الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فضائية يسارية علمانية/تأسيس تعويضي لبناء الندية

أمين أحمد ثابت

2010 / 12 / 10
ملف مفتوح – أهمية و إمكانيات إطلاق فضائية يسارية علمانية


إن إحدى الإرهاصات التي تحولت إلى إشكالية عربية عند الفكر اليساري العربي والقوى العلمانية العربية المعاصرة ، تمثلت بسقوط التجربة السوفيتية وعلى إثرها التجربة الإشتراكية-الماركسية في العالم كسقوط تجربة لقطب مواز لقطب الإمبريالية العالمية كتجربة ، حيث أنه مع ذلك السقوط ،تحرك التأثير العالمي على وعي الإنسان وبما يعيد تشكيل واقع حياته ومعتقداته وانبناء اماله على نهج تصوري وحيد ، رافعته الذات الفردية والكسب السريع خاصة في مجتمعاتنا العربية التي فيها البرجوازية المحلية لم تتأصل بعد كقوة منتجة ، ومن جانب اخر كقوة تغييرية معاصرة في مقابل السائد العربي المتكلس في أنشوطة القديم - إجتماعيا أو كأنظمة حكم ، وعلى نفس الإتجاه فقدت الأحزاب العلمانية المعاصرة - التقدمية ، الليبرالية والوطنية اليسارية - سندا عالميا كان يحقق لها خاصية الندية تجاه سلطات الحكم السياسي العربي المدعومة من قبل دول المركز الغربي ، ومن جانب اخر بكونها كانت تستقي بناءها التنظيمي والفكري والسياسي العملي كأحزاب من تلك التجربة الإشتراكية العالمية التي سقطت ، وبعد السقوط لم تعد قادرة على إستحداث إمتدادي لتاريخها السابق بما يتناسب مع المتغيرات العالمية ، خاصة ووفق ماكشفته التجارب العربية لتلك الأحزاب العلمانية العربية أن الإشتراكية الدولية لاتمتلك تصورات رؤيوية لإعادة بناء هذه الأحزاب العربية - بمعنى شامل للكلمة ، من الجانب النظري الفكري إلى التنظيم والوحدة العضوية وطرق العمل - حتى أن تحويل هذه القوى إلى أحزاب ديمقراطية إجتماعية لاتقوم على اساس رؤيوي واضح ، ولاعلى أساس الإحتفاظ بهوية الحزب السابقة أم على أساس إستبدال الهوية بهوية جديدة ، هذا غير إنعدام نضج الفكرة في إمكانية تحول هذه القوى - حقيقة على صعيد الممارسة لا على صعيد الخطاب - وعدم نضجها حول إمكانية تحقق النشاط العملي الممارس لهذه القوى واقعا في ظل أنظمة حكم رجعية ودكتاتورية فردية يغيب في حكمها وجود الدولة الفعلية ومحلول بدلا عنها السلطة النافذة للحاكم الفرد وتابعيه ، وهو مايجعل الواقع مدارا لا عبر دستور أو قوانين نافذة ولكن عبر الالية اليومية لنافذي سلطة الحكم ، ومايترتب على ذلك إحتواء كاملا لانوية المجتمع المدني عبر السلطة ، ونظامية طواريء سياسية غير معلنه ، وهو مايعطي فشلا يقينيا لعمل هذه الأحزاب في ضوء تحوليتها إلى أحزاب ديمقراطية إجتماعية في بلدان نسبة التخلف أعلى من المدنية ، ونظام حكم سياسي غير مقام على المؤسسية ، وغياب يقيني لوجود أنوية المجتمع المدني .

من هنا فإن إطلاق مثل هذه الهوية الفضائية يعد نضجا واعيا وحرفيا نحو إعادة صناعة مقادير التوازن مع معبرات قوى السيطرة الإجتماعية العربية التي بإمتلاكها لسلطة الحكم ، وامتلاكها قوة إجترار جوهر الماضي وإعادة إنتاجه عصريا وصناعة عناصر التثبيت له إجتماعيا ، فمثل هذه التجربة ستعيد ظاهرة المثاقفة النوعية وصناعة أسس الفكر الجديد للقوى العلمانية ، ومن جانب اخر ستنبعث تصورات إعادة البناء الحزبي والسياسي للقوى السياسية العربية علال هذه النافذة ، واخيرا ستكون رافعة تخليق إعلامي مقابل للاعلام الاخر ، وأيضا رافعة تخليق مستقبلي لادوات ووسائل عربية متقدمة لإعادة بناء العقل العربي الخاص والشعبي العام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