الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الميت الحي

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2010 / 12 / 6
حقوق الانسان


مساء الأحد 28-12-2010 أقدمت قوة مسلحة على إغلاق نادي اتحاد الأدباء بأمر من محافظ بغداد ومجلسها الموقر استناد لقرار مجلس قيادة الثورة الموقر رقم 82 لسنة 1994،ويبدو أن السلطة الجديدة لا زالت تعيش على أنقاض العهد المقبور وتلتزم بأخلاقياته التي ترفضها وتدينها ودائما تصف نظامه البائد بالنظام الكافر ،فكيف لحكومة ترفع راية الإسلام أن تلتزم بقرارات حكومة كافرة ،ولماذا تتقيد بقوانينها التي توافق توجهاتها في الوقت الذي تلغي القوانين التي تتعارض مع مصالحها ،لقد أصدر مجلس قيادة الثورة المنحل آلاف القرارات التعسفية التي لا تتلاءم والمسيرة الجديد وإرادة البناء الديمقراطي فلماذا تتعكز عليها الحكومات المتتالية في انتقائية لا تستند لأساس معروف فلم تتمكن الحكومات المتعاقبة والمجالس التشريعية البائدة من إلغاء قوانين أضرت بالشعب العراقي أو تشريع قوانين تخدم التوجه الجديد فلا زالت الأحكام العرفية تستند في الكثير من ممارساتها إلى القوانين التعسفية للنظام المقبور ولا زال الفساد المالي ينهش السلطة لاحتماء المفسدين بقرارات سابقة ولم تلغى من قرارات الحكم البائد إلا القانون الذي أعتبر حزب الدعوة عميلا وإعدام من ينتمي إليه،أما القوانين ألأخرى فلا زالت سارية المفعول وترهق المواطن العراقي ومنها هذا القرار ألصدامي الذي حاول من خلاله غلق الفسحة الباقية للتنفيس عن العراقيين بهروبهم من واقعهم المأساوي إلى واقع يصوره لهم آله الخمر باكوس.
لقد أصدر النظام البائد في حملته الإيمانية المزعومة قراره الجائر هذا الذي أدى إلى تعقيدات كبرى في المجتمع وأفسح في المجال لأن يكون العراق من أقصاه إلى أقصاه سوقا للدعارة واللهو ،وبعد أن كان الشرب محصورا في أماكن ضيقة أمتد ليدخل البيوت العراقية بتأييد من السلطة المؤمنة ومباركتها فهل تعلم الحكومة العراقية أن منعهم هذا سيزيد في الطنبور نغمة ويجعل من لا يشرب الخمر يقبل عليها على القاعدة المعروفة كل ممنوع مرغوب،ولماذا لم تحاسب الحكومة العراقية مستشار وزير تجارتها الذي ظهر في الفلم المخزي وهو يتناول الخمر وحوله الغواني يرقصن في بلاط الأمير فهل يحلل القانون لحكام العراق التمتع بمباهج الدنيا ويمنعها عن الآخرين وما الفرق بينكم وبين النظام البائد الذي كانت حفلاته الماجنة حديث القاصي والداني ،وقصوره مبائة للرقص والدعارة والمجون ،ثم يقوم ببناء أكبر مسجد في العالم ويمنع الخمر والزمر ،هل أصبح صدام حسين قدوة لمجالس المحافظات ليحذوا حذوه في ممارساته التي لا تستند لعرف أو قانون ،ومن حقنا أن نتساءل أين كان مجلس بغداد أو مجالس المحافظات أو الحكومة المركزية طيلة السنوات السبع الماضية ولماذا تقاعسوا في تطبيق قرار مجلس قيادة الثورة الذي يمنع ويحرم الخمر،هل هي صحوة متأخرة أم إنهم لم يعرفوا بالقرار غير الآن وإذا كانوا مقصرين في تطبيقه طيلة هذه السنوات فالأولى أحالة السلطات التنفيذية والتشريعية إلى المحاكم لتقاعسها في تطبيق القانون وإهمالها في تطبيق القرارات.
إنها دعوة للحكومة العراقية من مواطن لا يشرب الخمر -لا لأيمان بحرمتها وإنما لأمراض منعته عنها- ،أن تعي أنها غير قادرة على منع العراقيين من تناولها أو منعهم عن ممارستهم حياتهم الاجتماعية كما عليه البشر في العالم،وإنها تحفر قبرها بيدها فالعراقيون لا يصبرون على ذلك لأن الخمر هو الذي جعلهم يقبلون بما آل إليه أمر العراق فهو المنجي لهم من مصاعب الحياة و"ألما رضه بجزه رضه بجزه وخرف" فان الحشيشة وحبوب الهلوسة غزت العراق من أقصاه إلى أقصاه ودخلت في المنطقة الخضراء ،وتأثيرها الصحي والاجتماعي أكثر خطرا من تأثير الخمر فعو وأسمعوا وما أنا عليكم بوكيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وعلى نهجك سيدي سائرون
ساره ابراهيم ( 2010 / 12 / 6 - 11:59 )
سيدي الكريم
قلناها مرات ومرات من كتب الله الكبر على علمه عرف ان من ياتي بعده على النهج سائر فصدام حاضر بعلمه وقوانينه ولكن بوجوه اخرى ووجوه قديمه تعممت للتمويه وكما يقول السيد البهرزي في مقالته اليوم الدوله الدينيه قامت السؤال مالعمل ؟


2 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 12 / 6 - 16:29 )
الأخت سارة أبراهيم
نعم فان الزمال ذات الزمال ولكن برذعته بدلت ولا زالت قوانين وأخلاق صدام حسين سارية المفعول في العراق الجديد وصدام أن غاب أسمه فلا تزال أثاره ماثلة فيمن خلفه ممن ساروا على نهجه تحت أيديولوجية جديدة


3 - حيرت الحكومة يا أبو زاهد
حسين محيي الدين ( 2010 / 12 / 6 - 22:05 )
حكومتنا الذكية لها مارب في قفل النوادي الليلية وتناول الخمر منها على سبيل المثال حماية المترددين على النوادي الليلية من من بعض الحثالات الذين يريدون تفجيرها وترويج المكدس من الكبسله والترياك والحشيش كعربون محبه للولي الفقيه لمباركته تكليف السيد المالكي بالوزارة الجديدة ثم تشجيع الشعب العراقي على الاقدام على زواج المسيار والمتعة والتكاثر بدل اضاعة الوقت في النوادي الليلية . ارجوك لتدخل بقرارات الحكومة اللئيمة


4 - مهزلة
عبد الكريم البدري ( 2010 / 12 / 6 - 22:16 )
عزيزنا ابا زاهد
ألأمريكان قاموا بالآطاحة بالنظام والدعاة اغتنموا الفرصة. والتجربة المريرة تدل على ان هؤلاء لايمتلكون من الوعي ما يجعلهم ان يبنوا دولة وانما اشبه بحكم مليشياتي ارهابي يسيطرعلى الشارع ويحكم من الشارع. انهم بطريقة تصرفهم هذا انما يريدوا ان يعودوا بنا الى ايام الظلام الدامس الذي كان مسيطرا على حياتنا لسنوات خلت. كل منطقهم يصدر عن -مسلمات- يتحداهم العلم والواقع والمنطق. ان بغداد لن تكون قندهار ابدا.
دمت لنا بخير


5 - خير الله طلفاح الزيدي
باسم محمد ( 2010 / 12 / 6 - 23:47 )
استاذنا ابو زاهد:
كفيت ووفيت وهذه زيادة بسيطة: لاارى فرقا كبيرا بين رئيس مجلس محافظة بغداد وبين خال الاولاد خير الله، ولكن والحق يقال انه حتى طلفاح المتخلف لم يجرؤ على ان يرسل شرطته الى مبنى اتحاد الادباء.
انه زمن عجيب...... تقبل تحياتي


6 - هدف
مازن البلداوي ( 2010 / 12 / 7 - 05:27 )
الفاضل محمد علي
يابه آني شون ماأشوف الأمور من 2003 ليهسة دتمشي لغرض ما، يعني بعيد عنّك (اللواص) الي صار ومستمر الى اليوم انما يسير لغاية ما وهدف محدد.......لأن أغلب الأمور التي حدثت وتحدث هي غير طبيعية باية معيارية كانت،، يعني ان هنالك استحداثا للمشاكل من لاشيء.........فالنتيجة اما نظان جديد يرضى به الجميع وبلا نقاش،وافضل صيغة ديمقراطية سيحصل عليها الشعب هي ديمقراطية العهد الملكي السابق او.....على حجايتك وحجاية الأخت سارة.........يبقى الزمال ويتغير الجلال، غيرها اعتقد صعبة ابو زاهد بالنسبة للعراق،صحيح ان الأحلام كبيرة ولكن لازم نفز ونصحو من النوم
هذا رأيي
تحياتي لك


7 - الأخ حسين محيي الدين
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 12 / 7 - 14:05 )

نعم لا غرابة فيما يصدر من أفعال وقرارات متعارضة مع الديمقراطية وحقوق الأنسان فهذه المصطلحات الدخيلة لوجود لها في قاموس الأحزاب الحاكمة وهي تنفذ أجندات معلومة وتحاول أحكام سيطرتها من خلال أشاعة الفكر الظلامي الذي لا يواكب العصر ولا يتماشى مع ما وصل اليه العالم المتمدن لذلك سيكون المستقبل أكثر قتامة اذا ظلت القوى الوطنية في وضعها الحالي يمزقها التشرذم وتعصف بها الخلافات وعسى أن يكون للتيار الديمقراطي تأثيره في تغيير موازين القوى


8 - الأستاذ البدري
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 12 / 7 - 14:09 )

أشكر لك تفاؤلك الذي يزرع الأمل في القلم وربما أوافقك في أن العراق بدجلتيه لن يكون معوانا للظلاميين في توجهاتهم المريضة وأهدافهم غير النبيلة وسيكون للقوى الشعبية المنفتحة وقفتها التي تعيد الأمور الى نصابها فلا يمكن للعراق أن يكون نهبا مقسما بين ارادات الظلاميين وعملاء الأجانب وسيكون للحركة الشعبية التي بانت بداياتها تأثيرها في تغيير موازين القوى ونتمنى على جميع القوى الوطنية التقدمية أن تتحد للوقوف بوجه الوباء الأصفر القادم من الشرق والغرب


9 - الأخ باسم محمد
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 12 / 7 - 14:13 )

ذكرتني مقارنتك السليمة بحكاية شعبية تقول أن أحدهم توفي والده وهو صغير وعندما شب ونما سأل والدته عن عمل أبيه ليقتدي به فقالت له أن عمل والدك سرقة أكفان الموتى ،فقال لها سأعمل مثله وفهلا جائها في اليوم التالي بمبلغ من المال فسألته من أين كسبته فقال لها عملت مثل والدي واذا كان والدي يسرق الكفن فانا أضع وتدا في قفا الميت. فهؤلاء زادوا على مالدهم طلاح لأنهم من أرومة واحدة ولهم هدف واحد هو أسعاد العراقيين!!


10 - الأخ مازن البلداوي
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 12 / 7 - 14:18 )

نعم لا مفر من العمل الحاسم الذي يغير الأمور واذا لم تتحد القوى الوطنية وتعمل بجد خلال الأيام المقبلة لتغيير الواقع والوقوف بوجه الهجمة الظلامية الشرسة فاا أنصح المهجرين العراقيين ممن أمضوا عقودا خارج العراق أن ينسوا العراق فلا عودة لهم في ظل الوضع المأساوي السائد وأنصح الآخرين اذا لم يستطيعوا المواجهة العودة من حيث أتو لأن المستقبل في ظل التراخي الحالي لا ينبيء بمستقبل سعيد وعليهم العمل من خلال النضالات المطلبية وتحشيد الجماهير ومفاتحة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لأتخاذ الأجراءات اللازمة لمواجهة ما يحدث وعلى العراقيين في الخارج التظاهر أمام المنظمات الأممية لمعالجة الواقع العراقي والا......


11 - حرق الكتب
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2010 / 12 / 7 - 17:04 )
الصديق ابو زاهد تحية لك
انا على يقين مطلق ان (الحكومة) الحالية والقادمة سوف تشن هجوما دمويا بشكل غير مباشر ضد عقول التنوير واولهم الشيوعيون..البداية من اغلاق البارات والنهاية بحرق الكتب والبشر... التهم جاهزه...الشيوعيون كفرة وسوف يحركون الشارع البسيط ضدهم..المكتبات تحوى على كتب تشتم اهل البيت والنبي فيجب حرقها والشارع البسيط سوف يصدقهم
ابو زاهد
هذه ليست اضغاث احلام ..بل هذا ما سوف يحصل ويوما لا ينفع الندم..كما حصل بعد ما يسمى بالجبهه الوطنيه
مع اعتذاري


12 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 12 / 7 - 17:17 )
الصديق جاسم الزيرجاوي
أنا معك في تحسبك المستقبلي وأعتقد أن الأمور تسير نحو الهاوية لأن القوى الحالية تحاول فرض هيمنتها على المجتمع بكل الطريق وقد تهيأت لها الظروف المساعدة التي أحسنت أستغلالها واليوم أصدر مكتب اليعقوبي بيانا شديد اللهجة يشم من ورائه ما هو أكثر من أغلاق النوادي وحجر الحريات والأيام القادمة ستكون أسوء اذا لم تسارع القوى التقدمية والوطنية لتحريك الرأي العام العالمي للتحرك وأيقاف هذه الممارسات ففي عصر الأنترنيت لا يمكن لأي جهة أيقاف عجلة التقدم وعلى القوى الوطنية الأستفادة من التطور العلمي لتوسيع حركتها والتنسيق مع القوى العلمانية في العالم لأيقاف التدهور وأملنا بعراقيي الخارج أن يعلنوا من خلال المظاهرات أمام السفارات ومكاتب المنظمات الأنسانية عن شجبهم لما يجري والتحرك الفعال لأيقاف ما يخطط له مع تحياتي


13 - أنته ليش مقهور
علي الشمري ( 2010 / 12 / 7 - 20:12 )
الاخ ابا زاهد المحترم
انك على مايبدوا تنظر الى الجانب الترويحي فقط ,حيث أن العراقيين جميعا يمرون بظروف غير طبيعية ويريدون الترويح عن انفسهم ونسيان مشاكلهم فيتجهون للنوادي الليليةلاحتساء الخمر المحرم شرعا,الحكومة الاسلامية تنظر الى الامور بغير منظارك الضيق,فهي تريد المحافظة على صحة مواطنيها لان الخمر به ضرر صحي,والجانب الاخر تريد تخفيف العب عن جيوب المواطنين العراقيين لان اسعار الخمور أرتفت عالميا,والشئ الثالث الاهم هو ان تربي الاجيال القادمة على التعاليم والقيم الاسلامية والتي تنهي عن شرب الخمر ,
اخي العزيز ,ان مجلس محافظة النجف اتخذ قرارا بغلق مدينة العاب النجف (للاطفال)قبل بدء شهر عاشوراء باربعة ايام ,خوفا على الاطفال ان يلهوا فيها وينسوا اللطم والزنجيل والتطبير,ان رياح طالبان النتنة المنطلقة من كهوف تورا بورا قد وصلت على ما يبدوا طلائعها الى حكام العراق الجدد,فأستنشقوها وعجبوا برائحتها فلا تعجب والاتي أعظم....
تقبل تحياتي


14 - الجبهة اليسارية العراقية تمثل النواة الثورية
التيار اليساري الوطني العراقي ( 2010 / 12 / 7 - 20:38 )
ان اسقاط النظام البعثي الفاشي واحتلال العراق في 9 نيسان 2003 من قبل الامبريالية الامريكية وحلفائها ،ادى الى تهديد وجود الدولة العراقية الحديثة، التي تأسست عام 1921ومن ثم تعريض العراق الى مخاطر التقسيم الى اقطاعيات طائفية عنصرية،والى تدمير الهوية الوطنية العراقية
ان قيام اليسار العراقي بواجبه الطبقي والوطني في المعركة الوطنية الكبرى التي يخوضها الشعب العراقي،يتطلب ارقى اشكال التنسيق والتعاون بين القوى اليسارية العراقية،فلا يمكن لاي فصيل يساري ان ينهض بمفرده بالمهام الوطنية الراهنة والمستقبلية ،مما يستلزم اقامة الجبهة اليسارية العراقية لقيادة هذا العمل الوطني التأريخي
ان الجبهة اليسارية العراقية تمثل النواة الثورية للجبهة الوطنية،المناهضة للبعثية الفاشية والنظام الاحتلالي الطائفي العنصري الفاسد وتعتبرهما وجهين لعملة واحدة,عنوانها العمالة والقتل والتدمير والنهب
أن هدف الجبهة اليسارية العراقية الرئيسي هو تحرير العراق واقامة جمهورية العدالة الاجتماعية.وهي تشكل بذلك نواة طبقية دينامكية لاوسع تحالف وطني مناهض للفاشية والاحتلال,بأختيارها الطريق الثالث،طريق الانتفاضة الشعبية
ل. المتابعة

اخر الافلام

.. اعتقالات وإعفاءات في تونس بسبب العلم التونسي


.. تونس– اعتقالات وتوقيف بحق محامين وإعلاميين




.. العالم الليلة | قصف إسرائيلي على شمال غزة.. وترمب يتعهد بطرد


.. ترمب يواصل تصريحاته الصادمة بشأن المهاجرين غير الشرعيين




.. تصريحات ترمب السلبية ضد المهاجرين غير الشرعيين تجذب أصواتا ا