الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتفاء

معتز رشدي

2010 / 12 / 11
الادب والفن


اصبوحة اردنية عراقية
معتز رشدي . من عمان
يا حوم اتبع لو جرينا
ازواج احنا وما فرينا
وليخسأ الخاسئون

بهذا المقطع الشعري الحماسي الجميل ، اعلن في مبنى بلدية (صدامه التكريتية )في عمان عن توزيع جوائز المغفور له حارث الضاري في الشعر والرواية والفن التشكيلي في اصبوحة حضرها لفيف من المهتمين والسادة المحكمين .
وقد كان التزام السادة المحكمين بارتداء الزي العربي التقليدي مثار همس معجب ،
من لدن جميع الحاضرين ، بيد انه لم يطل به الوقت حتى تحول ، من همس الى تصفيق
فاعجاب متبادلين ، تخللته هوسة او هوستان .
كانت ثياب السادة المحكمين مثيرة للزهو ، حقا ، بالوانها الزاهية والمعبرة عن تراثنا الملابسي الاصيل .
هذا ، ولم تخل الاصبوحة من حوادث مؤسفة ، ساكتفي بذكر واحدة منها : فقد اجبر السادة المحكمون كبير لجنتهم على تبديل ثيابه العروبية المستحدثة بثياب عربية اكثر حشمة والتزاما :
فقد دخل السيد علي السوداني القاعة بثياب مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ؛ كان عقاله وردي اللون على رأس توجته كفشته الشهيرة ، بين كتفين مجلودين بالارض من شدة السكر اما لون الدشداشة فقد كان احمر اللون ، لطخته بقع مما تساقط عليها من اطباق المازة العراقية الشهيرة ، حيث الجاجيك ، وحيث فتات حقيرة من ورق الخس واللبلبي .
اجبر الرجل على تبديل ثيابه ، ففعل ممتنا ، وشاكرا الحاضرين حسن تفهمهم ، قائلا : ان حوادث تمردية كهذه ، هي مما لا تخلو منها بيوت ومهرجانات اشرف العائلات .
بعد ذلك قُرئت على الجمهور اسماء الفائزين بالجوائز ، وهم :
اولا ، جائزة الرواية والشعر من نصيب العظيم الراحل ، القائد الضرورة ، وبطل العربان والعروبة المهيب الركن صدام حسين التكريتي . تلا تقديم الجائزة للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد هوسات مؤثرة ، على وقع انغام مطرب القائد المفضل ( جبار عكال ) وحيث اغنية
القائد المفضلة ( يا ذيب ليش تعوي ) ، بعدها قرأ الشاعر فصولا طويلات ...طويلات من رواية الزعيم الراحل ، والمسماة ( اخرج منها يا ملعون ؛ اخرج من الحفرة ) ، بكيت ساعتها ، والله ، وبكى الحضور ، ولعلعت السنة
( التفك ) في القاعة ، ولولا رحمة الله لانهار علينا سقفها .
اما الجائزة الثانية ، فقد كانت من نصيب شاعرنا الجميل عبد المنعم حمندي ، وهي عبارة عن ورور كاتم للصوت .
الجائزة الثالثة ذهبت ، بتلقائية عجيبة ، لحبيبنا ومشاكسنا الجميل النحيل علي السوداني نفسه . والجائزة عبارة عن طفل منغولي سمين مفخخ وضاحك . تلتها قراءة قصتين شهيرتين من مجموعته القصصية الاخيرة ، والمسماة : القماءة والقمامة المتمردتان في مجموعتي ما قبل الاخيرة : شكوكه ومكوكه .
بيد ان طول عنوان المجموعة دفع بعض المحكمين من اصدقاء مشاكسنا السوداني الى الاحتجاج عليه ، لكونه تجاوز الوقت المخصص له .
الجائزة الرابعة كانت من نصيب مشعان الجبوري ، والذي ابلى ، وبشهادة جميع الحاضرين ، بلاء حسنا وعظيما في فضائيتي الجزيرة والزوراء ، وذلك عبر حضوره الدائم في برنامج الاتجاه والاتجاه المعاكس .
والجائزة عبارة عن ديكٍ ( هراتي ) مجربٍ في اشد صولات وقيلولات الحزب قماءة
وشراسةً .
هذا ، وقد نال شاعرنا الجميل المشاكس جواد الحطاب جائزة الشرف التقديرية عن بحثه الموسوم ( عبقرية القائد كفنان تشكيلي ) ، والبحث عبارة عن وريقات ثمينة رصد ، فيها شاعرنا الحطاب تطورات وتقلبات اعمال تشكيلية ، لم تنجز بعد ، في فكر ووجدان الزعيم الراحل ..
قبيل نهاية الاصبوحة ، تشقلب الجمهور ، طربا وحماسة ، ذات اليمين وذات اليسار ، على وقع قوافي الشاعر ( عباس جيجان ) ، والذي سبق له ، قبل يومين من الآن ، حضور اصبوحة اخرى اعيد منها مخفورا ومخمورا ، وبمعية علي السوداني ، الى البار الذي قدما منه .
قرأ جيجان قصيدة عرمرمية عن ذراع طويلة شديدة البأس وخفية ، اطول من كل ذراع رأيناها ، وهي تجوب مدن وقرى وقصبات العراق ، وللذراع طرف معدني ينتهي بمسدس كاتم للصوت .
جاء عنوان القصيدة معبرا عن مضمونها الثوري ( جواتم يا قيادتنا الحكيمة ) .
دخل جيجان القاعة بثياب عروبية مهلهلة وممزقة ، ساحبا وراءه ، بخفة شعبية عجيبة ، بعيرا ميتا لا لون له ، دلالة منه على فساد وجبن عرب اليوم ، فابكى الحضور ، والله ، ونال عظيم هوساتهم . دخلها بمعية الطفل المنغولي السمين الضاحك والمفخخ ، والذي تم تقديمه ، فيما بعد ، بمثابة عيدية - وكان الوقت عيدا – لمشاكسنا الجميل النحيل علي السوداني .
كان مشهد لقاء الصديقين ، وعناقهما لاحدهما الآخر – اي علي السوداني وجيجان ، وليس السوداني والطفل المنغولي ، كما ظن ، ويظن ، البعض – مؤثرا للغاية ، ومبكيا مضحكا للغاية .
كانت اصبوحة ، لم يذكر اسم الله فيها ، ولم تقرأ على الحضور اية آية من آي الذكر الحكيم ؛ فقد اقسم جل الحاضرين ان القائد حاضر حي بفكره ، وشهيد غائب ببدنه ، وعليه فليس من الحكمة في شيء قراءة القرآن على زعيم حي ، اليوم ، اكثر من اي وقت مضى .
التساؤل الذي طرح ، ويطرح ، نفسه ، هو : لم لم يحضر اليوسفيان العتيدان سعدي وفاروق ؟
اسيتحججان ، مرة اخرى واخرى ، بضيق ذات اليد ؟ الم نفتح لهم ابواب صحف وفضائيات العرب للنشر ، بل للقبض قبل النشر احيانا ... واحيانا ؟
والتساؤل الملح الآخر ، هو : لم اخلف قمرجينا الوسيم المشاكس عبد الستار ناصر وعده بالحضور ؟
ام ان قمرجينا الوسيم ( هكطي وما عنده لحية مسرحه ؟ )
ولله في خلقه شؤون .

عمان 2008








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس


.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن




.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات


.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته




.. كلمة أخيرة - قصة نجاح سيدة مصرية.. شيرين قدرت تخطي صعوبات ال