الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النضال ضد الصهيونية جزء من النضال ضد الاستعمار

محمد نفاع

2010 / 12 / 11
القضية الفلسطينية


* مقاطع من كلمة الرفيق محمد نفاع في اجتماع الأحزاب الشيوعية والعمالية في جنوب افريقيا *


الرفيقات والرفاق الأعزاء،
باسم حزبنا الشيوعي الماركسي اللينيني اليهودي العربي، نقدم شكرنا للحزب الشيوعي في جنوب افريقيا لاستضافته هذا اللقاء الهام للأحزاب الشيوعية والعمالية باشتراك ممثلين من كافة القارات، وفي موضوع غاية في الأهمية وجوهره النضال ضد الامبريالية.
جئت من بلاد، وبسبب سياسة حكامها، يرتبط اسمها بالاحتلال الإجرامي والاستيطان العنصري والعدوان والاضطهاد والتمييز.
يتزامن هذا الاجتماع مع حدثين كان لهما النصيب في صنع نكبة الشعب العربي الفلسطيني، وهما وعد بلفور، وزير خارجية الاستعمار البريطاني والذي كان احد اسباب واسس النكبة، والذي جاء خدمة لمصالح هذا الاستعمار في تأمين حماية قناة السويس والطريق الى الهند ومنع وحدة الاقطار العربية، وهو الامر الذي انيط بدولة اسرائيل قبل ان تقوم، اعتمادا على طبيعة وجوهر الحركة الصهيونية العنصرية والموالية للاستعمار منذ تأسيسها، وبودي الاشارة الى امر مفهوم بهدف التأكيد لا اكثر وهو موجّه الى بعض القوى في المنطقة: إن حكام اسرائيل يمارسون سياسة الاحتلال والعدوان والاستيطان والاضطهاد، ليسوا لانهم يهود، بل لانهم يحملون الفكر الصهيوني العنصري ولذلك عندما نرفع شعار النضال ضد الاستعمار يجب اضافة النضال ضد الصهيونية، فالصهيونية لا ينحصر خطرها في الشرق الاوسط بل تنشط في مختلف القارات، والكل يعرف مدى التعاون الذي كان بين حكام اسرائيل ونظام الابرتهايد في جنوب افريقيا.
والحدث الثاني هو قرار التقسيم سنة 47، وهو ومع اجحافه الكبير بحق الشعب العربي الفلسطيني، الا انه كان اهون الشرّين، ومن المعروف ان الشيوعيين الفلسطينيين هم اول من تبنّى موقف اقامة دولة دمقراطية علمانية في فلسطين في اواسط الاربعينيات ولكل مواطنيها، لكن الاستعمار البريطاني عمل الكثير لافشال هذا الموقف من اجل اطالة عمر انتدابه الاستعماري في البلاد والمنطقة، وكذلك معارضة الحركة الصهيونية التي امدّها الاستعمار البريطاني بكافة انواع الدعم العسكري والهجرة.
إن صنّاع النكبة هم اضلاع المثلث: الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية حتى وان تفاوتت الادوار، وهذا هو الواقع اليوم والى حدّ كبير، مع التركيز اكثر على حصة الاستعمار الامريكي وحكام اسرائيل في عدم الوصول الى سلام عادل وشامل في المنطقة، وعدم تنفيذ قرارات الامم المتحدة العديدة في موضوع القضية الشرق اوسطية.
في اسرائيل اليوم حكومة يمينية وقوى فاشية بكل معنى الكلمة، تمعن في الاستيطان والتحضير لشن حروب عدوانية جديدة على لبنان، وتهديد ايران.
نحن مع شرق اوسط نظيف من السلاح النووي وسلاح الدمار الشامل، فلماذا تُستهدف ايران فقط!! ويُغض النظر عن اسرائيل!! هذا تلوّن وموقف قذر.
