الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الساكت عن جريمة خانقين شيطان أخرس و عنصري حاقد

هشام عقراوي

2004 / 9 / 20
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


قد لا يكون الجميع يدركون ما المقصود بجريمة خانقين لأن الاعلام العربي و الاسلامي و العراقي لم يتطرق لتلك الجريمة لسبب واحد فقط وهو أن الضحايا هم من الكرد وقوميتهم كردية و ينتمون الى الامة الكردستانية. حتى القله القليلة الذين تطرقوا الى الخبر قالوا أن الضحايا هم عراقيون في محاولة خبيثة للتستر على هذه الجريمة العنصرية النكراء بحق شباب لم يرتكبوا ذنيا سوى أنهم كرد ومن أهالي مدينة خانقين البطلة.
كوكبه من شباب خانقين البطلة من الذين أختاروا أن يخدموا مدينتهم ووطنهم عن طريق الانتساب الى الشرطة العراقيه، كوكبة مؤلفه من 12 شخصا قتلوا داخل مدينة بعقوبة و بتنسيق مباشر بين الجهات الرسمية في مدينة بعقوبة والارهابيين والخونة. لماذا أقول بتنسق بين الجهتين؟ لأن شرطة بعقوبة هم الذين أجبروا سيارة الضحايا دونا عن كل الذين أتوا الى المدينة للتسجيل ذلك اليوم بالتوجه الى ذلك الشارع الذي تعرضت فيه سيارتهم للهجوم وقادوهم الى هناك عنوة وذلك بعد سلسلة من مسرحيات (تعال باجرالمستمسكات مو كامله) من أجل أن يستعد الارهابيون و ينسقون فيما بينهم لتنفيذهذه الجريمة.
فالجريمة هي قتل 12 كرديا مع سبق الاصرار و الترصد و بتعاون مشترك بين المسؤولين الحكوميين في ديالى و بعقوبة و عصابات الاجرام.
هذه الجريمة لو لم تكن عنصرية وموجهة ومختطه لضرب قومية محددة من القوميات العائشة في العراق ألا وهم الكرد، و لو لم تشارك فيها أطراف حكومية وارهابية معا، لما كان من الضروري و الواجب ان نولي اليها أهمية اكثر من باقي الجرائم التي تحصل يوميا في العراق.
قتل الامريكيين و قوات التحالف وحتي القوات العراقية المشتركة شئ و مسألة أختيار قومية معينة بالذات وأستهدافهم شئ أخر وخطيرة جدا على مستقبل العراق و مستقبل التعايش بين قوميات العراق. فالعراق بلد موزايكي مكون من مزيج من القوميات ولكي يبقى العراق كما هو يجب على القومية الاكثرية أن تحافظ على العلاقات الاخوية بين القوميات لا أن يثيروا هم الخلافات و يثيروا النعرات الطائفية و القومية. لأن أثارة النعرات القومية وبكل بساطة وبكل صراحه هو ليس في صالح القومية الغالبة و الاكثرية و يصب في صالح و خانة الانشقاق و يدفع القوميات الاقل عددا العائشة في العراق الى الانفصال و أختيار الدولة القومية المستقلة بدلا من الدولة العنصرية التي تميز بين قوميات الوطن الواحد.
اذا كان هؤلاء القائمين بهذه الاعمال الاجرامية ضد أبناء الشعب الكردي أناس لا يدركون ما يفعلون و عديموا الادراك و العقل لقلنا بأنهم بلهاء و مجانين وليس على المجنون حرج، ولكنهم مع الاسف لديهم منظروهم وكتابهم ومرتزقتهم ولديهم الكثير من الممولين ومستوى تنظيمهم يرتقي الى مستوى الاحزاب و التنظيمات العنصرية في أوربا وأكثر و لديهم وسائل الاعلام و الجرائد و المجلات و صفحات الانترنيت التي تنشر لهم سمومهم في صفحاتها الاولى. أذن فهم منظمون من كل النواحي ومواجهتهم تتطلب تكاتف و تضامن كل القوى المعادية للعنصرية و التقدمية و المؤمنة بالديمقراطيه وبالذات من جانب العرب العراقيين.
حسب كل القوانين فأن المتستر على الجريمة هو الاخر مجرم و يجب أن يعاقب حسب القانون. وما تقوم به بعض وسائل الاعلام العربية والاسلامية لابل حتى الكردية هو تستر واضح على جريمة لا تقل عن الجرائم التي تنفذ ضد المسيحيين في العراق. حيث يمكننا وبكل بساطة وضع الجرائم التي تحصل الان في العراق ضد الكرد من أمثال جريمة خانقين و جرائم كركوك وسنجار وكذلك الجرائم التي تحصل ضد المسيحيين في الموصل من أمثال ذبح المسيحيين في الموصل بحجة التعاون مع الامريكيين، هذه الجرائم تقع ضمن جرائم الابادة العنصريه.
الى حد الان لم يقم الكرد ولا المسيحيون باي عمل عنصري ضد أية قومية أخرى في العراق ولو أفترضنا حصول ذلك فمن الواجب أن يقف الكرد اولا ضد هؤلاء الاشخاص لأن مثل هذه الاعمال تسئ اولا الى القومية الكردية. ومن هذا المنطلق أرى من الواجب ان يقف عرب العراق بكافة مذاهبهم ضد الجرائم العنصرية هذا أذا أرادوا العيش معا في وطن واحد وأذا كانوا يؤمنون بالاخوة بين الشعوب.
هؤلاء العنصريون لا يؤمنون بسياسة العقل و الحلول العقلانيه. هؤلاء يريدون الاستمرار في سياسة الفصل و الابادة العنصرية في العراق بحق الكرد بالذات وفرض واقع التعريب عليهم. هؤلاء يريدون فرض حالة الاحتلال على الكرد و لا يريدون لهم الحرية و العيش بسلام. هؤلاء لايرضون للكرد ان يؤسسوا دولتهم القومية وينفصلون عن العراق ولا يوافقون أيضا على بقاء الكرد ضمن العراق الموحد بشرط ان يكون الكل متساوون في الحقوق و الواجبات.
هؤلاء يعرفون حق المعرفة أن الكرد هم اصحاب ارض خانقين وكركوك و مندلي و سعدية و الشيخان و سنجار و مخور و دوزخوماتوو والكثير من المدن الكردستانية الاخرى التي أحتلت و عربت من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة ولهذا السبب لا يرضون بأن تتولى لجنة خبراء و تحكيم دولية مسألة عائدية هذه الاراضي.
هؤلاء يدركون جيدا لو عاد الكرد المرحلون من منطقة كركوك الى مدنهم و رجع العرب المعربون من حيث أتوا لضهرت النتيجة الحقيقة للنسب التي تمثلها كل قومية في منطقة كركوك و لهذا نراهم يرفضون كل شئ و يريدون الاستمرار في سياسة التعريب. ولهذا ايضا نراهم يقتلون الكرد من أجل أخافتهم كي لا يعودوا الى مدنهم.
ولكن العنصريون ونتيجة لحقدهم الاعمى لكل ما هو كردي سيجبرون الكرد على العودة الى مدنهم المعربة. ولهذا نراهم اليوم يهربون من بغداد و الحلة و حتى البصرة وغيرها من المدن التي رحلوا اليها ويرجعون الى مدنهم الاصلية. فالارهابيون و الاسلاميون المتزمتون و القوميون المتطرفون العرب بدأوا منذ فترة بتهديد الكرد في الوسط والجنوب العراقي وتخويفهم كي يتركوا الوسط والجنوب و العودة الى الشمال الحبيب (كردستان) و مدن الاجداد. كردستان التي أصبحت كابوسا على العنصريين و لا يستطيعون حتى التفوه بأسمها.
أذن فالعنصريون بدأوا حربهم ضد الكرد على صعيدين اولا قتهلم وخطف أطفالهم في مدنهم وبيوتهم وثانيا بتهديدهم على الرحيل من الوسط والجنوب. وفي حالة كهذه ماذا ستكون النتائج ان لم تتخذ الاجراءات الكفيلة بعدم حصول مثل هذه الاعمال الاجرامية العنصرية؟؟؟ ماذا سيحصل لو سكتت الحكومة العراقية و العرب الشرفاء عن مثل هذه الجرائم؟؟؟ الى متى سيلتزم الكرد بسياسة ضبط النفس؟؟؟
أن أستمرار سياسة الصمت وعدم مواجهة مثل هذه الاحداث بحزم و حكمة ستولد الانفجار لدى الكرد وهذا ليس في صالح العراق عموما ولو كنا الى الان نتهم الحكومات العراقية بأبادة الكرد ففي هذه الحالة ستنتقل التهمة الى شعوبها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب