الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأخطر ليس إغلاق -ويكيليكس- بل استمرار ممارسة السلطة بديكتاتورية ناعمة

مصطفى لمودن

2010 / 12 / 4
الصحافة والاعلام


أعلن مسؤول عن موقع "ويكيليكس" قبل قليل مساء الجمعة 3 دجنبر أن الموقع قد أغلق، هذا ما ظهر في شريط أخبار قناة BBCاللندنية.. للموقع الآن أعداء كثيرون، ومنشئه جوليان أسانغ ذكر أنه مهدد بالاغتيال، وفعلا فقد دعا مسؤول كندي علانية إلى اغتياله. لقد أصبح للموقع بعد نشره لكل هذه الوثائق السرية حول العالم أعداء كثيرون يتمنون اختفاءه سواء سرا أو علانية، لقد أحدث ضررا فاعلا بدول وشركات كبرى.. لكن هل بمجرد اختفاء الموقع أو حجبه سينتهي الأمر؟
لقد أصبح العالم الآن أمام نوع جديد من نشر الأخبار، وقد تفتح مواقع أخرى لنفس الغرض، انطلت الشرارة ومع قليل من الجرأة يمكن أن تظهر مواقع أخرى، فليس غير جوليان أسانغ من يمكنه فعل ذلك، وقد رأيته بإحدى القنوات التلفزية جد متحمس لعمله، واعتبر ذلك نضالا بشكل آخر، وقال أن ما يقوم به من نشر عمل قانوني حسب استشارات مختصين من بعض الدول، وبالتالي يجب إطلاع الجمهور على تلك المعلومات على حد قوله…
فهل نشر المعلومات السرية نضال؟
أكيد، فهو وجه آخر من النضال، لقد ظهر كثير من الزعماء والمسؤولون بوجه آخر بدا أحيانا أكثر سوءا، فهم(المسؤولون) ليسوا فقط مدافعين عن مصالح بلدانهم ، بل منتهكون لقيم ادعوا أنهم يدافعون عنها، وأظهروا قابليتهم لارتكاب الحماقات، واستعمال أي وسيلة ممكنة لتحقيق الغرض المطلوب، ولو كان ذلك ضد بعض القيم التي يصرحون بها علانية، سواء في التجسس على الآخرين ولو كانوا دبلوماسيين لدى بعثة الأمم، أو استعمال التدليس والرشاوى من أجل مصالح تجارية، أو تزويد آخرين بمعلومات خطيرة قد تضر بالبلد ككل كما يروج في لبنان حول تعامل مسؤولين مع إسرائيل.
وفي نفس الوقت ظهر أن كثيرا من المسؤولين غير واضحين في تصرفاتهم وهم "يحكمون" أو "يدبرون" قضايا دولهم.. وظهر ضعف مشاركة المؤسسات المنتخبة في جل دول العالم، بما فيها البرلمانات والقضاء، كما أن قلة من المسؤولين البيروقراطيين يتصرفون كما يحلو لهم، وبأفعالهم التي يعتبرونها "مبادرات" تدخل ضمن شغلهم الخاص، يمكنهم بذلك إن يجروا العالم بأسره نحو أوخم العواقب، سواء التسبب في أزمات اقتصادية وحتى إشعال الفتن والحروب.
ظهر كذاك أن بعض الدول تبحث عن المعلومة كيفما كانت، ولا تهمل حتى"صغائر الأمور" كأذواق المسؤولين وحياتهم الخاصة وما يجري في الصالونات وما يروج في الصحف واتجاهات الرأي العام.
إننا فعلا أمام مشكلة….
ليست هي إغلاق الموقع.. بل في شكل تدبير السلط، كل السلط وفي مختلف الدول. وهو ما يجب الانتباه له قبل فوات الأوان. فهل سيفتح نشر معلومات سرية عهدا جديدا في إعادة النظر في السلطة والهامش الغامض الذي تتحرك داخله حتى في "الدول الديمقراطية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط