الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار والتمدن

قحطان محمد صالح الهيتي

2010 / 12 / 9
الملف ألتقييمي 2010– بمناسبة فوز الحوار المتمدن بجائزة ابن رشد للفكر الحر والذكرى التاسعة لتأسيسه.


الحوار في اللغة، يعني الجدال والنقاش والسجال والمناظرة. والتمدن هو التحضر والتحضر يعني الانتقال من الرجعية وما تعنيه إلى التقدمية وما تسعى اليه. والتحضر يعني الابتعاد عن الهمجية في القول والفعل كما يعني تقبل الآخر. ومن الحوار والتمدن وبهما يتحقق حلم الشعوب في الحياة الحرة الكريمة. فلا استغلال طبقي ،ولا تفرقة عنصرية ولا حروب طاحنة. لكل هذه المبادئ السامية اعتمد المحبون الحوار المتمدن اسما وشعارا لموقع يعد اليوم واحدا من افضل المواقع التي أعطت لنا حرية إبداء الرأي والإبداع بالقدر الذي نستطيع ان نسهم به في تحقيق الأهداف التي يسعى اليها (الحوار المتمدن).
ما يُحسب للحوار المتمدن انه فتح لنا صفحاته ومروجه لنكتب بها بكل حرية ودون أي عناء. فحين تخطر لنا خاطرة أدبية أو قصيدة أو مقال في النقد الأدبي، و حين نريد ان ننتقد وضعا سياسيا ،أو حالة اجتماعية مريضة، ما علينا سوى ان نفتح (حواسيبنا) ونكتب ما شاء لنا ان نكتب وندخل (الحوار) من جميع أبوابه، فنسرح في مروجه الخضراء متغزلين بمن نحب دون سمة مرور أو جواز سفر، فقلوب الجميع مفتوحة لمن يريد ان يكتب في الفن والأدب والسياسة والتاريخ والتراث والاقتصاد والقانون وحقوق الإنسان .
في الحوار المتمدن لمسنا الحوار هادئا جميلا حميميا في التعبير عن الرأي والرأي الآخر. ووجدنا التمدن راقيا أصيلا في ابهى صوره واسمى معانيه. الكثير منا كان يخاف الكتابة أو حتى محاولة الكتابة عبر (الأنترنت )،ولكنه حين كتب في الحوار المتمدن وجد في رعاية القائمين عليه حماية كاملة متكاملة ،فصار يكتب ويحاور بكل شجاعة. يكتب ما يشاء دون خوف من حزب أو منظمة أو سلطان .صار الكل يكتب بلغة يمكن ان نسميها لغة المحبة .
تعلمنا في الحوار المتمدن ان نكتب في العلمانية وفي الدين بآراء مختلفة لم يفسد اختلافها للود قضية ،فقد كان حوارنا حوارا عصريا .نكتب في الدين ونحترم أيما احترام رأي من يعتبرنا ضد الدين، حتى يجدنا القارئ علمانيين في الدين ،ودينين في العلمانية كونه لا يحس بان وراء الحوار غايات وأهداف سياسية شخصية كانت أو عامة. ونكتب بالعلمانية باحترام وتوقير لمن يكتب بالدين لأن منطلقنا هو الدين لله والوطن للجميع دون التقيد بدين معين والترويج له، ودون الالتزام بمذهب معين ،ودون تأييد لهذه الفئة ومعارضة لتلك.
وكتبنا في التحزب والتنظيم دون ان يتحزب أي منا لفكر معين أو مبدأ معين . وقرأنا لكل من كتب فيه، فلم نجد من روّج أو دعا أو سعى للترويج لفكر معين ،ولكن التوجه كان واحدا وهو فكر يساري علماني لا مكان لمروجي الأفكار الرجعية و الشوفينية فيه. كما كتبنا في التاريخ وفي التراث وسعينا إلى إحياء التراث الذي هو اصل وامتداد لتمدننا وتحضرنا ،وعلينا ان ندعو لإحياء الرائع منه، وقد تناوله المختصون بنزاهة وحيادية المؤرخ المنصف .
في الحوار المتمدن دون غيره وجدنا الدعوة إلى العدالة والإنصاف لمن يستحقهما، العامل والفلاح ، المرأة والرجل .وما اكثر ما كُتب في الدفاع عن المرأة ونصرتها ،فهي الأم والأخت والزوجة والبنت والحبيبة. وهي أم المجتمع ،وكله لا نصفه.
قرانا في الحوار المتمدن وكتبنا في حقوق الأنسان ودعا الكل إلى احترام حقوق الإنسان، أي إنسان وأينما كان دون ان تحدنا إقليمية ضيقة ، أو جنسية أو عنصرية أو قومية .فالكل في إنسانيتهم سواء ولا فضل لأبيض على اسود إلا بالمواطنة الصالحة.
كل هذا تعلمته من الحوار المتمدن وفيه ،وعليّ اليوم ان اقف إجلالا للقائمين عليه وان ارفع قبعتي تقديرا لهم وان أبارك جهودهم وان أتقدم لهم بأسمى آيات المحبة والعرفان بمناسبة الذكرى التاسعة لتأسيسه وكل عام والحوار وأهله بخير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مبروك
يسمة عمري ( 2010 / 12 / 9 - 19:48 )
مبروك للحوار المتمدن ميلاده وشكرا لكاتب المقال على هذا التقويم الرائع

اخر الافلام

.. إسرائيل تناور.. «فرصة أخيرة» للهدنة أو غزو رفح


.. فيديو يوثق اعتداء جنود الاحتلال بالضرب على صحفي عند باب الأس




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات القصف الإسرائيلي في جميع مدن ق


.. حماس: تسلمنا المقترح الإسرائيلي وندرسه




.. طالب يؤدي صلاته وهو مكبل اليدين بعدما اعتقلته الشرطة الأميرك