الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشتار : بورتريه شعري ..

عبد العظيم فنجان

2010 / 12 / 3
الادب والفن


لستُ مَن يفتح لكَ ، وليس هذا بابي .

لا أسكنُ هنا ، كما أن الطرق الصحيحة ، كل الطرق والإشارات ، التي تؤدي إلى مسكني ، تنتهي من غيرأن تفضي إلى مكان .

أنا فكرة ٌأقدمُ من الأفكار ، لا أعرفُ مَن أطلقني .

لي في كل بحر ، في كل نهر ، في كل نبع ، في كل شريان ، في كل نسغ ، قطرة ٌ ، لكن البشر ، وحدهم ، جسمّوني على هيئة من لحم ودم .

قالوا : في شوارعنا تمشي ، وعلى أسرّتنا فقط تنام هذه المرأة ، التي من ثدييها يرضعُ العالمُ حليبَ طفولته ، و يخصّب أرضَ رجولته بسماد غريزتها ، فأعطوني في كل مدينة اسما ، حتى صرتُ قبيلة من النساء ، تتفرع مني قبائل وبلدان .

تحترق بإسمي مدائن ، تنهضُ حضارات ، وأنا هنا وهناك ، خارج الحدس وخلف التوقعات ، اواصل هبوبي من كل مكان .

صرتُ عدة أقفال ، وأنا مفتاح واحد ، لكن هيهات ، لا وجه لي :

أسيرُ ضائعة بين تماثيلي الكثيرة ، بين عشاقي ومعابدي ، بين الحانات والمقاهي والميادين وساحات المعارك ، وأقرأ شِعرا لا يمس انساني الداخلي ، فلستُ امرأة بعينها .

إن مرَّ طيفي بروح هذا أو مسّ خاطري قلبَ ذاك ، إن تنقلتُ بين الصعاليك والأنبياء والشعراء ، فلأن مَن فطرني قدّر أن أبحثَ ، في أعماق هؤلاء ، عن كينونتي .

لست عصيّة ولا ممكنة ، ومَن أغرم بي ، مَن صيّرني عاهرة طائشة في كل ميناء ، مَن عبدني آلهة في الأديان ، أو مَن نحتني امّا تهدهدُ منامه ، فلأنه لا يجد إجابة عن مغزى وجوده : يكتبُ نفسه مَن يكتبني ، لأنني خالدة لا أموت .

القلب المكسور يأنس بدفئي ، و الاعمى يستطيع ، وحده ، أن يراني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا