الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من -موقع رزكار- الى -عالم الحوار المتمدن- 1

مهند البراك

2010 / 12 / 6
الملف ألتقييمي 2010– بمناسبة فوز الحوار المتمدن بجائزة ابن رشد للفكر الحر والذكرى التاسعة لتأسيسه.


فيما كان العديد من الأوساط اليسارية والديمقراطية في عموم المنطقة، من نساء ورجال ومن غالبية الأطياف القومية والدينية والمذهبية . . فيما كانوا يتداولون في ضرورة وجود وسيلة تقدمية اعلامية و الإسترشاد منها والمشاركة بها، و بالتالي دعمها للحاجة الماسّة لها . . كوسيلة تلتزم وتبحث في موقف اليسار الواقعي و كيفية تجليه ولعبه لدوره على صعيد الفكر، في الواقع الشائك وليس في الأماني والأحلام النبيلة فقط . . الواقع الذي تكوّن اثر انهيار العالم السابق الذي كان يرتكز على ثنائية القطبية من جهة، واثر الثورة التكنيكية المعلوماتية الهائلة التي اخذت تجتاح العالم و المنطقة .
و كانوا يبحثون عن وسيلة تسلّط الأضواء من خلال النقاش الجاد، و تعمل على فهم و بلورة ماهية الديمقراطية التي صارت (راية) لتحولات عالمية هائلة بخيرها و شرّها، و صار يُدعى لها في التحولات الإقليمية و الداخلية المتداخلة . . و فهم ماهية و معاني التفتح والمرونة التي كان يضيق بها التحزّب في الزمن والمكان المحددين، لعوامل موضوعية وذاتية. . في سبيل المساهمة الفاعلة في الجهود الرامية الى التطوير الخلاّق والمبدع لما حملته وناضلت به وخبرته اجيال واجيال . . من اجل خير الجموع في تحقيق غد العدالة الأجتماعية وفق قناعات طلائعها وتجمعاتها افراداً وجماعات و احزاب، وما قُدّم في سبيله من غالي ونفيس و اجمل عقود الحياة .
ظهر موقع " الحوار المتمدن " الألكتروني الذي حمل اسم " رزكار" الكترونياً (1)، و حمل في صدره عنوانه ووجهته كـ " صحيفة يومية مستقلة يسارية، علمانية، ديمقراطية . . سياسية فكرية عامة . . " اول صحيفة يسارية - علمانية الكترونية يومية مستقلة في العالم العربي " . . بصياغة دخلت ايجاباً في نفوس الكثير من الأوساط اليسارية و الديمقراطية و التقدمية، حيث رغم كونها صياغة تفصيلية الاّ انها عكست وفي خطوتها الرائدة الأولى . . الرغبة في لمّ الصفوف في مواجهة التمزقات التي كانت تتزايد. و قد عكس نشر مقالات كتّابه الأُوَل، فهماً لواقع وتعقيدات الحركات والأحزاب العمالية والشيوعية واليسارية و التقدمية الجادة و غيرها في المنطقة . .
رغم تباين استقبال تلك الحركات والأحزاب لظهور كينونة جديدة بينها بصيغة موقع الكتروني من جهة، و رغم تأخر عدد منها ـ ان صحّ التعبير ـ عن فهم و استيعاب دور و آفاق الإعلام الألكتروني، و قلق عدد آخر، من ان النشاط الإعلامي الألكتروني قد يجرّ عليها مخاطر جديدة و هي تخوض نضالات صعبة . . اضافة الى التأثيرات الكبيرة للصراع الضاري بين محتكري الإعلام الورقي و المرئي و المسموع و محتكري الكلمة والسياسة من جهة، وبين الإعلام الألكتروني المفتوح والإنترنت التي تنشر للأجيال الأكثر شباباً و للمفكرين الجدد من جهة اخرى . . الصراع الذي صار اكثر ضراوة الآن و كما سيأتي (2) .
و اضافة لما عكسه الموقع منذ البداية من خبرة سياسية و معرفة علمية الكتروتكنيكية تواكب التطورات العاصفة، و من رغبة صادقة بعدم الدخول في صراعات هابطة و مهاترات و مزايدات، او صراعات جانبية تفصيلية لاداع لها، معبّراً عن كونه لم يتكوّن للنيل من، او كرد فعل على سياسة حزب او حركة ما، او على كليهما . . ولالطرح نفسه بديلاً عن حزب او منظمة . .
واخذ المتتبع لكتاباته يلاحظ ان كتابات كُتّاب الموقع تثير وتعالج مشاكل قائمة و متجددة فعلاً، و تحاول جادّة لإيجاد السبل العلمية والواقعية لوضع الحلول لها، رغم الشطط الذي حصل احياناً والذي لايمكن تفاديه لمن تطوّع لخوض تجربة جديدة و واعدة في عالم الثورة المعلوماتية التكنيكية . . التي تجتاح منطقتنا العربية و الشرق أوسطية . . مع مايجتاحها من تغييرات عاصفة .
و اخذت التجربة تنجح من خلال متابعة تزايد الفائدة منها، و من خلال ردود الأفعال المتنوعة لوسائل الإعلام و للدوائر الرسمية للقرار في المنطقة . . كموضوعات او كافكار و غيرها، ومن خلال تزايد مساهمة اسماء و قامات لها حضورها واخرى تبني حضورها الجديد المنتظر بحماس وحرص. اضافة الى تواصل كسبه اهتمام ومتابعة، ثم تقدير واعتزاز اوساط تتسع . .
حتى صارت كتاباته تلبي حاجة اوساط متزايدة من القوى الديمقراطية و التقدمية واليسارية العربية و الشرق اوسطية من الكوردية والكلدوآشورية سريانية وغيرها . . وخاصة التي تناضل من اجل حقوق الأنسان والمرأة وحقوق القوميات الأصغر والأقليات القومية والدينية، ومن اجل السلم والحرية والعدالة الأجتماعية، ومن اجل قيم المنهج الأشتراكي العلمي و الإنساني . . حتى اخذت اوساطها تطبع و تنشر اوتكثّر ماينشر فيه، في الحارات والمناطق الشعبية، واخذت اخرى تراسله للحصول على دعمه الأعلامي .
فاضافة الى انحيازه للعلمانية من موقعه كموقع ديمقراطي انساني تقدمي، و معالجة كتّابه وكاتباته مختلف شؤون تلك المحاور، فأن اهتمامه بنشر كلاسيكيات الماركسية و منشورات وآداب اعلام الفكر الأشتراكي واليساري و الإنساني العالمي ومختلف تجاربه بنجاحاتها واخفاقاتها، ومحاولاته استخلاص الدروس والعبر منها للحاضر.
واستطاعته تحقيق انفتاح على الباحثين الجادين والمفكرين بالشأن الأسلامي المتنوّر، على طريق محاولات وضع الدين ودوره في اطاره الواقعي في عملية تمدّن وتطور المجتمع ومن اجل التحرر والسلم . . والتصدي لمحاولات استغلال الأديان وجعلها وسيلة لتحقيق التسلّط والثراء، و لمحاولات جعلها وسيلة لأشاعة العنف والأستغلال والتمييز العنصري والديني والطائفي، في وقت صار فيه الدين شأناً من اكثر الشؤون التهاباً واثارة ليس في المنطقة وحسب بل وفي العالم، في هذه المرحلة.
و باثارة الموقع لمواضيع وملفات هامة ملتهبة، وبحرية الكتابة فيه بعيداً عن مقص الرقيب . . استطاع بكل ذلك و طيلة تسع سنوات . . استطاع خلق اجواء شجّعت وتشجّع على الحوار و تواصله و ارتقائه، الذي اخذ يجرّ اعداداً تتزايد من الكتاب والكاتبات والقرّاء، ومن عموم المثقفين والمثقفات، باشكال متنوعة. واضافة الى حيوية مناقشاته في الأمور المستجدة، فقد انعش الرغبة في قراءة الكثير من الموضوعات من زوايا كثيرة التنوع والأجتهاد . . باتجاهات الفكر اليساري والعلمي وتصوراته عن العلمانية والمجتمع المدني والديمقراطية والحرية، وساعد على تنشيط وتطوير صداقات وعلاقات ودية بين كتّابه وزوّاره رجالاً ونساءاً، اضافة الى مساعدته على خلق وتطوير كاتبات و كتّاب اكثر شباباً رغم ظروف القحط المتنوع الأسباب . .
حتى استطاع مخاطبة كل الفئات والقوى الإجتماعية و الطبقية وإشراكها في قضايا مختلف عليها والحوار معها، من خلاله كموقع مفتوح لكافة اتجاهات : اليسار والعلمانية و الديمقراطية والدينية المتنورة . . تنفيذاً لما اعلنه بألتزامه بالانفتاح الكامل على الآراء المختلفة وباحترام الرأي والرأي الأخر . . داعيا إلى العمل المشترك لمواجهة التحديات المشتركة، على اساس نقاط الالتقاء، او ما يفرزه الحوار الحضاري من مشترك . .
وفيما يشكّل " الحوار المتمدن " مساهمة جادة اكثر اضاءة في اطلاق المبادرة في محاولات رسم وتوضيح معالم ومنعطفات الطريق في الظروف العالمية والأقليمية والمحلية المتفاقمة اليوم، تأتي من مرونتها وتنوعها، من اجل اعادة بناء الطريق لصالح الجماهير الكادحة، وفي اعادة رسم الحلم والأمل المتجدد وفي انتشال واعانة الكثيرين في مواجهة مخاطر التشتت والضياع بفعل التطورات العالمية العاصفة، وتزايد التهاب منطقتنا وعراقنا بشكل اخصّ . .
فانه يشكّل مساهمة فكرية و سياسية و ثقافية هامة لمواجهة مخاطر السعي لتحويل المنطقة الى ساحة لصراع المذاهب والأديان والثقافات في محاولاتها توظيف انواع المصائب والمحن والقتل الجماعي واليومي، لأثارة الفتن والتعصب العرقي والديني والطائفي، لحرف الصراع الأساسي عن محتواه الطبقي والفكري . .
وقد لعبت حملات دفاعه المتواصل عن ضحايا وسجناء حرية الرأي، وعن ضحايا الأرهاب والتمييز العنصري والقومي والديني، والتمييز على اساس الأنتماء الجنسي، وعن حقوق الأنسان ومن اجل الغاء عقوبة الأعدام ادواراً كبيرة في التعريف بكنه تلك الحقوق اولاً ، وبالتالي بنشر الفكر الداعي الى التحشيد لأجلها .
وكموقع الكتروني، فانه بقدر تحقيقه تفاعلٍ وتحفيزٍ وتحريض اسرع واكبر من مطبوع . . حين يدخل البيوت والمقاهي والأماكن العامة دون استئذان ودون مقص رقيب يومي، و في كل مكان. وبقدر ما استطاع ان يحافظ على خطه المستقل، وما نال من تشجيع وتفاعل وتواصل من الفئات والقوى الأكثر تفتحاً وخاصة من الشباب . . بقدر مانال و ينال مخاصمة انظمة وقوى متحكمة في مجالات كثيرة التنوع حاولت وتحاول اخماد صوته . . بعد ان منع في عدد من البلدان العربية، التي اعتبرعدد من اجهزتها حتى مراسلته والكتابة فيه تهمة يحاسب عليها (القانون)(3) . (يتبع)


6 / 12 / 2010 ، مهند البراك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. لكيفية حمل الموقع اسم " رزكار" بداية، راجع كلمة الأستاذ " رزكار عقراوي " المنسق العام لموقع " الحوار المتمدن " في حفل فوز الموقع بجائزة ابن رشد للفكر الحر عام 2010، في 26 تشرين ثاني نوفمبر 2010 .
2. بالقياس الى ما كان عليه الحال قبل تسع سنوات حين كانت المواقع العربية تعدّ على الأصابع، و بتمويل و شروط حكومية، و كانت وسائل اسكات و تخريب المواقع الألكترونية اقل فعّالية بكثير مما عليه اليوم . . في خضم صراع الكتروني علمي حضاري مستمر، على اساس لكل شئ نقيضه، وللنقيض نقيض . .
3. راجع التفاصيل في كلمة المنسق العام، كما في (1).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل