الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوني أحلم... دعوني أقول (5) حرائق الكرمل وحرائق الأوطان

محمد حسن محيي الدين

2010 / 12 / 8
السياسة والعلاقات الدولية


دعوني أحلــم ...دعوني أقٌـــــول .... (5)
حـــرائق الكــرمل ... وحرائق الأوطان
ماتزال العبر المستقاة من حرائق الكرمل في (اسرائيل) كثيرة ،حتى بعد اطفائها ، عند البحث عنها ( لمن يريد أن يفيد من العبر...) فقد علّق أحد الخبراء في (اسرائيل) على الحرائق ومن أشعلها ، بعد أن رجح التقرير ان صبيين قاما بلا عمد باشعالها ...
قال الخبير:
ان أهم ما يمكن استنتاجه من هذه الحرائق هو القصور التربوي الواضح في مؤسساتنا التربوية عن أداء دورها في معالجة الظواهر السلبية في مجتمعنا...
هؤلاء الناس صادقون مع أنفسهم ، وحريصون على معرفة الحقيقة والكشف عنها ، ولا يخشون من قولها حتى لو كانت مؤلمة :
ـ فعند فشلهم في تحقيق أهدافهم ضد المقاومة في لبنان عام 2006 أصدروا تقرير (فينوغراد) الشهير ليكشف عوراتهم أمام أنفسهم مثلما أمام العالم ...
ـ وعندما قامت قواتهم بعملياتها ضد اسطول الحرية ، وتأزمت علاقلاتهم (الاستراتيجية...) مع تركيا ، ارتفعت أصوات كثير منهم في انتقاد ما وقع من تصرفات غبية...
ـ وهم لا يألون جهداً في البحث في أمورهم بعين الحاذق والخبير والصادق مع نفسه ، الباحث عن هفواتها ومواطن الضعف فيها ...ويعرفون جيداً ان تشخيص الخطأ أول السبل لتلافي نتائجه ... لأنهم ببساطة حريصون على أمورهم وتطوير استعداداتهم ...
أما نحن في العراق فالظواهر السلبية تأخذ بخناقنا في كل شئ ، ولكننا ننجح دائماً في التعامي عنها وتجاهلها كالنعامة ، بالركض الى الأمام مرة وبتدبيج المقالات الفاشلة دائماً لدفن الرؤوس بالرمال وتغييب الحقيقة في كل مرة .
ـ فحين تعتقل السلطات البريطانية (البريطاني) مديرالشركة التي تصدر أجهزة كشف المتفجرات الى العراق بتهمة الخداع والغش ،ينبري (أحد المخلصين...) في داخليتنا على الملأ ليصرح ان الأجهزة جيدة ونافعة وتؤدي دورها على أتم وجه.. والعراقي يومياً يسمع عدة مرات السؤال التقليدي الذي يوجهه له رجل السيطرة : هل تحمل سلاحاً؟ والسيارات المفخخة تنفجر يومياً في أسواق وجوامع ابناء الأحياء الفقيرة في الوطن المذبوح من الوريد الى الوريد .
ـ وحين تتكدس أكوام من الأدوية التي انتهت صلاحيتها في مستشفياتنا ومراكزنا الصحية ، يخرج المسؤول الأعلى ليصرح: لقد أنفقنا كذا وكذا لشراء الأدوية ، والحقيقة ان الأموال تصرف في بلدنا في الشهر العاشر مع التعليمات التي توجب صرفها قبل نهاية العام فيهرع المسؤولون عن صرفها في سواد الليل لشراء ما يوجد في الأسواق وتتكدس مئات أجهزة التبريد أو الكمبيوترت في أروقة المؤسسات الصحية ، وتفاجأ يومياً بأن جهاز المفراس في مستشفى مرجان عاطل منذ شهور ، وجهاز المفراس في مستشفى الحلة الجراحي يعمل ولكن لاتوجد (صفائح ) تصوير ، ويصرف المواطن ما لا يقل عن (75000) دينار في العيادات الخاصة ... والمسؤول الكبير يرفع عقيرته كل يوم ليعلن بأنه أنفق كذا وكذا ...
ـ أما في الميدان التربوي فتبدو الكارثة أعظم ، ففي السنوات السبع الماضية لم تجر دراسة احصائية متكاملة للواقع التربوي في البلاد ، باستثناء دراسة يتيمة قدمها أول وزير للتربية بعد السقوط ، واندثرت بعد رحيل الوزير، أما الوزير الذي جاءبعده فلا يحتاج للدراسات ، وكان شديد اللهفة ليكون وزيراً للتجارة ، ليهرب ـ كما فعل وزيرا الدفاع والكهرباء قبله ـ بالمليارات الى بلده الثاني (بريطانيا) بكفالة (50) مليون دينار ، دفعها الرجل نقداً بكل شهامة ... أما وزارتنا اليوم فتبدع في معالجة الظواهر السلبية في الميدان التربوي ، ومن ذلك ابداعها للدور الثالث (التكميلي) في الامتحانات لتلافي نسب الرسوب المتدنية ورفعها ...
أيها القوم تعلموا من عدوكم (هذا اذا كان عدوا لكم فعلاً) في معالجة الأمور ,,,وشر البلية ما يضحك ... احترقت شجيرات فأوقدت في القوم شعلة لمعالجة ما حدث ، واحترق وطن من دون أن يطرف جفن لسدنته كي يعدّوا منهجاً لمعالجة ما يحدث كل يوم...
فهل هكذا تبنى الأوطان ؟؟؟؟؟؟؟؟
وفكروا في ما أقــــــول ...













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفرق جلي
سيد كمنجه ( 2010 / 12 / 9 - 04:12 )
الاخ الكاتب المحترم
هنالك بون شاسع بين من يريد بناء وطنه وخدمة شعبه,من خلال السير بخطوات الى الامام مع الاستفادة من الاخطاء وتصليحها,وهناك من يريد نهب بلده وتدميره من خلال المسير بخطوة الى الامام وعشر خطوات الى الخلف,وتصحيح الخطأ بخطأ أكثر فداحة,وهذا النوع الاخير هو من تسلط على العراق مع الاسف الشديد..
تقبل تحياتي

اخر الافلام

.. مسؤول إيراني لرويترز: ما زلنا متفائلين لكن المعلومات الواردة


.. رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية يأمر بفتح تحقيق




.. مسؤول إيراني لرويترز: حياة الرئيس ووزير الخارجية في خطر بعد


.. وزير الداخلية الإيراني: طائرة الرئيس ابراهيم رئيسي تعرضت لهب




.. قراءة في رسالة المرشد الإيراني خامنئي للشعب حول حادث اختفاء