الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما جدوى العقوبات الامريكية ضد طهران؟

محمد حسن فلاحية

2010 / 12 / 10
السياسة والعلاقات الدولية


بعد استئناف المفاوضات بين الدول خمسة زائد واحد وإيران مؤخراً في جنيف طغت على ساحة النووية الايرانية من جديد فكرة حل القضية عبر التفاوض بعد أن أخذت الأمور تسير نحو المواجهة العسكرية شيئاً فشيئاً ويبدو أنّ أول من أدرك خطورة الموقف هو النظام الايراني لذلك سارع بالاخذ بزمام المبادرة لكي يعيد نهاية فصول الرواية الى بدايتها من جديد.
نعلم أنّ هنالك رأيان فيما يتعلق بجدوى العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران من قبل الادارة الامريكية وحلفائها في مجلس الأمن الدولي حيث أن الفريق الأول يؤمن بعدم جدوى العقوبات لعدة أسباب منها أنّ هذه العقوبات محدودة بالشركات التي تتعامل مع طهران ولم تشمل الضغط على الحكومات التي تدعم هذه الشركات وتتعامل بشكل غير مباشر مع النظام الايراني إقتصادياً وإستثمارياً فالصين على سبيل المثال ملأت الفراغ الناجم عن إنسحاب الدول الحليفة لواشنطن في قطاعي الغاز والنفط فمن أكثر المتحمّسين لهذا الرأي الخبير الأمريكي في شؤون الشرق الاوسط والعضو في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات "رويل مارك جيرشت" وهو أحد الوجوه البارزة في تيار المحافظين الجدد حيث يعبر بصراحة عن رأيه القائل بضرورة توجيه ضربة عسكرية للنظام الايراني ويؤيد الضغط على روسيا والصين الذي من شأنه أ يضاعف الضغط على النظام في طهران .
ويشر رويل مارك في مقال له بهذا الخصوص نشرته صحيفة وول ستريت مؤخراً أنه " منذ 1996 الذي أصدر الكونغرس الامريكي فيه قانون العقوبات ضد إيران ، وذلك للضغط على النظام في طهران كي يوقف دعمه للارهاب ولفترة معينة ، لم تقف العقوبات حائلاً أمام الذين يريدون الاستثمار في الجمهورية الاسلامية. لكنها سرعان ما تحولت الى عملية هشة لأنه لا الرئيس كلينتون ولا الرئيس بوش يريدان معاقبة حلفائهما الأوروبيين ، الذين كانوا من بين اكبر شركاء ايران التجاريين."
ثم يوضح رويل "ولكن اليوم بعد مرور ما يقرب 15 عاما على تلك الحقبة فقد سئمت معظم الدول الأوروبية من كذب طهران وبدأت بقطع علاقاتها التجارية مع ايران. حتى اليابانيين ، الذين كانوا دائما يمقاومون حزمة العقوبات المدعومة أمريكيا ، فقد أعلنو مؤخراً عن تعليقهم للأستثمارات الجديدة في المنشئات النفطية والغازية الايرانية. لكن الصين وروسيا ملئا الفراغ ، وسوف يستمران في تقويض أي جهد يبذل لفرض عقوبات ما لم تقرر الولايات المتحدة مواجهة هذا الامر."

ويؤكد أنّ البلدين ليس فقط لم يعملا على تطبيق العقوبات وإنما استمرا ببيع البنزين الى إيران وهي المادة التي تحظر العقوبات تصديرها لطهران من هنا يرى بان العقوبات لم تفلح في ردع طهران لأنها لم تطبق من قبل هاتين الدولتين إذن للوصول الى الاهداف التي ترسمها العقوبات يجب الضغط على روسيا والصين قبل الضغط على طهران لوقف تعاونهما مع هذا البلد .
وويلجأ رويل وهو محبط من أداء الادارة الامريكية إزاء طهران ويلقي بتفاؤله نحو إدارة نتنياهو لكي تقوم بالواجب لوقف طموحات طهران متسائلاً: هل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ،هو الذي سيقرر يوماً من هذه الأيام ما إذا كانت إيران المسلحة نوويا لا يحتمل قبولها أم لا ؟.
هنالك سبب أخر بعدم جدوى العقوبات حسب رأي الفريق الأول وهو يكمن بتحايل إيران على العقوبات الدولية وذلك يعود الى معرفتها بطرق التخلص من العقوبات باستخدامها شتى السبل ولا ننسى أنها قد إكتسبت خبرة طيلة الثلاثة عقود المنصرمة ولها باع في التحايل على العقوبات ناهيك عن الشبكة الكبيرة من المتعاملين معها في الأسواق السوداء العالمية والتي تستخدمها للتملص من هذه العقوبات حيث أن هذه الجماعات تحمل مختلف الجنسيات السورية واللبنانية والعراقية وغيرها .
وأما بشأن الذين يؤمنون بفاعلية العقوبات فمعظمهم يؤيدون توجه الرئيس الامريكي باراك أوباما والحزب الديمقراطي الذي يسعى الى الوصول الى غاية إرغام طهران بالتراجع عن طموحاتها النووية باستخدام السبل الناعمة وأيضاً تغيير سلوكها في الشرق الاوسط بألية العقوبات الذكية ويدِعم هذا التوجه عدد من الاصلاحيين الايرانيين الذين يعقدون الامال بتغيير قد يحصل في الداخل وخاصة أن مثل هذه الامال قد تبخرت بعد فشل الحركة الخضراء بالوصول الى أهدافها فقد تبددالكثير منها لكن رغم ذلك يبقى هذا اللوبي يدفع نحو الاعتماد على الضغوط السياسية دون الضغوط العسكرية مهما كلف الامر ومن الواضح أن هذا التيار قد نجح في فرض توجهاته لحد الان إذا ما نظرنا الى أن الدول الاوروبية تدعم هذا التوجه دون غيره .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ذا ناشيونال: حماس تواجه ضغوطا متزايدة وتخطط لمغادرة قطر والا


.. وزير الدفاع الأميركي يدعو حماس لقبول وقف إطلاق النار




.. الأمن الأردني يواصل التحقيقات بعد اكتشاف مخابئ لمواد متفجرة


.. موسكو تعلق على مذكرة الجنائية الدولية بحق وزير الدفاع السابق




.. اقتحام البرلمان الكيني في العاصمة نيروبي رفضا لمشروع قانون ب