الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هكذا يحارب الارهاب يا سادة ؟

ثامر قلو

2004 / 9 / 20
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


المتابع لمجرى الاحداث في العراق , وما تؤول اليه الاوضاع في الفترة الاخيرة الى فوضى عارمة , وتفاقم كبير في ظاهرة الارهاب , وامتداد ذراع المعادين لبناء عراق ديمقراطي حقيقي , يأخذ به العجب والاستغراب مبلغا كبيرا . ومبعث هذا الاستغراب , أو العجب ليس محاولة وأد التجربة العراقية الجديدة , ولا القتل العشوائي ولا الاختطاف السائب , ولا محاولة الحاق الدمار والخراب بكل المؤسسات العراقية , من قبل عتاة الاسلاميين من شتى الاتجاهات , وحلفائهم من بقايا فلول النظام البائد , فهؤلاء هذا هو ديدنهم , وهذا هو ارثهم , وما يفعلوه بالعراق وشعب العراق , ليس الا قدرا هينا مما سيقترفوه لو تمادت حكومتنا الموقرة في فسح المجال أمامهم أكثر.
العجب , كل العجب يا سادة هو وليد الممارسات والمعالجات الغريبة لحكومتنا العتيدة لهذه الاوضاع الشاذة والمهلكة لتجربة العراق , لا بل حتى المهلكة لمصير العراق وشعبه كدولة وكيان , فما الذي نهضت به حكومتنا وما الذي تنوي فعله والقيام به للحد ومعالجة هذه الظواهر المعادية التي تستفحل يوما بعد يوم, سوى طيف التصريحات الرنانة التي يجود اطلاقها هذا المسؤول أو ذاك الوزير , أو حتى من قبل سيادة رئيس الوزراء علاوي الذي ما زلنا نكن له الاحترام والتقدير , ولم نفقد في حضرته بصيص الامل المرتجى في القضاء على أوكار الشر ومعالجة الاوضاع المزرية , وقيادة البلد لولوج مرحلة الاستقرار والازدهار , التي طالما حلم بها أبناء العراق على امتداد عشرات السنين .
هل حقا لدولتنا القدرة على معالجة ظاهرة الارهاب العشوائي , والقصاص من المعادين لها في ظل توفر ملايين قطع السلاح ومن مختلف الانواع في حيازة المخلصين للعراق والمعادين لتجربته ؟ كيف ستعرف قواتنا , لو قيض لها الدخول الى بؤر التوتر كالفلوجة وتفتيش بيوتها , وهو أمل , بل حلم, كم نود أن يتحقق بالسرعة القصوى , وكيف تستطيع قواتنا التمييز بين المعادي والمواطن البسيط ؟ هل قدرتها على التمييز تأتي من سحنات الوجه, أو اللحى القذرة , أومن الشوارب العتيدة , وحتما أن أغلبية هؤلاء لايبقون على شواربهم من نوع 8 شباط , لان السذاجة لا تبلغ بهم هذا القدر, ما يعني انه لن يبقى أمام القوات العراقية للكشف عن المعادين لها سوى بالسلاح الذي يحوز عليه المشكوك بأمره , فمجرد امتلاك السلاح يرمي الى سوء النية لدى حامله ليس في الفلوجة بل في كل بقعة من العراق .
ما يؤخذ على القوات الامريكية انها لم تكن معنية يوما بازالة ونزع سلاح الاهالي من المخلصين أو المعادين للتجربة العراقية لغرض في نفسهم , وكل ما تريده القوات الامريكية هو نزع الاسلحة الثقيلة , كالهاونات والقاذفات وغيرها من التي تطال قواتهم وعرباتهم المحصنة, أما الاسلحة الخفيفة الاخرى التي تنخر بأبناء الشعب العراقي , لا شأن لهم بها والدليل محاولات هذه القوات نزع أسلحة جلاوزة مقتدى الصدر الثقيلة في مدينة الثورة في كل الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين والابقاء على الخفيفة منها في أمر يثير مخاوف المواطن البسيط من هذا الدهاء .
معضلة حيازة الاسلحة في العراق هو شائك , لكن لا ينبغي من الحكومة تجاوزه وتأخير النظر في معالجته , والتغافل عن مسبباته , بل أن توفر السلاح في كل بقعة هو السبب الرئيسي لفقدان الاستقرار في العراق .
في ظل هذه الفوضى يتصور كثيرون أن المعادين لتجربة العراق هم فئات واسعة جدا , يشفعهم في نيتهم اقتراف العشرات بل المئات من العمليات الدنيئة في مناطق كثيرة من العراق , بالتواكب مع اختفاء كل مظاهر الولاء والمساندة للحكومة العراقية الجديدة في هذه المناطق .
نعم هكذا يبدوا للكثيرين , لكن الحقيقة هي خلاف ذلك تماما , فهؤلاء الرعاع من عتاة الاسلاميين الارهابيين , فضلا عن بقايا فلول النظام البائد , لا يتوانون عن الضرب بعصاهم وسلاحهم كل محاولة مهما كانت يسيرة تظهر الولاء للعراق وحكومته ,, عندما كان جلاوزة المقتدى يجثمون على صدر النجف ويعبثون في مقدراتها فسادا وارهابا , كانت تختفي كل مظاهر الولاء للحكومة العراقية , وهكذا كان يعتبرها كثيرون كقلعة حصينة لجلاوزة المقتدى , لكن ما أن انقشعت سطوة جلاوزته التسليحية في المدينة بعد هلاك المئات منهم وارغام البقية على الخروج منها حتى تبين خطل هذه التقديرات ومدى حقد أبناء النجف على المقتدى وزمرته .
والحال في مدينة الثورة لا تختلف كثيرا عن النجف فعصابات المقتدى تعبث بالمدينة قتلا وارهابا وتفرض على الاهالي رغباتهم حتى يخيل لكثيرين أن مدينة الثورة هي الاخرى قلعة حصينة للمقتدى , لكنه سترون يوما فرح أهالي الثورة على غرار أهالي النجف ما أن ينزع سلاح هذه العصابات ولن يكون مصيرهم في الثورة أفضل مما أل اليه مصيرهم في النجف .
وهكذا الامر هو في الفلوجة , ولو بدرجات متباينة بل في كل مكان من العراق , فالوطن والمواطن هم أسرى لهذه العصابات المجرمة , فيما حكومتنا لا تجيد سوى اطلاق المزيد من التصريحات والوعود للقضاء على أعداء التجربة العراقية الجديدة , ربما لانهم لايملكون غيرها على الاقل في هذه المرحلة فمن يدري ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عالم مغربي: لو بقيت في المغرب، لما نجحت في اختراع بطارية الل


.. مظاهرة أمام محكمة باريس للمطالبة بالإفراج عن طالب اعتقل خلال




.. أكسيوس: مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر يوافق على توسيع عمليا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من الطلاب المتضامنين مع فلسطين ب




.. مئات المحتجين يحاولون اقتحام مصنع لتسلا في ألمانيا.. وماسك ي