الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة العقل العربي من القدم إلى الرأس في العلاقة الجزائرية المصرية

نافذ الرفاعي

2010 / 12 / 9
السياسة والعلاقات الدولية


أعلنت مجموعة من المثقفين المصريين مبادرة التبرع بألف كتاب مهداة إلى الشعب الجزائري، وممكن اعتبار هذه المبادرة ذات دلالة عميقة، وإعادة التفكير من القدم إلى الرأس، خروجا من الركل ومنتهى الشحن بالكراهية والعداء التي تفجرت مفاجئة معظم العرب والمسلمين والأفارقة، ولا يمكن وصف ذلك سوى انه سلوك القطيع وتعبير غرائزي وانحطاط غير مسبوق في العلاقة التاريخية والتي تجمع الشعبين.
وفي قراءة لأبعاد هذا الحدث القيمية والأخلاقية والمعرفية والإدراكية والسلوكية والنفسية ، وتحريا عن أسباب العطب ، نبحث في طبيعة العلاقة الحالية ما بين مصر والجزائر، وهل يوجد اي مشروع مشترك ذو صيغة سياسية او اقتصادية او علمية او نهضوية او اجتماعية او ثقافية؟؟؟ يوضح ويبين المصالح المشتركة!!! وهل هناك تنافس او صراع محتدم على تزعم الساحة العربية او الاسلامية او الافريقية!!!؟؟
ليس من نافل القول ان هاتين الدولتين باهميتهما وحجمهما وتاريخهما، يفتقدان الى مساواة قطر في تاثيرها السياسي على الاصعدة المذكورة، وانني ابحث عن رؤيا لاي من الدولتين او حلم جذاب على المستوى الاقليمي او الدولي يشبه احلام دبي في ناطحات النجوم.
ان علاقة الرفس بالقدم المفتقدة للروح الرياضية هي علاقة كارثية ، وهي انهيار في استخدام الراس والعقل، وبحثا فيها فانها لا تملك اية مبررات اخلاقية سوى تخلف وتراجع في المفهوم القيمي والسلوكي، وهي سلوك غير مدرك، بل ممكن ان يتحول الى سؤال حضاري تجاه استخدام همجي للاعتداءات وتغييب العقل في التفاعلات، وانكشاف هشاشة مشاعر الاخوة والقومية والعروبة التي مزقت مشاعر الحب والاحترام المتبادل وهشمت الانتماء العربي المصري لثورة المليون شهيد والوفاء الجزائري للدور المصري التاريخي.
ولدى مبادرة مجموعه من المثقفين المصرين باهداء الف كتاب للجزائريين، تكشف الازمة ابعادها الثقافية والفكرية، قد اقول نعم انه بحث عن الحكمة والتي ان غابت سقط معها الكثير، ويضحي المجتمع مريضا ومتخلفا، الم يحن الوقت لاعادة مكانة محمد عبدة وعبد الحميد بن باديس الى واجهة العلاقة، واستحضار العقل وعدم المساهمة في اغتياله.
ألم يحن الوقت لتاخذ النخب الفكرية والادبية والعلمية دورها في وقف التدهور الاخوي، وتصحيح التفاعلات الاجتماعية ووقف اقحام القطرية على انها مركزية صراع وصد تشويه الوعي.
الم يحن الوقت لنساهم في رؤية عربية على شاكلة رؤيا الشيخ محمد بن راشد بن مكتوم، والتي جذبني فيها ان احلام الغزال الاستيقاظ وهو قادر على الركض كاسرع من اسرع اسد ليبقى في سباق الحياة، واما الاسد فهو يحلم ان يصحو اسرع من ابطأ غزال ليبقى حيا،
وان يكون حلما للمثقفين العرب في احياء العقل العربي وخلق ثقافة معاصرة بديلا للاحباط الذي اصاب المجتمعات العربية وتركها يائسة ولا تملك سوى احلاما رثة بعد التحولات الكبرى التي اصابت العالم ودول عالمنا العربي بقيت بلا بديل فكري.
اليس مطلوبا من المثقفين ان يبثوا روحا وامالا وحوافز ودوافع، ورسم فلسفة لمستقبل عصري للعالم العربي في رؤيا نهضوية ليس استحواذية، وبناء مجتمع يرغب في العمل والانتاج والتقدم، كنموذج حياتي واخلاقي واقتصادي وتنموي وعلمي، وصولا إلى العقل إلى النور إلى البصيرة، وعدم ابقاء الوضع العربي جالسا على رأسه واستخدامه في الفكر التنويري.
وهنا التمعن ليس من اجل التحليل فقط ، بل ايجاد مفاتيح وحلول تخرجنا من ازماتنا المستفحلة.
هنيئا للمثقفين في الجزائر تاج الانتصار العربي، وهنيئا للمثقفين المصريين صانعي الفكر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحقيقة المرة
ياسر الحر ( 2010 / 12 / 9 - 15:44 )
سيدي العزيز لن يستفيق العقل العربي من سباته العميق مهما حاولنا وحاول المخلصون ذلك مدام يرى ان قدوته ابن باديس او محمد عبده او القرضاوي ...الخ اما ترى معي ان 14قرنا من الاسلام والعروبة المشتركة بين الشعبين لم تصمد امام 90دقيقة كرة قدم


2 - ياسر الحر والحقيقة المرة
اذصار حسن ( 2010 / 12 / 10 - 16:46 )
انا قرات مقال الاستاز نافذ بعمق وهويطرح قضايا هامة وحلول ورأي ياسر الحر مجرد تعليق ليس له علاقة بالموضوع ومحمد عبدة وبن باديس مصلحين تنويريين ولماذا وضع معهم القرضاوي اتساءل وعليه ان يدقق في طرح حلول وليس دش كلمات غير مرتبطة بالنص ولا افكاره
استاذ نافذ مقالك عميق وبحاجة الى دراسة وقد يشكل بداية رؤية نهضوية عربية لك التقدير

اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-