من يُطلق على نفسه "العالم الحر" في امريكا والاتحاد الاوروبي واسرائيل مشغول اليوم في المحكمة الدولية في موضوع جريمة اغتيال الرئيس اللبناني رفيق الحريري، بهدف تحقيق اهداف العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز 2006 والذي افشلته المقاومة البطولية . لكن ماذا مع مجرمي الحرب في اسرائيل والذين قتلوا قادة فلسطينيين وعرب آخرين في بيوتهم، وباعترافهم هم ويفخرون بذلك. اننا نرفض هذا الموقف الدنس والتعامل الخسيس بان اسرائيل فوق القانون، المعتدي والمحتل يجب ان يعاقب لا ان يكافأ، ومن حق كل شعب ان يقاوم المحتل بالطرق التي يختارها هو، هذا ينطبق على فلسطين ولبنان والعراق وافغانستان، بالرغم من الاختلاف الفكري والطبقي والاجتماعي والسياسي مع بعض قوى واساليب المقاومة، فالمشكلة هي الاحتلال، والمذنب هو المحتل، فالمقاومة نتيجة طبيعية للاحتلال.
لذلك فنحن نرى الحل اليوم يتلخص في انسحاب اسرائيل من كل المناطق التي احتلت في حزيران سنة 67 وقلع المستوطنات لا ايقاف بنائها فقط، وحق تقرير المصير للشعب العربي الفلسطيني واقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية الى جانب اسرائيل، وحل قضية اللاجئين العرب الفلسطينيين بالعودة الى وطنهم، وهذا عمليا يندرج في قرارات الامم المتحدة!!
فأين هذا العالم الحر الحساس جدا لحق تقرير المصير والحرية والدمقراطية وحقوق الإنسان!!
واليوم قيادة الشعب العربي الفلسطيني تؤيد ذلك والدول العربية تؤيد ذلك، فمن هو السبب غير اسرائيل والولايات المتحدة بالاساس التي تبدي اسفها احيانا على جرائم اسرائيل قولا، وتزيد من دعمها فعلا!! 20% من مواطني اسرائيل يعيشون تحت خط الفقر، اما بين العرب الذين يعيشون في وطنهم، فالنسبة هي 52% وهذا يندرج في موضوع البطالة والخدمات الصحية والثقافية، ناهيك عن مصادرة الارض وهدم البيوت.
ونحن نرفض رفضا باتا ما يسمّونه يهودية الدولة والولاء، فلو لم يكن طرد العرب من وطنهم سنة 48، ولو طبق قرار التقسيم، لاختلف الامر بعض الشيء، وبعض الشيء فقط.
كما ان مخطط الترحيل الذي يدبّجه وزير الخارجية ليبرمان واقطاب في الحكومة، ومع خطورته فسيفشل فشلا ذريعا. لا توجد قوة تستطيع قلع بقية هذا الشعب من وطنه، وقد قاد الحزب الشيوعي معركة البقاء والانتماء.
اننا نثمّن عاليا الكفاح اليهودي العربي المشترك، والذي يتقوّى في الفترة الاخيرة اكثر، كما شهدنا في المظاهرات التي جرت في تل ابيب ضد الاحتلال والفاشية والعنصرية، كما نثمّن ان عشرات اعضاء الكنيست يعارضون هذه الفاشية والعنصرية الى جانب عدد كبير من المحاضرين والعاملين في المسرح.
ولا نثمّن ابدا تلك النظم العربية التي انعمت عليها الطبيعة بالنفط والتي تساهم في حل الازمة المالية للاستعمار الامريكي، ان كان عن طريق شراء السلاح بمبالغ هائلة او عن طريق الاستثمار او افساح المجال لنهب ثرواتها من قبل العالم الرأسمالي والولايات المتحدة بشكل خاص على حساب شعوبها.
نحن نرى اهمية خاصة للقاءات الاحزاب الشيوعية والعمالية، والتي شاركنا في معظمها، عدا تلك التي تعذّر على المضيفين دعوتنا لأسباب ليست مرتبطة بنا، وطبعا نحن لا نستجدي استجداء.
إن النضال ضد الامبريالية والصهيونية والرجعية في كل مكان يتطلب الكفاح المشترك لكل القوى المعادية فعلا لهذا الثالوث خاصة في منطقة الشرق الأوسط.
إن حزبنا يطمح ويعمل لتمتين العلاقة والتعاون مع كافة الأحزاب الشيوعية في العالم، ويتضامن مع كفاح الشعب العربي الفلسطيني من اجل حقه العادل، ومع لبنان ومع سوريا من اجل استعادة الجولان المحتل.
حزبنا يستعد لعقد مؤتمره السادس والعشرين بعد ان احتفل قبل عامين بمناسبة 90 سنة على تأسيسه ونعتز بالعلاقة المتميزة مع رفاقنا في حزب الشعب الفلسطيني، فلنا تاريخ مشترك وموقف موحّد من كافة القضايا الجوهرية.



أيها الرفاق،
اذا سِرنا يدًا بيد، واذا عزّزنا من انتمائنا الفكري الماركسي اللينيني، واذا تصاعد كفاحنا ضد الاستعمار والرأسمالية ومن اجل السلام والاشتراكية، فلنا الغد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى الرفيق
ضياء البغدادي ( 2010 / 12 / 11 - 10:41 )
الى الرفيق
تحية وبعد , لماذا التهجم على الصهيونية ؟.انها حركة تستخدم الطرق الممكنة لوصولها الى اهدافها , وانا لا ارى فرقا بينها وبين الكثير من الاحزاب او الحركات في عالمنا .لقد نجحت الصهيونية ب استرجاع بلادهم من المحتلين العرب وذلك بتاييد العالم الحر . اما الذين يعتقدون ان هذه الارض للعرب وهم للاسف كثيرون جدا فارجوا منهم ان يقرؤا كتب التاريخ بعيون محايدة. شئ أخر تقول ان الاستعمار زرع اسرائيل لمنع وحدة الاقطار العربية، وهذا كلام مع الاسف اقول عنه انه مضحك اذا متى اتحد العرب ؟ وهل انه لو زالت اسرائيل فان العرب سيتحدون ؟؟.


2 - مفلس سياسي يدافع عن القتلة
يعقوب ابراهامي ( 2010 / 12 / 11 - 11:43 )
قال المفلس السياسي: من حق كل شعب ان يقاوم المحتل بالطرق التي يختارها هو، هذا ينطبق على فلسطين ولبنان والعراق وافغانستان


3 - متى يبلغون سنّ الرّشد؟
حميد خنجي ( 2010 / 12 / 11 - 20:53 )
أتعجبُ كلما قرأت للاستاذ المناضل : محمد نفاع، قائد اقدم حزب ثوري عربي!... فصيغة خطابه النارية والمتكررة أضحت كأسطوانة رتيبة مملة ، تكرر مفرداتٍ عفى عليها الزمن، حتى أن كبار القوميين العرب اليوم يخجلون من هكذا خطابٍ، لايسمن ويغنى عن جوع! ...بالإضافة الى إقحامه للحركة الصهيونية ودولة اسرائيل في دورهما المزعوم لاستمرار المنظومة العربية المستبدة! وهذا بتقديري وهم كبير. نعم المنظومة العربية الرجعية تستفيد ايما استفادة من هذا النزيف التاريخي واستخدامه لمصلحتها وبقاء أمد الاستبداد.. وهذه مسألة أخرى.. لأن السؤال الذي يئن في أذهان الناس هو: لماذا لاتستفيد القوى الديمقراطية والعقلانية العربية من هذا الوضع،غير المواتي، محاولة أن تبارح هذا الفخّ التاريخي المنصوب لها، بالكثير من الرشد والوقعية السياسيتين بدل العاطفة الجامحة والعصبوية والزعيق، التي كلها تسببت في فرص السلام الضائعة منذ قرار التقسيم (أفضل فرضة لحل المشكلة ضاعت على الفلسطينيين)، مرورا بالمحطات والإنعطافات التي لم تُستغل بالشكل الأمثل في أوانها( أهمها كان مشروع كلينتون)... ولم يبقَ الآن إلا البكاء على اللبن المسكوب! والهروب الى الأمام!


4 - تكملة 2
حميد خنجي ( 2010 / 12 / 11 - 21:16 )
أولا أعتذر عن بعض الاخطاء الفنية التي عادة تحدث سهوا أو بسبب عطل في الكي بورد

مثل كلمة فرصة او الفرص الضائعة وليست كلمة الفرضة.. أعلاه

المهم ...قلت أن الهروب إلى الأمام ... والاستسلام للشعاراتية كما يفعل أخونا: محمد نفاع وغيره الكُثر من الأخوة ، لم يفد ولن يفيد ولا حتى قيد أنملة، لحل القضية الفلسطينية ومشكلة الشرق الأوسط العويصة والمزمنة


5 - يا أحفاد السام عيشوا معا وبسلام
حميد كركوكي ( 2010 / 12 / 12 - 12:15 )
لا أدري كل هذا العويل والصياح لبقعة أرض كانت و لا زالت منبع كل مشاكل الدنيا الدينية الخرافية الفضائية الأسلامية السامية ،اليهودية العربية ؟! أولاد الأعمام ،،عيشوا بسلام (مش كفاية ياحبيبي مش كفاية؟)، والله أتركوا العالم لكي يستريح من شركم الأثنان صاحب الكتب الفضائية ، والشوڤينية، القومية ،العربية ، اليهودية ، أنتم بلاء على العالم أجمع( يهود وعرب )، كذب على كذب ، كتب صطّرت و ألواح الحجر نزلّت،أنتما العرب و العبريون لكم نفس الشخصيات الخرافية وعين القصص البالية ، من نوح وسليمان و عيسى و يوسف وداود إبراهيم و محمد ، كفانا من أقوال مشدقة :-(صهيونية مهيونية) و (عربوية صحراوية )، أسكت وأگعد راحة ، عيش سوية ، وإذا المكان كلش ضيق تعالوا عيشوا معي ، مش لازم كل هل الدم ، من أجل شبر جص و صخر ، الله يخليكم أبناء إبراهيم العربان و اليهود كافي مو عيب الناس وصلوا للگمر! (القمر) كما يگول العراقي ، وأنت الشيوعي (نفاع)أسكت براحتك لا وعين الحسود عليك،نحسبلك ضرطة أمل ولسنا عشاق لزاغاريدك التي لا تباع حتى في سوق الصفافير في بغداد! { الشين شيالة عشگ ....!}عفوا وعذرا للشاعر العراقي مضفر النواب.

اخر الافلام

.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يكثف غاراته على مدينة رفح


.. مظاهرات في القدس وتل أبيب وحيفا عقب إعلان حركة حماس الموافقة




.. مراسل الجزيرة: شهداء ومصابون في قصف إسرائيلي على منازل لعدد


.. اجتياح رفح.. هل هي عملية محدودة؟




.. اعتراض القبة الحديدية صواريخ فوق سديروت بغلاف غزة