتماد الإدارة الحديثة والبحث العلمي والتطور التقني والمعرفي في عصرنة آليات العمل على كل جبهات النضال والتي ستؤدي التي تطوير العمل كماً ونوعاً وإلى تخفيض المصاريف في ظل الأزمة المالية المزمنة التي يعاني منها اليسار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة