الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازدواجية المتدينين

غفار عفراوي

2010 / 12 / 5
كتابات ساخرة


قد أكون مخطأً في تسميتهم بالمتدينين ، لكني اقصد أنهم الذين اشتهروا بهذه الصفة عبر أسلوب حديثهم وأماكن تواجدهم وطريقة ملبسهم ، فتراهم يكثرون من مصطلحات الغالب عليها إيماني يثير المشاعر والعواطف الإيمانية مثل ( خادمكم ، مولاي ، بخدمتكم ، ألتمسكم الدعاء ، وغيرها)!
أما أماكن تواجدهم المفضلة فهي المساجد والحسينيات وزيارة قبور الأولياء وبيوت رجال الدين ( الشيوخ المعممين )! أما ملبسهم فلا تجد فيه ما يثير الريبة أو التشبه بالغرب فهم لا يلبسون ربطة العنق ويفضلون (الدشداشة العربية) ولا تفارق أصابعهم أنواع الخواتم فواحد لصلاة الظهر وآخر للمغرب وثالث لصلاة الليل ! أما المسبحة ذات ( 101) خرزة فهي باللون الأسود عادة !! وعند الحلاق فهم يحذرون من مغبة مس ( لحاياهم ) الكريمة التي هي الصفة الأكثر رواجا وربحا .
هذه بعض صفاتهم الظاهرية ..
لكن..
الكثير منهم وليس البعض للأسف الشديد حين تطلع على سريرتهم فانك ستولي منهم فرارا ولملئت رعبا !
فبمجرد أن تثيره كلمة بسيطة ( غير مقصودة) وبمجرد تعرّض مصلحته الشخصية للانتقاد أو النقد البنّاء أو النصيحة ، أو مجرد طرح سؤال أو استفهام حول أمر معين لا تقصد منه الإساءة ،
في تلك الحالات ستجد أن الإيمان والتدين والمسبحة (101) وخادمكم أصبحت جميعها في مهب الريح ، وسيظهر لك الوجه الحقيقي وصورته الواقعية غير المفتعلة أو التمثيلية التي يخدع بها من حوله لإغراض شخصية ولمصلحة دنيوية تتطلب وجه العفاف والصلاح والتقوى وكما يقول الكوميدي عادل ابن إمام عن احد هذه الشخصيات بعد أن كان يصلي الصبح في ثلاث ساعات انه ينقلب إلى وحش كاسر إن طالبته بحقك. كما أن بعض هؤلاء إن اختلى بشياطين الإنس أو شياطين الجن من أصحابه فانه لا يتورع عن اغتياب أخيه بأسوأ الكلام معللا ذلك بان أخيه فاسق ويستحق ذلك ، وهذا المتدين لا يتورع عن السرقة من الدولة بحجة أنها كافرة ولا يتورع عن إقامة العلاقات النسائية بحجة إحياء السنة ولا يترك مشاهدة أنواع الأفلام الأجنبية بحجة اعرف عدوك !!
ولعمري فان هذه الشخصيات أكثر خطرا على المجتمع من أي فئة أو طبقة لان الازدواجية مثل النفاق أو هي النفاق بعينه وهم الذين حذر منهم الرسول الأعظم المسلمين وقال إنهم اشد على الإسلام والمسلمين فاحذروهم ..
ونحن ، في هذا الزمان ، الديمقراطية والحرية والتغيير ، وفي هذا المكان ، المسمى عراق الأنبياء والأولياء والحضارات ، نجد أن هذه الفئات تزداد يوما بعد آخر وتنتشر كالنار في الهشيم .لذا نحتاج كثيرا لجهات أو مؤسسات دينية أو ثقافية للحد منها أو التقليل من خطرها أو الكشف عنها بالتلميح أو بالتصريح إن لزم الأمر ، فهؤلاء مخادعون يجب اجتثاثهم اجتماعيا إن لم نستطيع إصلاحهم وعلى وسائل الإعلام والكتاب والمثقفين وعبر جميع الوسائل المتاحة من صحف وإذاعات وتلفزيون ومساجد وفي السيارة وفي البيت والمدارس والدوائر لنكوّن مجتمعا باطنه وظاهره الصلاح لكي نبني مجتمعا حلمنا ولازلنا نحلم به .
فبناء الإنسان أهم بكثير من بناء العمران لو كنتم تعلمون..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط


.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش




.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح