الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخرجون عملت معهم (التلفزيون) يوسف جرجيس

يوسف العاني

2010 / 12 / 5
الادب والفن


تربطني بالفنان يوسف جرجيس ... علاقة صداقة حميمة.. وهي وان بدأت بنشاطنا في كلية الحقوق عبر (جمعية جبر الخواطر) اواخر الاربعينيات ومشاركة متواضعة في بعض اعمال الجمعية.. كما اشرت الى ذلك عند الحديث عنه مخرجا لفيلم (ابو هيلة) كما كانت له اتصالات مع شركات سينمائية خلال اواسط الاربعينيات.... ظل معنا في نشاطنا المسرحي المتواصل في فرقة المسرح الحديث منذ عام 1952. في التلفزيون كان يوسف واحدا من المرموقين والجادين.. ادارة وممارسة بدأت منذ خطواته الاولى... وهو يشغل مسؤولية اعلامية في مديرية الدعاية بوزارة الداخلية... لياخذ سبيله بعد ذلك لدراسة (التلفزيون) في بريطانيا والاقتراب من حرفة (الاخراج) التلفزيوني.. وتعلم اهم متطلباتها ليكون بمرور الزمن القصير مؤهلا لهذه المسؤولية في تلفزيون بغداد... فضلا عن مسؤوليته (مديرا) تحيط به كفاءات في مختلف فروع العمل.. يكتسب منهم ويكتسبون منه بعلاقات حميمة خالية من الاستعلاء والسيطرة التي تخيم عادة على الاداريين الروتينيين انذاك وحتى اليوم!! يومئذ ظل –كما اشرت- واحدا من مجموعتنا وكان يرعى الاعمال التلفزيونية التي اكتبها. ويوفر الامكانات اللازمة.. للمخرج خليل شوقي محاولا ان يقدم بعضا مما يعرف الى العمل عن بعد او عن قرب... ولاسيما علاقته مع (خليل شوقي) علاقة حميمة ايضا وصداقة محبة كللتها سنوات العمل المخلص والرؤية التقدمية المشتركة. يوسف اسهم في اخراج بعض اعمال الفرقة.. لكنه ولا ادري كيف نضجت فكرة اخراج نص كتبته منذ سنوات ونشرته في مجلة السينما التي اصدرها (كامران حسين) عند عودته من امريكا.. كما اشرت الى ذلك عند حديثي عن (البداية في السينما).. المهم ان تعاوني مع يوسف مخرجا كان اشبه بحكاية تروى.. فهي تكشف عن واقع الحال السياسي انذاك وهي من حيث الاساس كانت تجربة مهمة ليوسف رغم سوء نهايتها.. ولكي اوضح ما تطرقت الى جزء منه اذكر تفاصيل العمل التلفزيوني الوحيد الذي تم بيني –كاتبا- د. يوسف جرجيس –مخرجا، المسرحية التي نشرتها في مجلة السينما كانت ذات فصل واحد: وتحمل عنوان: (انا وحدي، وهي طرح ساخر لواحد مدعي معرفة الاخراج السينمائي... والذي استطاع غش عدد من السذج حوله ليسلب اموالهم ويقف شامخا بعيدا عن المسؤولية والحساب القانوني... في ذلك الوقت تركت تلك المسرحية اثرا طيبا في الكشف عن الجهلة ومدعي المعرفة الزائفة... مرت سنوات وبعد ثورة 14 تموز طرحت فكرة تقديم المسرحية في التلفزيون على (يوسف جرجيس ) فاعجبته بل تحمس لها –كما اتذكر- واتفقنا على اجراء تغييرات بسيطة في النص حذوفات تتطلبها طبيعة العرض التلفزيون... واحاط يوسف لفيف من العاملين الجادين ليتوفر للعمل الظرف المناسب والملائم لتصوره الاخراجي... ويوسف –كما كان- يعطي مفاتيح التحرك لمن معه... لينفذوا ما يريد ويحرصوا على ان يبدعوا بقدر امكاناتهم فتلك حالة تزكية لهم امام مديرهم المسؤول اولا.. والمخرج ثانيا... سار العمل بروح عالية من المحبة وساد الحماس الجميع ليكتسب النص روحا ساخرة بعيدة عن التهريج والسطحية التي قد تجر الاعمال الساخرة والهازلة الى هذا النمط اللافني... لقد كشفت المسرحية –انا وحدي- والتي تحولت الى تمثيلية تلفزيونية عن الجهل والخداع والضحالة من خلال الشخصية الرئيسة (المخرج) المزيف.. الذي يدعي انه الوحيد الذي يعرف كل شيء... انذاك طبعا بثت المسرحية من داخل التلفزيون بثاً مباشرا فما كانت بعد قد دخلت اجهزة التسجيل الى تلفزيون بغداد... لم يمض وقت طويل.. بل فوجئنا في اليوم الثاني.. باصدار امر بتوقيف يوسف جرجيس مدير التلفزيون وابعاده عن موقعه الاداري...!! في اول الامر قيل لنا ان هناك امورا ادارية اقتضت هذا الاجراء، لكننا علمنا بعد ذلك ان (الاستخبارات) او المخابرات ولا ادري ماذا كانت تسمى.. اعتبرت ان (انا وحدي) فيها سخرية من الزعيم عبدالكريم قاسم.. وانه هو (المخرج) في العمل الذي عرض... حيث البست الشخصية لباسا اخر كي لاتكون تناولا مباشرا.. فصار الزعيم عبدالكريم قاسم-كما اشرت-المخرج (الاوحد) والذي كان انذاك تعبيرا سائدا ومعروفا بين الناس البسطاء... والذي ردده المخرج في المسرحية... انا وحدي..! احسست انذاك وانا كاتب النص ان المسؤولية تقع علي شخصيا وان المخرج (يوسف جرجيس) منفذ لما ورد في النص.... ودروه دور فني.. فاذا كان المضمون ما اقتضى المسؤولية.... فالمسؤولية تقع على المؤلف بالذات.. اي عليّ انا..! اتصلت بالمرحوم الدكتور فيصل السامر وزير الارشاد انذاك وطلبت مقابلة الزعيم عبدالكريم قاسم... واعلمته ان النص الذي قدم في التلفزيون هو مسرحية كتبت اواسط الخمسينيات وانها منشورة في مجلة السينما... فطلب مني جلب المجلة فورا... وكنت قد جلبتها معي. قلب الدكتور فيصل المجلة وضحك وهو يردد (اولاد السوء كثيرون).. لكنني اصررت على مقابلة الزعيم باقرب وقت واطلاعه على واقع الحال. واذ لم تكن هناك قناعة منه.. فالنص كما هو منشور في المجلة قد كتب قبل سنوات ولا علاقة له بالزعيم عبدالكريم قاسم... قلت اذا لم تكن هناك قناعة منه فالمسؤولية –كما ذكرت- تقع عليّ شخصيا لانني انا المؤلف. اخذ الدكتور فيصل المجلة قائلا.. اتركها عندي واذا تطلب الامر ساستدعيك لمقابلة الزعيم عبدالكريم... في مساء اليوم نفسه وبعد اجتماع لمجلس الوزراء وبحضور الزعيم عبدالكريم قاسم سلم الدكتور فيصل المجلة لسيادته فقرأ تاريخ نشر المسرحية وما ورد فيها ثم ضحك قائلا: (ان بعض الظن اثم..!). واطلق سراح يوسف جرجيس وعملت انه –اي الزعيم- جمع المسؤولين عن الرقابة وقال لهم بالحرف الواحد... (خلوا الناس تشتغل!) اما يوسف جرجيس فلم يعد الى التلفزيون بل انصرف الى العمل الاعلامي والفني الحر.. ليخرج لنا بعد ذلك فيلم (ابو هيلة).. كما اشرت تفصيلا عند الحديث عن (مخرجي السينما).. الذين عملت معهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف