الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المغردون خارج السرب

عزام يونس الحملاوى

2010 / 12 / 7
القضية الفلسطينية


ان ابسط المهارات التي يجب ان تتوفر في الإنسان الذي يمارس العمل السياسي, هي تسمية الأشياء بأسمائها بعيدا عن الفذلكة والنعرات, وطرح الأفكار المتزمتة التي تثير الفئوية والفوضى والتوتر في الشارع ولدي الجماهير, ولكن مايثير الاستغراب والتساؤل في فلسطين, هو استخدام بعض السياسيين في عملهم أسلوب التنظير, الذي يعكس شكل وممارسة عملهم السياسي وفق مفاهيم ونهج تنظيماتهم التي يغلب عليها التلاعب بالألفاظ , وابتكار المسميات والمصطلحات, التي تعود بالفائدة على تلك التنظيمات ومصالحهم الشخصية فقط, ,وتسئ للقضية الفلسطينية وشعبها0 فعلى سبيل المثال: فعندما يتحدثون عن الديمقراطية, يحاول كل منهم استغلالها حسب مزاجه وفهمه, ووفقا لمصلحته ومصلحة تنظيمه ,ولايريدوا ان يفهموا بان الديمقراطية ليست سلعة تباع وتشتري متى وكيفما شاءوا, وإنها نهج حضاري مهمتها الأساسية النهوض بالمجتمعات والشعوب, والتقدم بهم الى الأمام والتطور إلي الأفضل, وهي أيضا موحدة للجهد والطاقات والفكر والعمل, وليس الرجوع إلي الوراء والتخلف ,واختراع الأفكار التي تدمر الشعوب ومنجزاتها.فالديمقراطية عندما تصبح فوضي ونفاق وكذب, ولاتحترم فكر الشعب وآرائه ومسيرة نضاله, تكون ستارا لتمزيق الوطن وتجاوزا لثوابته الوطنية, وتصريحا مفتوحا لإضفاء الشرعية علي الفوضى والفساد التي يمكن من خلالها تدمير الوطن والشعب 0لهذا فان السياسي الذي يحاول ان يستعرض مشاكلنا وقضايانا بشعارات عفي عليها الزمان, بالكذب والتضليل والخداع للظهور كشخصية قيادية وسياسية, فان الشعب لن يقتنع به ولاحتى مناصريه المقربين منه, ولن يستطيع إقناعنا بأنه سياسي ذو خبره ومحنك وبإمكانه الابتكار والإبداع, وإيجاد الحلول لمشاكلنا وقضايانا ,بل تصبح أفكاره وحديثه أضحوكة لنا 0اضف الى ذلك وجود بعض السياسيين الذين ينسبون لأنفسهم الفهم والإدراك للثقافة السياسية والحضور الجماهيري, وهم في الحقيقة لايملكون هذا الحضور الاجتماعي والشعبي ولا الثقافة السياسية, وما يزيد الطين بله طرحهم أفكارا للمشاكل التي يعاني منها المجتمع بعيده عن الواقع وعن تاريخنا وصعبة التنفيذ والتحقيق, وهم يدركون ذلك جيدا, ولكنها المصالح التنظيمية والشخصية والوقاحة السياسية.ان هذا النوع من القادة او السياسيين هم النصف الأخر والمكمل للسياسيين الذين يستغلون المشاكل الداخلية, ويطلبون الحوار لاتخاذه مدخلا لإضعاف وتدمير القوانين والمؤسسات الدستورية,والتي أسست للحفاظ علي حقوق الشعب, ولكن الشعب وكافة مؤسساته المدنية وتنظيماته الحية التى تعمل على حماية الديمقراطية, ملزمه وقادرة بالحفاظ على حماية مؤسساته الدستورية من أي أفكار غريبة وشاذة يمكن ان تعصف بها وبالشعب .لذلك فان هذا الشعب العظيم الذي تتمثل عظمته فى صبره على ماابتلى به ,وانتفاضته الأولى واستمرار مقاومته للاحتلال, نتيجة الظلم والتلاعب في مصيره وحياته ومستقبل وجوده, فانه لن يغلب ولن يتأخر فى التصدي لكل الأطروحات المهترئه والفاشلة التي تتجاوز الخطوط الحمراء, مثلما حصل عندما حاول البعض بإيجاد البديل ل م.ت.ف وتجاوزها, وحتى يعلم هؤلاء الذين يحاولوا تجاوز الثوابت الوطنية, ان حقوق الشعب الفلسطيني ووحدته غير قابلة للمساومة, وأنهما الأساس لتحرير الأرض من الاحتلال وإقامة ألدوله المستقلة وعاصمتها القدس الشريف, وان هذا التنظير لن يفيد بشئ مع شعب خاض النضال, ومر بكثير من الويلات والتجارب القاسية التي استخلص النتائج والعبر منها وأهمها: بأنه لايمكن لأحد ان يتحكم به ظلما وعدوانا, وانه يملك الوصاية عليه وعلي وطنه. ولسنا بحاجة لتذكير هؤلاء من يدعون بأنهم الزعماء والسياسيين لهذا الشعب, بان الشعب الفلسطيني قادر على تحقيق أهدافه والدفاع عنها والحفاظ عليها, وقد اثبت ذلك مرارا وتكرارا, وعبر عن ارداته وخياراته في الكثير من المواقف السابقة المشهود له بها,وسيعبر عنها أيضا فى اى أحداث ومواقف مقبله وخاصة الانتخابات القادمة, لإيمانه الراسخ بان الديمقراطية هي الوسيلة الحضارية الوحيدة للوصول إلي مستقبل واعد, وإنها النهج الصحيح الذي لن يتنازل عنه, وحتى يعلموا أيضا ان الديمقراطية والانتخابات هي حق للشعب وليس للتنظيمات او بعض السياسيين, وليس من حقهم منع الانتخابات وعدم ممارسة العمل الديمقراطي بشكل صحيح, حتى ولو كان هذا فى صلب برامجهم ألسياسيه ووثائقهم ألداخليه وعقولهم المغلقة, وحتى لايمتطي البعض منهم صهوة الحصان شاهرا سيف عنترة للشجاعة والبطولة, ليغرد خارج السرب مستفزا الشعب بأطروحاته العقيمة التي ليس لها معنى ولا قيمه 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليبيا: ماذا وراء لقاء رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني


.. صفاقس التونسية: ما المسكوت عنه في أزمة الهجرة غير النظامية؟




.. تونس: ما رد فعل الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي بعد فتح تحقيق


.. تبون: -لاتنازل ولا مساومة- في ملف الذاكرة مع فرنسا




.. ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24