الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أقتلوا أرهابيا أسمه ألفقر

كمال سيد قادر

2004 / 9 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أعظم ما قرأته عن ألفقر هو قول علي بن أبي طالب رضى ألله عن (لو كان ألفقر رجلا لقتلته). أنه قول فى قمة ألعبقرية لأن ألفقر هو مصدر أكثر آلام ألبشرية حيث انه يطوق طاقات ألأنسان ألكامنة و يجعله من ألصعب تحقيق طموحاته و ألفقر هو بحد ذاته صفعة بوجه مساواة أبناء ألبشر فى ألحقوق و ألتمتع بألحياة. و هو ألآن أيضا ألحد ألفاصل بين ألدول و داخل ألشعوب حيث توصف ألدول بألغنية و ألفقيرة و ألشعوب مقسمة ألى طبقات عليا و سفلى و ألمعنى هنا ألأغنياء و ألفقراء و لهذا يشكل ألفقر بؤرة تصعد منها ريحة ألكراهية و ألحقد بين من ولدوا مساوين فى ألحقوق و ألواجبات و لكن سوء توزيع ألموارد يقسمهم ألى عليا و سفلى.
فمن ألبديهي أذا بان يحاول من يشعر بأن ألفقر أصبح عائقا فى طريق تحقيق طموحاته و مصدرا لأحباطه ألأفلات من هذا ألفخ ألمصطنع ألذي وقع هو صدفة فيه لأنه لم يخير قبل ألولادة بين ألفقر و ألرفاهية. و بما أنه ليس سهلا لكل من يريد أنقاذ نفسه من حفرة ألفقر فلابد له أن يمد يده و ينظر ألى حوله ليجد من يسحب بيده من بنى أخوانه ألبشر ليخرجه منها. فهو ربما يفلح فى هذا و يقابل ناسا خيرين أفرادا كانوا أم منظمات أو حكومته أو لسوء حظه يجد من يوقع به فى حفرة أكثر عمقا و خطورة يستحيل عليه هذه ألمرة حتي ألأستنجاد بألآخرين. ألمنظمات ألأرهابية فى ألعالم ألتي تعجز عن تحقيق أهدافها بألطرق ألشرعية كألوصول ألى ألحكم عن طريق ألأنتخابات أو تعبئة ألجماهير للضغط على مراكز ألقرار داخل ألدولة فهى تلجأ الى ألعمل فى ألظلام و تتخذ ألعنف ألأعمى منهجا لها ضد أهداف عشوائية على شكل عمليات جبانة يذهب ضحيتها ألأبرياء ألعزل عن ألسلاح لأن جبن ألأرهابيين يجعلهم يهربون من ألمواجهة ألمسلحة ألمباشرة. فألأرهاب هو كجراثيم ألأمراض لا تنمو الا فى ألمستنقعات و لهذا يشكل ألفقر بؤرة لنمو ألأرهاب مستغلا ألشعور بألأحباط لدى ألذين مدوا أيديهم ليجدوا من ينقذهم من ألمصير ألذي لا يستحقه أى بشر فهم لم يجدوا ألى أيادى هؤلاء ألأشرار. أية منظمه أرهابية مهما كانت مواردها ألماليه وفيرة لا تستطيع طعن ألمجتمع من ألخلف أذا لم تجد أرضية خصبة فى ألمجتمع للنمو. هذه ألأرضيه هو ألفقر ألذى يمكن أن ينتج أناسا لا يجدون أصلا معنا لحياتهم فأذا وجدوا من يوفر لهم عذرا لأنهاء حياتهم يصبحون فريسة ألنمظمات ألأرهابية ألتى لها خبرة طويله فى أساليب ألخداع حيث تختفى وراء شعارات براقة كألعدالة و ألمساوات و رفع ألظلم لكنها ليست الآ آلة تحركها أياد خفية تسعي ألى تحقيق مصالحها أو حتى ألربح ألمادي كما تثبت لنا عمليات أختطاف ألعراقيين و ألأجانب و ألمطابة بفدية مالية من أجل أطلاقهم. فمن يفجر نفسه من أجل هؤلاء أذا كان يعرف قيمة لحياته. فهذا ألأنسان كان يريد فى ألأصل أنهاء حياته فى كل ألأحوال للتخلص من آلامه و لكنه يحتاج ألى عذر كي يشعر بأنه يموت من أجل هدف نبيل.

ألربط بين ألفقر و ألأرهاب أو بألأحرى أعتبار ألفقر ألمصدر ألأول للأرهاب شغل أفكار ألكثير من ألمفكرين و ألسياسيين ألبارزين فى ألعالم ألحاضر. يكفينا أن نذكر ثلاثة من حاملى جوائز ألنوبل للسلام أشاروا ألى ألفقر بكونه بؤرة للأرهاب فى ألعالم و هم ألقس ديسمونت توتو من جنوب أفريقيا و دالاي لاما من ألتبت و كيم داي يونج من كوريا ألجنوبية. ألربط بين ألفقر و ألأرهاب لن يغيب أيضا فى تصريحات ألشخصيات ألبارزة فى ألمنظمات ألدولية ألمعنية. هذا هو كوفى أنان ألسكرتير ألعام لمنظمة ألأمم ألمتحدة يقول فى قمة ألأمم ألمحدة لرؤساء حكومات و دول ألعالم فى سنة 2002 : نحن نعيش فى عالم واحد ليس عالمين و لا أحد فى هذا ألعالم يستطيع أن يعيش بسلام و فى أمان حيث يعيشوا ألآخرين تحت ألأظطهاد و ألحرمان. و لعل رئيس منظمة ألتجارة ألدولية ميكائيل مور يعرف بحكم طبيعة عمل منظمته ما يمكن للفقر أن يسببه فى ألمجتمع حيث يقول فىهذا ألصدد: ألفقر بكل أنوعه و أشكاله هو ألخطر ألوحيد على ألسلم وألأمن و ألديمقراطية و حقوق ألأنسان و ألبيئة.

ألعراق هو جزء من ألعالم ألذي يتكلم عنه هؤلاء ألمفكرين و هو أصبح ألآن هدفا لشتى أنواع ألمنظمات ألأرهابية ألدولية و ألمحلية تحصد يوميا أرواح ألأبرياء من هذا ألبلد و خارجه و هذا ألأرهاب أصبح أليوم ألعائق ألأكبر أمام ألتطور و أستغلال ألموارد ألطبيعية ألوفيرة لخدمة ألشعب و يحاول نسف عجلة ألعملية ألديمقراطية فى ألعراق. فأذن لا بد أن يكون فى ألعراق أيضا ربط بين هذا ألأرهاب و الفقر و ألبطالة ألمنتشرة فى ألعراق حيث تصل نسبة ألبطالة ألى أكثر من 30% و أكثرية ألسكان تعيش تحت خط ألفقر و حسب تقارير مكتب ألأمم ألمتحدة لتنسيق ألمساعدات ألأنسانية فى ألعراق يوجد تسرب تلاميذ ألمدارس لأنهم مظطرين للعمل فى مجالات تضر بنموهم و صحتهم لمساعدة عوائلهم ألمحتاجة ما عدا أقليم كوردوستان ألذى ينعم بأستقرار نسبى و ألأكثريه فيه هم فوق خط ألفقر ألآن. هناك ألكثير من ألشباب فى ألمدن ألعراقية يتسكعون فى ألأزقة و ألمقاهى و ربما يصبحون فريسة لمنظمات أرهابية أو ميليشيات مسلحة لم تتجرأ رفع رأسها فى ظل ألنظام ألبائد أو كانوا أفرادها جزأ من ألآلية ألقمعية للنطام ألسابق. ألفقر وألأرهاب يشكلان دائرة شيطانية حيث يغذى ألفقر ألأرهاب و يولد ألأرهاب بدوره فقرا أكثر. و لذلك تجفيف مستنقع ألفقر فى ألعراق هو بحد ذاته أكبر وسيلة لقطع جذور ألأرهاب و تفكيك هذه ألدائرة ألشيطانية . صرف ألأموال ألطائلة على مكافحة ظاهرة ألأرهاب يؤدى ألى كبح عوارضه و لكنه لا يؤدى بألضرورة ألى قلع جذوره و هذا هو ألأهم. صرف هذه ألأموال لا يتم ألا على حساب ألخدمات ألأساسية و ألأجتماعية. فأن معركة قهر ألأرهاب فى ألعراق تجب أن تبدأ فى قاعات ألمدارس، ردهات ألمستشفيات، برنامج تامين ألتغذية، توفير نظام ألضمان ألأجتماعي، برنامج محاربة ألبطالة و توفير ألحد ألأدنى للمستوى ألمعيشي للعاطلين عن ألعمل. هذه ألأجراءات هى أكثر فعالية من فوهات ألمدافع. و لعل تجربة كوردوستان فى مكافحة ألأرهاب ألذى كانت تعانى منه مفيدة جدا للعراق ككل حيث بعض ألأجراءات كرفع مستوى ألمعيشة و برنامج توفير ألسكن و تشغيل ألشباب أدى ألى تراجع ألعمليات ألأرهابية بشكل كبير جدا. و بألعكس نرى تجارب دول أخرى قوية جدا عسكريا و غنية فى مواردها و لكنها أعتمدت فقط على أستعمال ألقوة لقهر ألأرهاب فشلت فى مساعيها هذه و واجهت أساليب أعنف للأرهاب لأنها عالجت ألعوارض و ليست ألجذور. فألعراق لا يستطيع أن يكون أقوى و أغنى من هذه ألدول ألتى لا تزال تعانى من ألأرهاب و لذا يجب أتباع طرق غير كلاسيكية لتجفيف بؤر ألأرهاب و هذا يبدأ بمحاربة ألفقر و هذا ممكن لأن ألعراق هو دولة غنيا جدا فى ألموارد يمكن أن توفر ألعيش ألكريم لكل مواطنيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