الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افتح يا ويكيليكس

شوقية عروق منصور

2010 / 12 / 3
مواضيع وابحاث سياسية



صفات الدهشة والغضب والذهول والغيرة ( الغيرة فقط على المرأة التي تحمل شرف العائلة ) والثورة والرفض وغيرها من الصفات التي تزرع القلق والمواجهة ، تُحول الانسان الى حالة من حالات التأمل المجبول بالعزيمة والتصميم على التغير وقلب حياته .
اذ أن المواطن العربي في الدول العربية فقد هذه الصفات بعد ان وضعها في بنك التخاذل والخوف والاستسلام ، والهدوء النفسي والأمني الذي يتمتع فيه ، ليس ذلك الهدوء المرتبط بالرضى والقناعة ، بل هدوء الأقفال التي رميت مفاتيحها في البحر ، هدوء المياه الراكدة التي من شدة ركودها تعفنت ، هدوء الزنازين التي لطخت جدرانها بالدماء وعبارات التوسل بالكف عن الشبح والضرب .
الأنظمة السياسية العربية عبر قمعها وزنازينها المفتوحة وكبتها للحريات ربطت المواطن باللقمة ورغيف الخبز، حوّلته الى مجرد فم فارغ وقلعت اسنانه حتى لا ينهش ويعض حكامه وملوكه .
هذه الافكار وغيرها من التساؤلات الحزينة البائسة خرجت من جحورها وجلست امامنا بكامل اسوداد ذعرها التاريخي.
فقد سمعنا ورأينا عبر وسائل الاعلام والفضائيات الكثيرة وثائق و(يكيليكس )التي خرجت من بطن الديناصور الامريكي ، وزارة الخارجية، تكشف وتعري مواقف الساسة والسياسيين وتفضح بعض الزعماء والقادة العرب الذين دخلوا القن الامريكي المزين بالقوة ، قرروا ان يبيضوا هناك ذهبا ًيوزع من اجل نيل العشق الامريكي ، لكن البيض استعمل في صنع كعكة حرية التعبير الامريكية ،التي ترمي الكلمات والعبارات في ملاعب الصراحة والكشف .
ليست ثرثرة نساء "قال وقيل" وليست صرخات رجال في المقاهي واوراق مبعثرة عابرة ، ليست مواد إعلامية نمر عليها مر الكرام ، انها عناوين تكشف حقيقة تفكير الزعماء العرب وانجرارهم الذي يصل الى حد الحقد والغباء السياسي . وتكشف الى أي مدى يصل الانجرار والفساد والتحريض الدموي ضد دول مجاورة وصديقة – كما حرض الملك عبدالله ملك السعودية ضد ايران "الافعى" والتي طلب من الرئيس الامريكي "ان يقطع رأس الافعى " مع ان الحروب التي شنتها امريكا- بعد موافقة القادة العرب - ضد العراق وافغانستان اغرقت شعوب هاتين الدولتين بالدم والدمار والفوضى والفقر واللجوء والهروب والطائفية ..الخ
هؤلاء القادة لم يلتفتوا لمصلحة شعوبهم وباقي الشعوب العربية المثقلة بالآسى والهزائم ،لقد كانوا وما زالوا مجرد اختام مطاطية لتمرير المخططات الجهنمية الامريكية ، وها هي امريكا تنزع عنهم اوراق التوت ، تجعل عريهم موضة دبلوماسية هزيلة .
انهم زعماء يعانون من انفصام في شخصياتهم ، امام وسائل الاعلام وخلال المؤتمرات العربية ولقاءات المطارات والمباحثات يكونون بوجوه مصنوعة من طين الصداقة والود ومصلحة الاوطان ، وامام- كنغ كونغ –الآمريكي وجوه حاقدة تتقن نصب الفخاخ ودفن الديناميت في تربة الاوطان العربية .
مواقف مهزوزة ومحرضة ، لا نسمع اصواتهم الغائبة عن قضايا الامة ، لكن امام التحريض يتحولون الى حناجر ودسائس ، هذه هي صورة الزعماء والقادة العرب الذين يقودون الامة العربية .
إذ ان امريكا بالنسبة لهم هي الحضن الدافىء للأسرار ولكن هذا الحضن يفضحهم الآن ، اعتقد ان هذا الموقع (المرعب ) والذي تتسرب منه الوثائق كالشلالات الجهنمية يعرف طريقه جيداً ، الفضائح تنشر عمداً ومع سبق الاصرار والترصد ، ولا أظن ان الاميركان لا يعرفون ولا يستطيعون السيطرة على التسريب ، فهذه نكتة سخيفة لأن في مقدورهم وقفه ، وهم خبراء في صناعة القتل والسيطرة ومحو الوثائق وتدبير الخدع ونسج الأكاذيب .
عندهم الآف من شخصيات "جيمس بوند" و"شوازنجر" و"الرجل الآلي" و"بات مان" و" سوبر مان " و"توم كروز" صاحب المهمة المستحيلة و"بروس ويلز " الذي يخترق الفضاء ويسيطر على المخلوقات الأخرى ، شخصيات أوجدها الأمريكان وخلقوها لتكون على حال النمط الامركي القوي القادر على قهر الآخرين .
ان ملفات وزارة الخارجية ليست بهذه السهولة كي تنزل وتتنزه في موقع ويكيلكيس ، من وزعها ودفعها الى الخروج من ابواب السرية الامريكية ؟؟
نعترف ان الكشف تحوّل الى فضائح سياسية ، منها المضحك ومنها المذهل ومنها المجنون .
وما يهمنا الجانب العربي ، ولا نعرف هل نشر هذه الوثائق جاء لتحريك الشعوب العربية التي اصبح حكامها عبئا من العواجيز والديكتاتورية والتوريث وقد اصبحوا يحرجون القيادة الامريكية ؟ ويريد الامريكان تغيرهم؟ وهذه التسريبات برقيات للشعوب العربية لكي تقوم بالتغيير؟؟
نطمئن الإدارة والشعب الامريكي ان شعوبنا العربية محصنة ضد الغضب والذهول والفضائح التي تتعلق بالقادة وسلوكياتهم وسياساتهم ، نعم تنتفض الشعوب اذا اخطأت ابنة او اذا خانت زوجة زوجها او اذا قادت المراة سيارة و يبقى الغضب في دائرة المرأة التي تتمرد على المرسوم لها .
لقد مرت هذه الوثائق مرور الكرام لم يحاول أي مواطن ان يعرف او يحاسب على هذا الفساد والتصريحات ، القادة في واد بروجهم والشعوب العربية في اودية مسحوقة مهزومة محبطة .
(افتح ياسمسم) كانت الشيفرة التي يفتح بها علي بابا المغارة لكي يأخذ الكنوز ، لكن افتح يا ويكيلكس "نقولها " ونحن نضحك لأن نشر الفضائح لن يحرك ساكناً ، ضاعت العراق وضاعت قبلها فلسطين ، دول عربية كسوريا ولبنان تحيا بين فكي القرش الامريكي والاسرائيلي ، وفي ذات الوقت التآمرالعربي مازال مستمراً ويحيك المؤامرات .فالنظام العربي الذي يقتل نظاماً عربياً آخر خيراً يره ،والنظام العربي الذي لا يطيع امريكا شراً يره .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع اليابانية رفضا لشراء طائرات مسيرة م


.. عادل شديد: مسألة رون أراد تثير حساسية مفرطة لدى المجتمع الإس




.. دول غربية تسمح لأوكرانيا باستخدام أسلحتها لضرب أهداف داخل رو


.. ما دلالات رفض نصف ضباط الجيش الإسرائيلي الاستمرار بالخدمة بع




.. أهالي جباليا يحاولون استصلاح ما يمكن من المباني ليسكنوها