الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خراب الدعوة ام خراب البصرة

أحمد الشيخ أحمد ربيعة

2010 / 12 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


البصرة المنكوبة بسياسية النظام الساقط لم تجد من القادمين الجدد من يداوي جراحها شعبا وارضا، فمازالت مثال خرابها مظهرا لخراب العراق كله. يجد البصاروة انفسهم ومدينتهم في خضم المنطحات السياسية، فعلى سطح المناورات السياسية والبحث عن تعزيز مراكز القوى ومن اجل التاثير الاقوى على حاضر ومستقبل العراق تطفو على السطح خلال الاشهر الاخيرة مشروع فدرالية البصرة. هذا المشروع الذي لا يتعارض مع نصوص الدستور بل على العكس هناك ماهو داعم له من نصوص في الدستور، ولكن ما يثير التساؤل توقيت طرحه وهل سيصب في الوقت الراهن في مستقيل المدينة واهلها ومستقبل العراق ( الديقراطي الفدرالي الموحد)، وهل ان القوى الداعمة لهذا المشروع تكتسب مصداقيتها في الواقع العملي بما اانجزته للمدينة وهل يعكس رغبة حقيقة من البصاروة في هذا التوجه وهل يعبر ذلك عن وجهة نظر القوى السياسية المتواجدة في المدنية وهل سيخلق ذلك قاعدة مشتركة للعمل من اجل تطوير العمل بين هذه القوى ومن اجل تطويرالبصرة المنكوبة، وهل يجري ذلك في ضوء خطة واضحة ومدروسة بكفاءة عالية ام انها مطالب سياسية واقتصادية لجهات تحاول تعزيز مواقع قواها في الصراع القادم داخل المدينة وفي العراق كله. هذه وغيرها من الاسئلة المفتوحة بحاجة الى اجات واضحة.
يرفع حزب الدعوة هذا الراية، باعتباره القوى المتنفذة في المدينة وبعد ان سيطر وحصل على الاغلبية في مجلس المحافظة عبر قانون انتخابات جائر ضمن للفائز الاقوى ان يزحف ويبتلع اصوات القوى التي لم تستطيع العبور الى مجلس المدينة والتي استطاع حزب المالكي من خلال ابتلاعه هذه الاصوات ان يضاعف اعضائه في مجاس المدينة ( لعبة القمار - فوق السبعة تحت السبعة)، ولم تكن فدرالية البصرة ضمن الشعارات التي خاض حزب الدعوة الانتخابات من اجلها بل على العكس، فان الدعوة في المركز وفي المدينة وقف بالضد من الدعوة المعروفة من السيد وائل القاضي المحافظ السابق للبصرة وعضو مجلس النواب السابق عن العراقية ثم المستقل والنائب الحالي لمجلس النواب عن دولة القانون. وعبئ كل قواه وباشكال عديدة تحدث عنها القاضي في وقتها بما فيها استخدام اسم المرجعية في النجف ويمكن الرجوع الى احاديثه ولقائته المنشورة في هذا المجال. وحتى بعد سيطرة الدعوة على مجلس المدينة ومركز المحافظ لم يكن هذا الامر من اوليات القوى المنتفذة الجديدة.
طرح مشروع فدرالية البصرة بالترافق مع اعلان نتائج الانتخابات الاخيرة وعدم استطاعة المالكي وقائمته بالحصول على اعلى الاصوات بحيث يستطيع ان يشكل حكومة يستطيع حزبه ان يتحكم فيها وعلى غرار ماحصل في انتخابات مجالس المحافظات وتشكيل الحكومات المحلية، وطبعا عبر عن هذه الوجه قيادي الدعوة سواء في الداخل او الخارج وكان الحديث عن حكومة مركزية قوية يقودها المالكي مدعومة باغلبية برلمانية مرتبطة بقائمته، باعتباره الحل الشافي لنظام المحاصصة والتوافق وبما يمكن ان اعادة اعمار الوطن وتطوير العملية السياسية فية. وارتبط اعلان فدرالية البصرة ايضا بالفشل الذريع في تحقيق اي انجاز يذكر في مدينة البصرة على كل المستويات وليس اكثر من شهادة على ذلك هو سعة وحدة المظاهرة التي شهدتها البصرة حول قضية الكهرباء وكذلك حدة الرد والتستر على المجرمين الذين تسببوا باستشهاد وجرح عدد من المتظاهرين وارتباط كل ذلك باشتداد مظاهر الفساد في ادارة المدينة وارتباط اسماء كبار الحتان الجديدة وسارقي المال العام وغيرهم من حثالات النظام الجديد بعلاقات مع احزاب الاسلام السياسي في البصرة وفي كل العراق ومنها حزب الدعوة.
ان كل ذلك يرتبط ببرغماتية شديدة يمارسها الدعوة باعتبارة القوى النافذة في تشكيل اغلب الحكومات المحلية ومنها البصرة، هذه البراغماتية التي تتحكم فيها بوصلة البقاء على راس السلطة. ومن الصعب لاي متابع ان يراقب مجرى التغيرات في طريقة تفكير الدعوة، وحتى الان لم نقرا اي وثائق صدرت من مؤتمراته او اجتماعات قيادته تعكس اي تغيرات في برنامج الدعوة وبالذات اسلمة المجتمع والدولة، هذا المشروع الذي لن يجد اي حياة في المجتمع العراقي بل على العكس يتناقض مع منطق الحياة والتطور وبناء الديقراطية وغيرها من المثل الانسانية، واهم حلقة في اسلمة المجتمع والدولة هو السلطة، كل ما نسمع اليوم هو طروحات سياسية وشعارات مترتبطة اساسا بقضية الصراع على النفوذ ومراكز القوى والسلطة. لكن الواقع العملي يعكس بان الدعوة شانه شان الاحزاب الاسلامية الاخرى لم يتخلى او يتراجع عن سياسية اسلمة المجتمع والدولة بل على العكس يسعى لتحويل الدولة كاحد المراكز الاساسية لسيادة نفوذ حزب الدعوة فيها. والا كيف يسعى حزب الدعوة وغيرهم من احزاب الاسلام السياسي لاقامة رفاهية البصاورة وكل العراقين وهو يواصل الهجوم على مظاهر الحياة المدنية في البصرة وغيرها من المحافظات والمفارقة في هذا الجانب ان الكثير من قيادة الدعوة عاشوا دهرا تحت راية الدول العلمانية في اوربا الغربية وغيرها من الدول العلمانية ولحد الان تعيش عوائلهم تحت راية العلمانية ويستمتعون بكل فضائل العلمانية ولكن يريدون للعراقين الدولة الاسلامية. ان اسلمة المجتمع والدولة هي الوجه الاخر لسياسية تبعيث المجتمع والدولة التي اتبعها النظام الساقط والتي اذاقت شعبنا الذل والرعب و لم تكن في حقيقة امرها سوى الطريق لقيام نظام القتلة البشع الذي ادخل الموت والخراب لبيوت العراقين.كذلك لم يتخلى الدعوة ويظهر انه لن يتخلى بتركيبته الحالية عن نظام المحاصصة الكريه، بل على العكس اصبح اكثر رواده وحامل رايته المخزية مادام يوئمن له اكبر مراكز النفوذ والقوى.
ان فيدرالية البصرة حق مشروع ولكن طرحه في الوقت الحالي لا يرتبط بمصالح البصاورة ولا بمصالح العراقين. هذه الدعوة ترتبط بطبيعة الصراع على مركز القوى وجعل البصرة ومستقبلا الناصرية والعمارة باعتبارها اغنى مناطق العراق، مركز قوى لبعض القوى المتنفذة من اجل احكام الطوق عليها والتحكم بمستقل البلد لاحقا. من يريد للبصرة ولغيرها من المناطق فليثبت مصداقيتة على ارض الواقع وليحقق شئ قليلا تعتد به الناس، ثم يبحث عن افاق جديدة لتطوير البصرة وكل العراق.
اخيرا همسة في اذان القوى الديقراطية فحين اعلن السيد وائل القاضي مشروعه حول الفدرالية، اوضحت القوى الديقراطية في البصرة موقفها بشكل واضح وعلني وجرى نشره بشكل واسع، ولكن ما يثير الغرابة الان انه لم نسمع لا حس ولا خبر كما يقال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مطلب واقعي
مازن البلداوي ( 2010 / 12 / 2 - 09:47 )
ألأخ أحمد
ماذكرته واقعي وصحيح،وهذا يدل على ان القوى المطالبة بمشروع الفيدرالية هي قوى خارج حزب الدعوة،لأنها لو كانت من داخل الحزب لولّد ذلك تقاطعا مع فكرة المركزية القوية والتي تولّد النظام الفيدرالي القوي،وماحدث مؤخرا في البصرة من رفع اعلام لهو جدول يصب في بحر فيدرالية الأقليم التي يتعاون عليها قوى متعددة لتعويض خسائرها وعد مقدرتها على المساك بخيوط التجكم السياسي هذا اليوم،الا اني اعرف ومتأكد بان اهل البصرة واعون جيدا لهذا الموضوع،وعلى الرغم مما شاهدناه من مشاهدة الوعي الثقافي في البصرة بوجه لم نعهده سابقا الا ان مشروع الفيدرالية لن يكفيه تصويت الوجه الظاهر الحالي للبصرة،فوجهها المثقف القديم والواعي موجود ومراقب للوضاع بكل دقة ويرفض الشتراك بهذه المؤامرة التي ستؤدي الى ابتلاع البصرة مستقبلا من قبل احدى الدول المحيطة.
ومن يريد ان يثبت نفسه على انه قادر على التجديد والتغيير والتعويض للمدينة وسكانها،فعليه ان يعمل ليرى الناس عمله ويعرفون الطيب من الخبيث،فالكلام كثير والفعل لاشيء
لا ادري ان كنت تذكر كيف كانت اسواق المدينة زاخرة بمختلف البشر الجانب ممن كانوا يرتادوا ميناء المدينة سابقا


