الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقي .. منفعل ..عصبي .. هائج

علاء الزيدي

2004 / 9 / 20
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


لن نتقدم خطوة واحدة إلى الإمام قبل أن نبادر إلى انتقاد أنفسنا وسلوكياتنا وتقويم المعوج منها . نحن الآن في مرحلة بالغة الخطورة ، لن يعيننا على اجتيازها سوى الشفافية والمصارحة ووضع النقاط على الحروف في كل شيء وكل مضمار .
فلو تناولنا على سبيل المثال لا الحصر تقييماتنا – كتابا ومثقفين وحتى أناسا عاديين – للآخر ، سواء كان مختلفا معنا أو حتى متفقا في خطوط عامة ومتباينا في بعض التفاصيل ، لاحظناها قاسية ومتسرعة ومنفعلة وهائجة أحيانا !
لم يسلم من هذه الصفة السيئة حتى أناس متميزون لهم تأثيرهم على المسار الثقافي والاجتماعي العام للعراق والعراقيين .
خذ كمثال – لو سمحت – الباحث الاجتماعي الكبير المرحوم الدكتور علي الوردي . فقد عجَّ كتابه الشهير " لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث " بكافة أجزائه ، بالإضافة إلى الأخطاء النحوية والبلاغية التي لاحصر لها ، بالأحكام المتسرعة العجول ، والأوصاف التي تصل إلى درجة الإهانة للتحركات الشعبية والثورات والانتفاضات . حتى ليبدو أحيانا لمن يطالع الكتاب أن الباحث الفقيد كانت لديه عقد ما من فئات عديدة من أبناء الشعب العراقي !
وكذلك ، دونك مثلا وصف الشاعر عباس الخليلي الشعب الإيراني بالأوصاف التالية نتيجة معاناة واجهها لدى إقامته في تلك البلاد ، يمكن أن يواجهها أي مهاجر في أية بلاد :
وقد نُفيت على هونٍ إلى بلدٍ لمستُ فيه أنيسي الحُمرُ والبُهُمُ !
أما اليوم ، فإن كتابنا الرائعين الذين تزدحم بهم أروقة الإنترنت لم يتركوا شعبا أو فئة من الناس إلا وأوسعوها ضربا وإيذاءً وإهانات ، دون أن يلتفتوا إلى أن فينا – نحن العراقيين – الكثير مما ينبغي أن يُلتفت إليه لتقويمه وتصحيحه وتعديله .
لأذكر أمثلة لكيلا نضيع في العموميات : بعض الزملاء يشير بمناسبة وبدونها إلى أن الجيش المصري تاه في صحراء سيناء ، فيما كانت زعامته تهدد برمي إسرائيل في البحر . طيب ، جيشكم العراقي الباسل تاه أيضا في صحارى وجبال وقفار عديدة ، في كردستان وعلى حدود إيران وفي مستنقعات خوزستان وأمام الأميركان ، وليس في كل ذلك ما يشير إلى وجود خلل في شخصية الجندي العراقي ، بل إلى نوعية الأهداف المرسومة له ، وكيفية التعامل معه ، وطبيعة النظام الذي يقود بلده ، وكذلك هو الجندي المصري ، مع فارق كبير بين نظام البعث المنهار وحكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مع اتفاقي الكبير مع معظم منتقديه في أغلب ما ذهبوا إليه .
ويهاجم زملاء آخرون شعوبا وفئات دون استثناء أحد ، من الشعوب العربية إلى الإسلامية إلى العالمية أحيانا ! وكأننا الوحيدون الذين لم تنجب البشرية مثلنا ! هل هذا معقول !
أعتقد أن أفضل حل لهذه المشكلة السلوكية أن نستفيد نحن المقيمين في الغرب خصوصا من طريقة تعامل الناس هنا مع الأشياء . إذ يمكن انتقاد كل شيء حتى أي محرم ، ولكن باعتدال وهدوء ومنطقية ودون شخصنة كل شيء وكل رأي وكل خلاف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يهاجم مجددا مدعي عام نيويورك ويصعد لهجته ضد بايدن | #أ


.. استطلاع يكشف عدم اكتراث ذوي الأصول الإفريقية بانتخابات الرئا




.. بمشاركة 33 دولة.. انطلاق تدريبات -الأسد المتأهب- في الأردن |


.. الوجهة مجهولة.. نزوح كثيف من جباليا بسبب توغل الاحتلال




.. شهداء وجرحى بقصف الاحتلال على تل الزعتر في غزة