الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب لن يكونوا أكثر من رماد في حرائق ويكليكس

تميم منصور

2010 / 12 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


العرب لن يكونوا أكثر من رماد في حرائق ويكليكس

تميم منصور

من تابع أنهار المعلومات السرية التي تدفقت في اليومين الماضيين من موقع ويكيليكس أختمرت في ذهنه معلومات كشفت أكثر ما هي الولايات المتحدة،وأنه لا فرق بين الأبيض والأسود من حكامها وغالبية المواطنين فيها، دلت هذه المعلومات عن طغيان هذه الدولة وأنها هي المسؤولة عن ظلم الشعوب وحماية ودعم الأرهاب في كل مكان، لأنها وحدها من يحمي ويدافع عن الأنظمة المستبدة التي تقهر شعوبها وتنهب ثرواتها، ومن داخل معاناة هذه الشعوب يتولد الارهاب.

هذا السيل من الفضائح والمعلومات التي طالت العديد من قادة الأنظمة العربية تؤكد بأن الصهيونية العربية أكثر شراً من الصهيونية اليهودية، وهذا ينطبق على حكام كل من مصر والسعودية وأقزام الخليج الفارسي (لأن الفرس أحق وأولى بهذا الخليج) ما هم إلا صهاينة يختبئون تحت الكوفية العربية.

تؤكد هذه المعلومات من جديد بأن الأمريكان يمارسون السياسة بعقلية التجار، ويمارسون التجارة بعقلية اليهود الذين يتجارون بعظام ودماء الأبرياء، امريكا لا تؤمن بشيء اسمه مجاناً أو شيء اسمه بلا مقابل، هي لا تفرق بين العلاقة الشخصية والعلاقة الرسمية، وتعتبر كلام النفاق والخنوع والسقوط والمجاملات عند العرب بأنه وثائق ترتكز عليها في تعاملها معهم.

التقارير السرية تثبت بأن امريكا غير قادرة على تفسير وتقدير حجم الخدمات والتضحيات التي يقدمها لها العرب، دون أن يطالبوها بثمن، في الماضي كان هناك من يملك القدرة على التصدي لنفوذها، ليس فقط في الشرق الأوسط بل في كافة القارات، عبد الناصر والناصرية وحدها استطاعا التصدي لهذا الغزو الأمبريالي المغولي الجديد، بسبب هذا التصدي لجأت الولايات المتحدة إلى كل أنواع الدسائس وحبك المؤامرات والاغتيالات ودفع الرشاوي لبسط نفوذها، خاصةً في منطقة الشرق الأوسط، أقامت الأحلاف مع قوى عربية واقليمية لتمرير سياتها، لكن عملاءها كانوا محاصرين في عواصمهم، يخشون عقاب شعوبهم، أما اليوم فإن غالبية القادة العرب يتسابقون ويقفون بالطوابير أمام عتبات البيت الأبيض وأمام بوابات السفارات الأمريكية في عواصمهم، يتوسلون كي تقبل القيادة الأمريكية طاعتهم وخدماتهم.

هؤلاء الحكام يعتبرون أنفسهم بأنهم كالمحاربون القدامى والأنتحاريون الجديد الدائمون الذين يدافعون عن المصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.

رغم هذا التفاني لخدمة مشروع التسلط الامبريالي الأمريكي، فإن الأخيرةلا تضع في حساباتها أي وزن أو قيمة لهم، لأنها تعرف أن خضوعهم لها غير محدود وأنه يجمع بين الطبع والتطبع معاً، فيترسخ في جيناتهم وجينات أبائهم من قبلهم وابنائهم من بعدهم، لا يهمها أحكامهم الجائرة المستبدة وعبثهم بثروات وارادة وكرامة شعوبهم دون حسيب أو رقيب، وأنهم قادرون على ترويض شعوبهم واذلالها واخضاعها لمآربهم.

أمريكا لا تخشى على حلفائها من غضب شعوبهم لأنها تؤمن بأن العرب شعوبا وحكاماً ما هم إلا ظاهرة صوتية لأنهم اعتادوا أن يرعدوا ولا يمطروا، كما أنها تدرك أن تضاريس المبنى النفسي والروحي والمعنوي عند المواطن العربي قد تغيرت بعد ان فقد الجسد العربي حساسيته الوطنية والقومية، فهو لا يشعر ولا يتألم من ألاف مسامير الذل والاستعباد التي تغرز في جسده، لأن طبقة الأدمة المليئة بالأوعية الدموية قد اختفت من جلده وتحولت إلى حراشف لا حياة ولا حياء فيها، لم يعد يشعر با لاف السكاكين التي فرقت اشلاء كرامته فأصبحت الكرامة عدميه، حول الحكام العرب شعوبهم إلى أسماك مجمدة محفوظة في افريز استبدادهم، من يشاهد فضائية سلطنة عمان يعرف ويقرأ كل حروف وكلمات النظام الصنمي، يدرك أن هذه الدولة تعيش فوق كوكب أخر، لقد حول حكامها شعبهم إلى حجارة من الشطرنج لا يعرف سوى الطاعة العمياء لجلالة السلطان المفدى.

كان السلطان عبد الحميد الثاني الذي لقب بالسلطان الأحمر يقول أنني لا أتحمل قراءة أو سماع كلمات ثورية وديمقراطية وتقدمية وبرلمانية، اليوم نزف الى روح السلطان عبد الحميد بأن غالبية الشعوب العربية الذين كانوا في يوم من الأيام تحت حكم جلالته لا يزالون على العهد في الرضوخ والخنوع ، ونبشره بأن له في كل عاصمة عربية وريثاً أكثر منه تسلطاً واستبداداً واحمراراً، ونبشره بأن بلاده تركيا الأصلية ألتي اصبحت جمهورية قد تحررت من دستوره ودستور الكماليين الذين ملأوا الفرغ الذي تركه سلاطين بني عثمان.

نبشره بأن العرب وحدهم اليوم في العالم الذين لا توجد لهم علاقة مع أية مقاضاة أو محاسبة أو محاورة أو مساءلة أوغضب أو رفض أو احتجاج أو حتى عتاب مع حكامهم.

في نفس الوقت فاننا نطمئن الرئيس الأمريكي اوباما ولسان حاله السيده كلنتون ووزير دفاعه غيتس بأن لا حياء بالتبعية، وأن العرب شعوباً وحكاماً على عهدهم باقون، نقول لحكام واشنطن بأن أحداً لن يحاسبكم من العرب بعد فضائح ويكيليكس الذي كشف عن تواطؤ الحكام العرب مع أمريكا واسرائيل ضد إيران وضد المقاومة اللبنانية وضد حركة حماس والجهاد الإسلامي ، إن لسان حالهم يقول يا أوباما سير سير وكمل مشروع التدمير، لا تتوقف عن تدمير سيادة السودان والعراق وأفغانستان وسوريا وفلسطين.

نطمئن أوباما بأن العرب لن يقولوا له كفى، لأن الانسان العربي محتل، منه مناطق احتلها الرعب ومناطق احتلها الجوع ومناطق احتلها اليأس وأن الحرية لا تعطى بل تؤخذ، العربي الذي لا يخاف نشك بعروبته، لا يوجد عند العرب شيء متماسك سوى القهر لأن الغرب وضع الإنسان العربي أمام خيارين، إما الحذاء العسكري أو العمامة والكوفية.

نبشر العرب والمسلمين جميعاً بأن رايات النصر قد أتت وأن الاطفائيات ألتي أرسلها محمود عباس للمشاركة في اطفاء الحرائق التي اشتعلت في جبل الكرمل شمال اسرائيل قد عادت بأكاليل الغار، غار الاستقلال وأن العلم الفلسطيني سوف يرفرف فوق الأقصى ،وما اقتحام قوات الاحتلال الاسرائيلي لعاصمة سلطة رام الله أثناء قيام اطفائيات محمود عباس بواجبها الوطني سوى مناورة صغيرة لاكتشاف مدى جاهزية كلاب الحراسة التي أعدها دايتون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تحذيرات الحكومة من تلوث مياهها... شواطئ مغربية تعج بالمص


.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تسعى لتأكيد تفوقها أمام بلجيكا في ثمن




.. بوليتيكو: ماكرون قد يدفع ثمن رهاناته على الانتخابات التشريعي


.. ردود الفعل على قرار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الدكتور محمد




.. موقع ناشونال إنترست: السيناريوهات المطروحة بين حزب الله وإسر