2 - الشمس لاتشرق ولاتغيب الارض تدورقبالتهادورتين
د صادق الكحلاوي ( 2010 / 12 / 2 - 12:07 )
عزيزي دكتور احمد شكرا على حميتك الوطنيه وعلى حنينك لبصرتنا الفيحاء الطيبه قبل ان يخربها البعث الفاشي والاسلام المتوحش باصنافه
انا اوافقك على كل ماجاء في مقالتك على انها حقائق او تبدو وكاءنها حقائق
نحن الان خصوصا وفي السبع سنوات ونصف الاخيره عموما -وربما في تاريخنا الحديث منذ 1920-نخوض صراعا سياسيا مريرا وداميا من اجل بناء مجتمع وبناء دوله-والدولة ارقى تنظيم للاجتماع البشري اخترعه الانسان حتى الان- وهذه مهمة تاريخيه نحن النخبة التي اتاحت لنا الظروف ان نتعلم شيئا ونستنير لم نكن -وللاسف اننا لحد الان لازلنا لم نفقهها جيدا- بل اننا في احيان كثيره لا نستطيع ان نتذكر ان لكل شئ مادي اوعمليه اجتماعيه مطهر وجوهر وفي حالات كثيره نلتهي بالقشور وننسى اللب
اقول هذا لانني اعرفك واعرف جوهرك النقي وتعرفني ذالك الاستاذ الجامعي الذي كان يصفق بيد واحده للاسف للحقيقة ايام جبروت وهيمنة البعث الفاشي
لماذا افشل الرجعيون مهرجان بابل الثقافي لماذا وفي هذه الايام التي استبشرنا فيها ان عقدة تشكيل الحكومه حلت اوتكاد يطبلون ويزمرون لغلق النوادي الثقافيهالليليه والنهاريه ناسين ان الانسان لايعيش بالخبز وحده

اخر الافلام

.. روسيا والتلويح بالسلاح النووي التكتيكي


.. الاتحاد الأوروبي: أعضاء الجنائية الدولية ملزمون بتنفيذ قرارا




.. إيران تودّع رئيسي ومرافقيه وسط خطى متسارعة لملء الفراغ السيا


.. خريجة من جامعة هارفارد تواجه نانسي بيلوسي بحفل في سان فرانسي




.. لماذا حمّل مسؤولون إيرانيون مسؤولية حادث المروحية للولايات ا