الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( صبرا أيها المتقاعدون إن موعدكم العذاب )

حامد كعيد الجبوري

2010 / 12 / 6
حقوق الانسان


في موسم حج عام 2006 ذهب أخي الأصغر رحمه الله لأداء مناسك الحج ، ولم يذهب بناءا على أنه من الحزب الفلاني ، ولا من الدائرة الفلانية ، بل ذهب حاجا ومن ماله الخاص ، وهو ليس بالغني ولا بالفقير ، بل من متوسطي الدخل ، عاملا يعمل بمنشأة حطين ، ولأن القادم الجديد لم يرد لمخلفات النظام البائد بالبقاء ، لذا ألغيّ هذا المعمل وسرح عماله وموظفيه وبلا أي مردود مالي ، وبعد التي واللتيا أعيد العمل بهذا المصنع ، وأستبشر أخي رحمه الله خيرا ، وأخي مسجنون سياسي محسوب على جهة دينية ، هكذا رأيه ، ولم يوافق على الحصول على المنح المالية ، وقطع الأراضي للمسجونين ، وعدَ أخذها حراما ، وحين ذهابه للديار المقدسة أختاره الله لجواره هناك ، وفعلا دفن في أرض مكة من قبل رفاق سفره ، وتصوروا أن الوقف السني الذي يرأسه الشيخ السامرائي عرض علينا المساعدة المالية متفضلا لنقله الى العراق ، ولم يحرك الوقف الشيعي الذي ذهب أخي مع مجمل حملاته بشئ ، وكان قرار عائلتي التي أقودها بتواضع ، أن يدفن حيث أختاره الله ، ومن ذلك اليوم – وفاته – وليومنا هذا ونحن نسعى وراء إخراج تقاعده الذي يستحق ، وبعد مضي ثلاثة سنين عجاف مرت على عائلته ، التي بدأنا نقتطع من مدخولاتنا لنسد حاجة عائلته ، وذلك جزءا يسير مما يوجبه حق الأخوة ، وأخيرا وبعد مضي هذه السنين أتانا إشعارا من دائرته بأن المعاملة أنجزت ، وهي الآن بدائرة التقاعد ببغداد ، جمعت ما لدي من أوراق ثبوتية له ، وأستصحبت زوجته معي وذهبنا لدائرة التقاعد العامة ، وأنا أؤمل نفسي بإنجازها والعودة للحلة ظافرا ، وفوجئت حين دخولي لدائرة التقاعد العامة ، والعائدة لوزارة المالية ، أن أعداد المراجعون تفوق التصور ، الممرات ملئا بالناس ، الشبابيك التي سجن خلفها الموظفين تغص بمئات المراجعون ، أقسام كثيرة ومتنوعة حسب فئات المتقاعدون ، القسم العسكري ، قسم الجيش المنحل ، قسم شؤون المحاربين ، الكيانات المنحلة ، القسم المدني ، قسم الجرحى ، قسم الأحزاب الجديدة ، المفصولون السياسيون ، إذن أين سأجد معاملة أخي ، من الساعة العاشرة ولنهاية الدوام لم أرشد لمكان أراجعه ، كل يدفع بي لغيره وسط الزحام الشديد ، وعدم أهلية الدائرة لتستقبل هكذا عدد ، أردت أحدا ما يجيبني ، بل يرد على سلامي فلم أحصل ، وهكذا عدت للحلة الفيحاء خالي الوفاض .
السؤال الذي أضعه أمام الجميع ، لماذا يفرض على أبن البصرة ، أو الموصل ، أو أبناء المحافظات الأخرى ، غير إقليم كردستان ، الذهاب لبغداد لإنجاز معاملة التقاعد ؟ ، والقادم الجديد ينادي بالأقاليم ، ثم ألم توجد بكل محافظة دائرة للتقاعد تحوي مئات الموظفين ؟ ، لماذا لا تلغى دوائر تقاعد المحافظات طالما أن المراجعة للمتقاعد ببغداد حصرا ؟ ، ثم أين هم المسئولون القابعون بخضرائهم المقفرة ، ليروا بأنفسهم معانات من قدم عمره لدائرته ؟ ، ليتذكروا الأمس القريب حيث طاغية العراق المقبور ، ينشد له المستخنثون قائلون ، ( بيت بيت زار الشعب ، ولا بين أبوجها التعب ) ، فماذا سننشد ونغني لعشاق الخضراء ومن أسكنهم فيها ، إنا للعراق وإنا له غير أبناء ، فأبناء العراق أصحاب الكراسي والجناسي مثنى وثلاث ورباع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وصول عدد من الأسرى المفرج عنهم إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير


.. الدكتور محمد أبو سلمية: الأسرى يمرون بأوضاع مأساوية بسبب الإ




.. أهالي الأسرى: عناد نتنياهو الوحيد من يقف بيننا وبين أحبابنا


.. أطفال يتظاهرون في أيرلندا تضامنا مع أطفال غزة وتنديدا بمجازر




.. شبكات | اعتقال وزيرة بتهمة ممارسة -السحر الأسود- ضد رئيس الم