الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسفيه الثقافة الأردنية ب 35 قرشاً

خالد عياصرة

2010 / 12 / 7
مواضيع وابحاث سياسية



من الأهمية بمكان النظر بايجابية إلى خطوة وزارة الثقافة الأخيرة التي تدور في فلك تعميم الثقافة من خلال تكثير وتنويع الفعل الثقافي،هذه النظرة ترتفع في السماء السابعة للفكرة،لكنها تستقر في عين الوقت في الأرض السابعة من حيث المضمون.
المعرض كما قلنا كفكرة يحمل في رحمة شيئا من الفائدة الإبداعية خاصة وانه يشجع على اقتناء الكتب بمختلف روائحها بأسعار تشجيعية،الهدف من الأمر هو تعميم الفائدة على اكبر قدر ممكن من الشعب.
مبدعو الأردن لم يتركوا تربة الا وقاموا بزرع أشجارا فيها أثمرت وأنتجت وأسهمت في خلق جيل جديد على قدر كاف من المسؤولية الثقافية المرتبط عضويا بالعروبية والمتصل وان بدرجة اقل بالانسانية.
الناظر لتجربة يصل إلى نتيجة مفادها ان القائمين على مهرجان القراءة لا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد بالشأن الثقافي الأردني والعربي والدولي.
الإطار الأردني تم تسفيهه بشكل ممنهج يقوم على الرفع من شان مدعي الثقافة والأدب ، بمقابل إهمال الفعل الثقافي الحقيقي من للذين كان لهم دورا بارزا ماضيا وحاضرا ومستقبلا في رسم الصورة الثقافية ومسموعيتها،هؤلاء يمثلون الغائب الأكبر عن مهرجانات القراءة للجميع.
الغالبية العظمى سوف تصاب بفاجعة اذا ما قررت زيارة المعرض،حيث سيجده دون المستوى المطلوب،المعرض لا يحوي شيئا يذكر من أعمال جهابذة الفكر والثقافة والأدب والسياسة الأردنية.
لو قرر البعض البحث عن مؤلفات للروائية سميحة خريس او الروائي زياد صالح او المفكر ناصر الدين الأسد او الدكتور خالد الكركي او مؤلفات للشاعر حيدر محمود او مذكرات جلالة الملك حسين رحمة الله او أعمال الأمير الحسن ، او هشام غصيب ، او تلك المؤلفات التي تتعلق بالشأن الأردني السياسي والاجتماعي والحزبي ،حتى لو أرد الفرد البحث عن مؤلفات مفكرين او روائيين او شعراء عرب،فانه للأسف لن يجد في المعروض ما يلبي حاجته.
المشكل اننا لا نعلم من هو القائم على اختيار الكتب المعروضة،التي لا تحاكي الفعل الثقافي الأردني الحقيقي ، المعروض اقل من المطلوب ،وللأسف يسئ للتجربة الثقافة الأردنية بتفاصيلها وعلى امتداد تاريخها .
من المؤسف بمكان أن يتم تسفيه تاريخنا الثقافي الأردني وبالتالي العربي فقط لأننا لا نستطيع أن نقول للقائمين للموظفين في وزارة الثقافة" لا " لقد حدتم عن الصوب،أهكذا تورد الإبل يا وزارة الثقافة،الشأن الثقافي الأردني كما هو العربي والإنساني حلقة متصلة لا يمكن الفصل بينهما.
نتمنى أن يعاد النظر بالمعرض لا من حيث الفكرة بل من حيث المضمون الذي يقوم بالاستخفاف بعقول شعبنا الأردني الذي اجزم بأنه على دراية وإطلاع أكثر من اللجان التي أقرت عرض هذه المؤلفات دون غيرها والاكتفاء بها.
أانتهت الثقافة الأردنية ام أصيبت بالعقم ،أصحيح أن الأرض لم تعد تنجب أقلاما وأفكارا حتى يصار إلى عرض كتب لمؤلفين في غالبيتها لا تلبي الطموح الثقافي للمجتمع الأردني. الله يرحمنا برحمته ... وسلام على أردننا الهاشمي ورحمة من الله وبركه.
خالد عياصرة
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو طريف.. كاميرا مراقبة ترصد ما فعلته دببة شاهدت دمى تطفو


.. الرئيس العراقي: نطالب المجتمع الدولي بالضغط لوقف القتال في غ




.. سقوط مزيد من القتلى والجرحى مع تواصل القصف الإسرائيلي على غز


.. أكسيوس: إسرائيل قدمت خطة لمصر لإدارة معبر رفح| #الظهيرة




.. ما -الحكم العسكري- الذي يريد نتنياهو فرضه على غزة في اليوم ا