الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهجرة نتيجة ظلم ، والحركة الوطنية السورية مطالبة بالرد عليه

ربحان رمضان

2010 / 12 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


في الرد على السؤال التالي والذي طرح من جانب الأستاذ حاجي سليمان
- كثيرة هي الهجرات التي حدثت في التاريخ , ضمن ضرورات اجتماعية واقتصادية وتجارية ومنها هجرات اجبارية
" قهرية تحت مسميات سياسية ودينية وعرقية , والهجرة الاحدث والتي يجب ان نسلط عليها الضوء ككرد. " .

هجرة الكرد السوريين من مناطقهم بحثا عن لقمة العيش وعن ملاذ آمن من وطأة السياسات الممنهجة والظالمة التي تمارسها السلطة السورية بحق الشعب الكردي لاجبارهم على الهجرة قسرا واخلاء المنطقة من اهلها وتغيير ديمغرافيتها بمساعدة ذيول النظام في تلك المناطق مما باتت هذه الهجرة مخيفة ومدعاة للقلق والخوف على مصير المناطق الكردية من الافراغ وبالتالي الانحلال والضياع في غياهب المجهول , ناهيك عن موجة الجفاف والقحط التي شملت المنطقة .
لذا :

1- ما هي السبل الكفيلة للحد من هذه الهجرة المتزايدة والمخيفة بفعل السياسات الاستبدادية بحق الشعب الكردي؟؟
2 - ماهو واجبنا ككرد وكحركة كردية في اوربا والمهجر لتقليل من معاناة الاسر والاطفال مع قدوم فصل الشتاء القارس .

أردد ماقاله شاعر الأرض ، محمود درويش حين قال :
" .. هذه الأرض جلد عظمي .. وقلبي يطير فوقها كنحلة .." ..

هذا ماتعلمناه من أمهاتنا ، ومن الأهل والرفاق ..

تعلمنا أن نحب الأرض حد العشق رغم كل ما عانيناه نتيجة إصدار القوانين والمراسيم العنصرية بحق الشعب الكردي من إحصاء استثنائي وحزام عربي ، ومحاولة اإذابة القسرية في بوتقة الأمة العربية ، فغنينا الحب ورددنا أغانينا في زمن نهضة القوى الثورية ماقاله محمود درويش :

يا صخرة صلّى عليها والدي لتصون ثائر
أنا لن أبيعك باللآلي.
أنا لن أسافر..
لن أسافر..
لن أسافر!

وكنا نتبادل قصائد كتبت عن النضال وعن تحقيق المصير وعن الثبات في الوطن فرددنا ما قاله توفيق زياد :

هنا على صدوركم باقون كالجدار
وفي حلوقكم كشوكة الصبار

وكوننا كنا نعلم أن عصابات الأمن والمخابرات كانت تسهل عمليات تهريب الناس لإفراغ المنطقة الكردية من سكانها الأكراد وتغيير تركيبها الديمغرافي جاهدنا في سبيل البقاء ، وناضلنا من أجل صمود أبناء شعبنا ضد العسف ، والقوانين الجائرة .
نشرنا في صفوف أبناء شعبنا ثقافة التشبث بالأرض محاولين أن لايهجر أي منا أرضه ووطنه .... وفي هذا الصدد فقد أكدت وفي أكثر من مناسبة في رسائلي إلى كونفراسات الحزب ومنذ الثمانينات على السعي لجعل المنطقة الكردية منطقة خضراء ، مشجرة بأشجار الزيتون والعنب والتفاح ، وعلى الأقل أن تزرع أشجار سرو وبلوط ..
غير أن القمع ألغى كل هذه المفاهيم حول الهجرة والارتباط بالوطن ..

كنا نعتبر ظاهرة الهجرة إلى أوربا ظاهرة تساقط .. حاربناها بكل امكانياتنا .
أيضا ً الأمور ليس كما نريدها نحن .. فأجهزة النظام ، خاصة أجهزة قمعه حولت الوطن إلى سجن كبير الكثير من الناس يريدوا الفرار منه .

في بداية الثمانينات من القرن المنصرم جاءني رفيق من رفاق منظمة حزبنا في دمشق وطلب مني أن أذهب معه إلى بيت مسؤول لأحد أحزاب كردستان الشمالية ليزودوه بكتاب حزبي يؤهله الحصول على اللجوء السياسي في السويد ، ذلك في أعقاب الإنقلاب العسكري الذي قام به كنعان ايفرين ليستلم السلطة بقوة الحديد والنار في تركيا ، فتساءلت مستغربا : ألا تعرف موقف حزبنا من الهجرة إلى الخارج ؟
فأجاب بنعم ، ولكن ظروف المعيشة ، وديون والدي التي أثقلته تجبرني على الهجرة .
قلت له : قل لي كم هي ديون والدك لنسددها معا ً .
قال لي : خمسة آلاف ليرة سورية .
قلت له أنا سأقرضها لكم ، تعيدوها لي على دفعات ، ولتكن بعد الشهر القادم ، تدفعون لي 500 ليرة شهريا .
قال : اتفقنا .
وهل ستغير رأيك ؟
قال : بالتأكيد .
قلت : انتظرني إذا ً غدا في تمام الثانية عشر ظهرا ً أمام مبنى البريد .
وفعلا كان الشاب في انتظاري أمام مبنى البريد ، فدخلنا معا ً وسحبت مبلغ خمسة آلاف ليرة وسلمته إياها هناك .
هو ووالده دفعوا لي مبلغ 2000 ليرة أو 2500 ليرة ، لم أعد أتذكر بالتحديد ، بعدها ُأعتقلت .. ولما ُأطلق سراحي بعد سنتين همت على وجهي أبحث عن ملجأ آمن يقيني اعتقال آخر من فرع أمني آخر لا أعرف مداه ، ولا أعرف أين سيرميني القدر ، حتى وصلت النمسا التي منحتني جنسيتها بعد خمس سنوات من وجودي فيها ..
فوجئت بهذا الشاب ، وأبيه وأمه واخوته جميعا ً قد سبقوني في بلد مجاور...

