الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا سارتاه

رياض الحبيّب

2010 / 12 / 5
الادب والفن


يا سارتاه

ها قد شعَـرْتِ بحالتي

شكراً لمَعْـدِنِكِ الأصيل

أبقى مديناً ما طلبْتِ إليّ

بالشكر الجزيل

شاركتِني بالحبّ والفرح القليل

وحَمَلتِ شيئاً من هموم رسالتي

ورضِيتِ بالسَّفـر الطويل

*

يا سارتاه

ما كنتُ أدري أنّ في عينيكِ تاريخ القريض

وجَمَالَ قافيةٍ يَحارُ بوزنها عِلمُ العَـروض

سأخطّ بالقلم العريض

إنّي أحبّكِ

لستُ أدري أيّ شعْـر أطلق الشعراء

في زمن النهوض

لِمَ يلجأ الشعراءُ في وطني

إلى درب الغـموض

من حقّهم أن يرفضوا طقساً

وأن يتجنبوا بعض الفروض

من حقّهم أن ينفروا ويجابهوا

فالشعْـرُ يعني ثورة

لا شِعْـرَ من دون النقيض

**

يا سارتاه

لهفي على فنّ يضيع

والناسُ مختلف الفصول

كما الربيع

تمضي إلى ساح الفـنون

تُثـني على السِّـحـر البديع

تتسلّـق السُّـورَ المنيع

ما لم تهدّ السُّـور فوق بُناتِهِ

وحُماتِهِ وقضاتِهِ

حدّ الجنون

***

يا سارتاه

ما أطيب الخمر المُعَتـقة الأصيلة

هذا المساء يزورنا شيخ القبيلة

نسقيهِ منها

ما لنا في الأمر حيلة

فإذا رآى الدنيا تضوءُ بنار رشفتها الثقيلة

لامَ الشريعة لاعِـناً

سخـف الفضيلة والرذيلة

واٌستنكر التكبير والتفجير والتهجير

من لدُنِ الوسيلة

ليُذيعَ معجزة النبيذ

في نشوة الطعم اللذيذ

****

يا سارتاه

ما قلتُ آه

لولا غرابة طبع ذلكُمُ الإله

بئسَ الإلهُ المُستلِذّ بخمرِهِ

فوق المياه

فإذا تباهى

رُبّ صِنفٍ ما يفيضُ لديهِ

فالدّنيا مُنـوَّعة الصنوف

ووسائلُ التقطير راقـيةٌ لديها

إنّ سائلها نظيف

في ريفـنا الصيفيّ تصطفّ الخوابي

بالألوف

من خير أنواع الكـروم

تشدّ نكهتها الأنوف

يا سارتاه

كم قلتُ آه

لمّا رأيتُ الله مسروراً بسكرتِهِ

ولفتِ الإنتباه

هو ذا يرانا نحتسي خمراً

وظنّ جهالة

أنّا عُماةٌ لا نراه

فإذا اٌشتهى ما نشتهي

فالأرضُ أشهى مِن سَـمَاه

يا سارتاه

آهٍ فآه

*****








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع كعادتك
زهير دعيم ( 2010 / 12 / 5 - 11:51 )
اخي الشاعر المرهف الحسّ رياض الحبيب ..
شعرك رائع كالعادة وهمساتك شفّافة ولسعاتك نحلّية الوخزات..وانسانيتك فوق الفضاء تحوم في محراب المحبّة الضافية.
دمت مبدعا.


2 - كعادتك
يوسف المصري ( 2010 / 12 / 5 - 15:57 )
متألق ومتمكن فى اللغة كعادتك
تحياتي


3 - أخي الكاتب زهير دعيم: ما أطيب ذوقك
رياض الحبيّب ( 2010 / 12 / 5 - 18:27 )
إن كلماتك العسليّة وكروم الجليل سيّان، كلتاهما تنبض بالحب وتُفرح القلب
هنيئاً للجليل بمحبتك ولكرومه بقلمك ولقصيدتي بمرورك واهتمامك الكريمَين
مع أطيب التحيات والتمنيات


4 - الأخ الغالي يوسف المصري: أحسنت
رياض الحبيّب ( 2010 / 12 / 5 - 18:38 )
لقد سرّني مجدداً اهتمامك الكريم ولفـتني حسن تذوقك مشكوراً
أبادلك التحية مع أطيب التمنيات


5 - أخي العزيز رياض الحبيب
مرثا فرنسيس ( 2010 / 12 / 5 - 18:58 )
كلما قرأت كلماتك، لمست فنون وروعة الكتابة في مدرسة ابداعك
لك تقديري واحترامي


6 - إله غريب
منتظر بن المبارك ( 2010 / 12 / 5 - 19:37 )
تحية للشاعر الرائع، وبئس الإله الذي يترنح فرحا بالدماء المسكوبة والأطراف المبتورة. أ إله أم شيطان ذاك الذي يهدي الموت لمريديه والغم لطالبيه. يحرم الخمر ويحلل القتل، يحرم الربا ويقترض به، يرجم الزانية وهو يدير ماخور المتعة والبغاء. يكره الجميع ويوقع بينهم العداوة والبغضاء. يأمر جنوده بالسجود للإنسان الذي خلقه في كبد. إله برع في الكيد والمكر والاستهزاء، ياله من إله
تقديري واحترامي للأديب المتميز


7 - شكرا على امتاعنا بفنك الرفيع
تي خوري ( 2010 / 12 / 5 - 21:20 )
شكرا على امتاعنا بفنك الرفيع


8 - معدنكما اصيل
نور المصرى ( 2010 / 12 / 5 - 22:05 )
الرب يجعلكما سعداء طول الايام ... والمعدن الاصيل هو مايظهر فى كلاكما ..
لااستطيع ان اصف كلمات شعرك الرقيقه الثاقبه الحانيه والملتهبه .
تحيه لك ايها الاستاذ انت ومحبوبتك الاصيله.


9 - هل هذه من المعلقات الثمانيــة ؟
جيمس بيتر ( 2010 / 12 / 5 - 23:49 )
رائع ..جدا ..نفحات شعرية و كأنها نسيم عليل في هذا الجو الحار الخانق
المليء بالاحزان والاحباط
دام قلمك و دامت سـارة


10 - الكاتبة الموهوبة مرثا: أحسنتِ- شهادتك ذكية
رياض الحبيّب ( 2010 / 12 / 6 - 10:01 )
لقد وضعتِ إصبعك على جرح عميق غائر في زمن تعدى ثلاثة عقود. أتذكر اثنين من تلاميذ هذه المدرسة كانا صديقين- كما ظننت- وصلا إلى مركز ثقافي يُشار له بالبنان، بعد سنين من تعليمي لهما أصول الشعر وتشجيعي. لكنّهما نسيا تلك السنين بل تناسيا وتفادى كل منهما أن ينشر لي مادة واحدة في المركز المذكور بدون مبرر
دعيني بهذه المناسبة أن أنسب فضلاً لصاحب الفضل الذي نالت هذه المدرسة قبولاً في أحد محاوره الهامّة والرئيسية- الأدب والفن- وربّما نالت استحساناً. قلتُ إنّ صاحب الفضل هو الحوار المتمدن، سواء شاء أحبّائي وخصومي أم أبوا
لعلّ ما تقدم يصلح بذرة لمقالة جديدة في مناسبة حلول الذكرى التاسعة لتأسيس الحوار المتمدن

أحيّيكِ أيتها الغالية مرثا
وأبادلكم أسمى آيات المحبة والتقدير والإحترام


11 - الأخ الغالي منتظر بن المبارك: ترجمتك دقيقة
رياض الحبيّب ( 2010 / 12 / 6 - 10:03 )
إنّ ما تفضلت به كان ترجمة دقيقة لعدد من الملامح الغريبة للإله المقصود في القصيدة
أحيّيك على مداخلتك الكريمة والمميّزة
وأبادلكم أسمى آيات المحبة والتقدير والإحترام


12 - الأخ الكاتب تي خوري: هذا من حسن ذوقك
رياض الحبيّب ( 2010 / 12 / 6 - 10:04 )
بل الشكر لكم على التفضل بالمرور والإهتمام
ودعني بالمناسبة أشهد لذوقك الرفيع
مع أطيب التحيات والتمنيات


13 - الأخ الغالي نور المصري: هذا من أصالة معدنك
رياض الحبيّب ( 2010 / 12 / 6 - 10:05 )
لقد سرّني دعاؤك الكريم كما سرّتني شهادتك السخيّة وحسن تذوقك
ولقد لفتني أنك في غالبية مداخلاتك تتناول جانباً لم يسبقك إليه أحد
أهنّئك وأبادلك أسمى آيات المحبة والدعاء
الربّ يسوع يرعاك والعائلة الكريمة
لكم من الحبيبة سارة ومني أطيب التحيات والتمنيات
مع فائق التقدير


14 - العمّ الغالي جيمس بيتر: شهادتك وسام شرف
رياض الحبيّب ( 2010 / 12 / 6 - 10:06 )
لقد مضى حتى الآن حوالي خمسة عشر قرناً على زمن المعلّقات
وقد راودتني فكرة اختيار “مُعلّـقات حديثة” من قصائد لشعراء وشاعرات من هذا العصر
مثلما قام عدد من الشعراء باختيار أحلى قصائد الحبّ
سوف أطرح هذا الموضوع للحوار لاحقاً وقريباً مع بداية العام الجديد
تاركاً التصويت عليه للقرّاء الكرام
دامت مشاركاتك الكريمة ودام حسن تذوقك
لكم من الحبيبة سارة ومني أطيب التحيات والتمنيات
مع فائق التقدير


15 - شاعرنا الراقي ابدا رياض
Jenny Hayek ( 2010 / 12 / 8 - 14:39 )
هذا ما جمعه الرب ..فليبق للأبد
يا سارتاه
شعر ولا أرقى..
كم أنا سعيدة لسعادتكما
كم هوشيء جمبل وراقي
انك تُعلن للملأ محبتك وسعادتك برفقة
الغالية سارة زوجتك ، بشعر رقيق مهذب
كل الإحترام والتقدير

اخر الافلام

.. فرحة وأماني وخطط لمستقبل.. كيف تفاعل الفنانون السوريون مع سق


.. الخارجية السورية: العمل مستمر في جميع الممثليات الدبلوماسية




.. لما أحمد أمين وحمدي المرغني يمثلوا في فيلم واحد ?? يا ترى هي


.. السيدة انتصار السيسي وقرينة سلطان عُمان تزوران دار الأوبرا ا




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: على الحلوة والمرة أشت