الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من حق صدام أن يدعي أنه كان علي حق!!

عمرو اسماعيل

2004 / 9 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أرجو ان يسامحني كل الاخوة العراقيين فيما سأقوله .. ولكنه قول يجب ان يقال .. فما يحدث في العراق الآن يصب في مصلحة ما كان يفعله صدام للأسف ويثبت أنه كان علي حق , فما يفعله ملثمي العراق من خطف وتفجير سيارات وقتل الآلاف من المدنيين العراقيين الغلابة والانفلات الامني في جميع النواحي يثبت لصدام والمتعاطفين معه من محبي الاستبداد أنه كان محقا في التعامل بقسوة و عنف مع الشعب العراقي لضمان ان يكون الولاء له وليس للعشيرة والقبيلة والعرق والمذهب والطائفة .
لماذا كان صوت هيئة علماء المسلمين خافتا ولا يسمع له ألا صوت تمجيد صدام وحزب البعث .. ولماذا لم نسمع صوت من هم علي شاكلة مقتدي الصدر في عهد صدام ولماذا لم تظهر المليشيات المسلحة المسماة جيش المهدي الا بعد رحيله ..هل كان شيعة العراق يرفلون في رغد العيش ايام صدام وهم الآن لا يستطيعون أداء مناسك شعائرهم .. وأهل الفلوجة والرمادي وكل النشامي من ابطال المقاومة الذين يثبتون بطولتهم بخطف النساء والصحفيين .. هل كان يجرؤ اي منهم ان يرفع صوته اويقترب من اي صحفي او اجنبي او اجنبية في عهد صدام ..هل كان الحجاب يملأ شوارع بغداد ايام صدام وليس شوارع باريس ليعترضوا الآن علي منع الحجاب في مدارس فرنسا .. وهل لم يكن هناك اختلاط في الجامعات والمصالح الحكومية في عهد صدام .. السيدة الاولي للعراق نفسها وبنات صدام انفسهم لم يكن محجبات فلماذا لم ترتفع عقيرة من يدعون الغيرة علي الاسلام ليجبرون صدام علي فرض الحجاب في المدارس والجامعات والمصالح الحكومية وشوارع بغداد ومنع الاختلاط في الجامعات .
لماذا لم يكن يجرؤ اي عربي داخل العراق ان يرفع صوته في بغداد الا تمجيدا لصدام وبطولاته أو كان مصيره ترحيله الي بلاده في نعش أن لم يدفن في أحدي المقابر الجامعية التي كانت تنتشر في طول العراق وعرضها .
أن اي عراقي يعرف ان ما يحدث في العراق الآن ليس له علاقة من قريب اوبعيد بالمقاومة والجهاد وكل هذه الشعارات ولكنه محاولة من كل من الطوائف والمذاهب والعشائر والاحزاب السياسية بل والدول المجاورة ان تفرض بالقوة والارهاب دورا لها في عراق ما بعد صدام ومابعد الاحتلال او الدفاع عن مكاسبها ايام صدام ..
ان المقاومة ضد المحتل والتي تعرفها وتصونها المواثيق الدولية والشرائع السماوية هي المقاومة التي تواجه جنود الاحتلال من عسكريين ولا تستهدف المدنيين سواء من الشعب العراقي او من الاجانب العاملين في مجال الاغاثة الانسانية او في المجال المدني لاعمار الغراق من شركات مقاولات او نقل او خلافه ولا من الصحفيين الذين أتوا لتغطية احداث العراق حتي لو كانوا أمريكان وليس من فرنسا التي وقفت ضد الحرب علي العراق .
المقاومة الحقيقية هي التي تساعد في بناء مؤسسات الدولة واستكمال العملية السياسية التي تؤيدها الامم المتحدة وتضفي عليها الشرعية الدولية في خطوات متلاحقة تنتهي بحكومة حرة منتخبة تستطيع التفاوض لانهاء الاحتلال وتتكلم باسم الشعب العراقي كله لا باسم السنة او الشيعة او الاكراد او جماعات الهوس من كل حدب وصوب تلك التي تؤيدها ايران او سوريا او القاعدة او اي دولة تري مصلحتها في بقاء العراق ممزقا غير مستقر يرزح تحت الاحتلال وتحت الارهاب وتحكم الشارع فيه عصابات تطلق علي نفسها اسماء عدة تدعي علاقتها بالدين سنية كانت أم شيعية رغم انها في النهاية مجرد عصابات تضر بالعراق وشعبه الذي قدر عليه ان يعاني علي ايدي حكامه وثواره و محتليه .
أن كل من يساعد علي ابقاء الوضع الامني في العراق منفلتا هو يعمل ضد مصلحة الشعب العراقي مهما ادعي العكس ومهما ادعي المقاومة او الجهاد .
ففي أي شريعة دينية يصبح الخطف والنحر وقطع الالسنة والاطراف جهادا او مقاومة ..وفي اي شريعة و أي دين يصبح خطف النساء اللاتي أتين الي العراق لمساعدة الاطفال والمرضي والمتضررين من الحرب جهادا او مقاومة .. واي مقاومة تلك او أي دين التي تغرر بشاب مهووس دينيا ليفجر نفسه وسط مجموعة من المدنيين ليقتل نفسه وكل من شاء حظه العثر ان يكون متواجدا بالصدفة ويهدم المباني والمحلات علي رؤوس أصحابها ليحرم الشعب الغلبان من مصدر رزقه .
واين الحكومة المؤقته التي من واجبها تحسين الوضع الامني لضمان الوصول بالعملية السياسية الي نهايتها الطبيعية وهي انتخابات حرة تأتي بمجلس تشريعي ودستور وحكومة دائمة ..ان الحكومة من واجبها ان تضرب بيد من حديد علي كل من يحمل السلاح بطريقة غير شرعية ولا تتهاون مع اي ميليشيات مسلحة ولا تتفاوض مع قادتها ..فكلها ميليشيات غير شرعية يجب ان تسلم سلاحها وتنخرط في العملية السياسية ان ارادت ان تشارك في صنع مستقبل العراق او تعتبر خارجة عن القانون والشرعية وتعامل مثلما يعامل اي مجرم يخرق القانون ويعتدي علي الابرياء .. يقبض علي قادتها واعضائها ليحاكموا ويزج بهم وراء القضبان حيث مكانهم الطبيعي .
وأين الشعب العراقي .. ان اي مواطن عراقي يساعد او يتستر علي هذه الجماعات سواء خوفا او طمعا هو مشارك في الجريمة وللأسف يثبت ان صدام كان محقا في معاملة الشعب بقسوة وعنف وحرمانه من الديمقراطية .. ان اي متستر علي ما يحدث في العراق الآن من جرائم تقترف باسم المقاومة او الاسلام وهما منها براء ..هو في الحقيقة يؤكد ان صدام كان محقا و أن الشعب العراقي لايؤمن الا بديمقراطية المشانق والسجون والسيارات المفخخة .
أن ما يحدث في العراق الآن ان كانت تصل انبائه الي صدام في معتقله قطعا يسعده ويؤكد له كم كان محقا و بجعله يعيش في اوهام بطولاته الكاذبة و أيمانه اننا شعوب لاينفع معها الا السوط والسيف ,, أما الديمقراطية والانتخابات و احترام حقوق الانسان فهي مفاهيم لاتعني بالنسبة لنا شيئا الا ان تكون موضوعات للمقالات الصحفية ووسائل الاعلام للأستهلاك المحلي .
الحقيقة المرة ان ما يحدث في العراق الآن يثبت ان صدام كان محقا مثلما كان الحجاج بن يوسف الثقفي ومثلما كان كل طاغية في اي بلد عربي .
أن ما يحدث في العراق يدمي القلب ولكنه للأسف يثبت اننا نستحق حكامنا المستبدين لاننا شعوبا لا نخاف الا من السيف وعندها نصبح خرافا لانجيد شيئا الا التغني بامجاد الحاكم ومواهبه وعبقريته .
من حقك ان تسعد يا صدام فالشعوب العربية بلا استثناء تثبت انك كنت محقا فنحن لا نستحق الا الأبطال ممن يبنون أمجادهم علي جماجم ضحاياهم من الشعوب وتاريخنا مليء بمثل هؤلاء الابطال .
لشعب العراق ولنا جميعا الله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله يهدد باستهداف مواقع جديدة داخل إسرائيل ردا على مقتل


.. المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي يبحث اليوم رد حماس بشأن الت




.. مصادر فلسطينية: ارتفاع عدد القتلى في غزة إلى 38011 | #رادار


.. الناخبون البريطانيون يواصلون الإدلاء بأصواتهم لاختيار الحكوم




.. فرنسا.. استمرار الحملات الانتخابية للجولة الثانية للانتخابات