من جهة أخرى قام حزبنا بمساعدة الكثير من الطلبة الأكراد على الخروج سعيا للحصول على الشهادات العلمية العليا ، فأمن حزبنا الكثير من المنح الدراسية في الدول اإشتراكية سابقا .. الاتحاد السوفييتي ، بلغاريا ، يوغسلافيا ، تشيكوسلوفاكيا ، هنغاريا ، بولندا .. حتى أننا استطعنا تأمين منح دراسية في جمهورية اليمن الديمقراطي ، وكان شرط قبول منح المنحة للطالب في عودت إلى الوطن حال تخرجهه من دراسته العليا أحد الشرود التي كنا نملي على طلبتنا الأكراد الممنوحين حق الدراسة في تلك الدول .

أصوات أحبابي تشق الريح، تقتحم الحصون
_يا أمنا انتظري أمام الباب.. إنّا عائدون
هذا زمان لا كما يتخيلون..
بمشيئة الملاّح تجري الريح ..
و التيار يغلبه السفين !
ماذا طبخت لنا؟ فإنّا عائدون.

لكن لما رجع رفاقنا إلى الوطن حاملين معهم شهاداتهم الجامعية أغلقت بوجوههم أبواب العمل ، فضاقت بهم السبل أنهم أكراد ، ولوحق بعضهم بحجة انتمائهم الحزبي ، فلم يجدوا بدا من الرحيل :

نهبوا خوابي الزيت، يا أمي، و أكياس الطحين
هاتي بقول الحقل! هاتي العشب!
خطوات أحبابي أنين الصخر تحت يد الحديد
و أنا مع الأمطار ساهد
عبثا أحدّق في البعيد

فهرب الناس من الظلم ، وفتشوا عن أرض تساوي أرضهم لكن هيهات ، فالوطن مزروع في قلوبهم وعقولهم ولسان حالهم يردد قول الشاعر :

هل يذكر المساء
مهاجرا أتى هنا... و لم يعد إلى الوطن ؟
هل يذكر المساء
مهاجرا مات بلا كفن ؟

عينهم على أطفالهم بينهم يتوجب عليهم حسن تربيتهم وتأمين مستقبلهم ، وقلبهم في وطن يعتقل فيه كل من يبوح عن وجده .. وو وجدانه ..
وطن يعتقل جيش قمعه صبايا كالآنسة الملوحي ، وشيوخا ً مسنين كشيخ المعتقلين الأستاذ المالح ..

وطن بات فيه الخوف متلازم مع المواطن حتى الموت ، بات فيه الخوف من السجن والسجان هاجس كل السوريين السوريين وبشكل خاص الكرد منهم حيث يعتقل النظام الآن مثقفين كالأستاذ سيامند ابراهيم ، ومناضلين سياسيين كالأستاذين مصطفى جمعة وحسن صالح ، والكثيرمن رفاقهم وأصدقائهم ، إلى جانب الأستاذ هيثم المالح ، والآنسة المدونةة طل الملوحي ..
مما يتوجب فيها على جميع القوى الوطنية السورية أن تشدد النضال من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين أولا ، وإطلاق الحريات العامة ،والنضال من أجل الديمقراطية ثم النضال من أجل توفير مستلزمات الحد الأدنى من المعيشة لجماهير الشعب ، والعمل على توفير امكانيات الكفاية الذاتية بالتعاون مع الخيرين من أبناء شعبنا سواء داخل أم خارج الوطن .
فالهجرة انما ي لسببين هما : القمع وضنك العيش ، وفي هذا المجال أحب أن أشير لا أحمل النظام وجبهة زوره وحدهما المسؤولية ، وإنما أحملها لفصائل الحركة الوطنية ، وللمعارضة الوطنية لأنها أصيبت بداء الكرساح والثبات ، ومن الضروري تفعيل نشاطها حتى يتم تنفيذ مطالبها العادلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يرحب بالتزام الصين -بالامتناع عن بيع أسلحة- لروسيا •


.. متجاهلا تحذيرات من -حمام دم-.. نتنياهو يخطو نحو اجتياح رفح ب




.. حماس توافق على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار | #عاج


.. بعد رفح -وين نروح؟- كيف بدنا نعيش.. النازحون يتساءلون




.. فرحة عارمة في غزة بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة | #عاجل