الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشجع .......يا كرم

البتول الهاشمية

2004 / 9 / 22
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


إليك أيها الصديق العزيز كرم ...و بعد التحية ...أخبرك إن رسالتك قد وصلتني..و إن قلت أني قرأتها مئة مرة فاني لا أبالغ ..
و في البداية استميحك عذرا إذ إنني لم أرد عليك عبر الإميل بناء على طلبك بل اتخذت قراري في إجابتك عبر الجريدة ..فكلماتك تستق أكثر من أن تبقى بين اثنين ..صحيح أني لا اعرف جنسيتك ..و اسمك ربما مستعار على الأغلب ..و لكن كل هذا يركع أمام نبرة الصدق التي تحسستها في كل حرف كتبته ..
و كرم يا أخوة ..حدث له ما هو اغرب من الخيال فوق جحيم الرافدين ...إذ و باختصار تمت مصادرة سيارته من قبل القوات الأمريكية للاشتباه به ليلا , و طلب منه أن يزورهم في اليوم التالي لاستردادها من قطعة عسكرية أمريكية .في اليوم التالي ذهب إلى هناك و كفنه على يده كما يقال ..طبعا هو سمع كثيرا عن الليبرالية الأمريكية و شاهد الكثير من أفلام هوليود عن احترام الإنسان أي كان و لكن فشل أن يطرد من ذاكرته مشاهد أبو غريب الرهيبة . دخل و الخوف يجتاحه من رأسه إلى أسفل قدميه و لكن سرعان ما تبدد هذا الشعور لدى أول ابتسامة من رجل المارينز المتمترس خلف مكتب ضخم ..حياه ..طلب منه الجلوس ...ليس هذا فحسب بل أمر له بكوب من الشاي الإنكليزي الفاخر ... و من خلال كلمات المترجم فهم كرم أن الضابط يعتذر له بالنيابة عن أمريكا كلها ..و بعد اخذ و رد أعطاه مفتاح السيارة و دس في جيبه ورقة ..أخرجها كرم ليكتشف أنها لم تكن إلا مئة دولار أمريكي ..و لما انتفضت كرامته وحاول إعادة المبلغ همس له المترجم العراقي إن هذا هو حقك ..و لا احد يجود عليك من كيسه إذ أن يوم العطلة عند هؤلاء يساوي هذا المبلغ ...خرج كرم غير مصدق ..وجد سيارته بانتظاره ..و دعهم و غادر بعد أن اخذ عهدا على نفسه إلا يترك فرصة إلا ويستبسل في الدفاع عنهم ..و فيما كانت يده تتحسس الورقة الخضراء كان يتمنى في سره لو يحجزوا له سيارته كل يوم ..و وجدها فرصة سانحة ليعالج صوتا مزعجا كان يصدر من المحرك على اعتبار أن المال موجود .. و في الورشة كان صبي المعلم متمددا تحت السيارة عندما نادى معلمه انه يرى شيئا غريبا ..اقترب صاحب الورشة و استلقى هم الأخر ...و إن هي إلا ثواني حتى ارتد مذعورا .. و هو يصرخ قنبلة ...دبت الفوضى في المكان الذي خلا إلا من بعض رجال امن وصلوا بعد دقائق و برفقتهم خبراء بريطانيين في معالجة الألغام .. و نجحوا في نزع الفتيل .. وجد كرم نفسه في مخفر شرطة عراقي يخضع لاستجواب لم يطل حتى أطلق سراحه بعد أن اقتنعوا بان احد الإرهابيين استغل فرصة انشغال السائق ليزرع قنبلته ...كرم اقسم في رسالته أن السيارة لم تغب عن ناظره إلا عندما كانت في الحجز ...
إلا هنا انتهت رسالة كرم المثيرة في تفاصيلها و بغض النظر عن مصداقية الرواية ...فإنها من المفترض أن تفتح أعيننا على أشياء كثيرة ...و إن قراءة ما بين السطور تجعلنا نعيد طرح الأسئلة القديمة من جديد :
كم سيارة مفخخة انفجرت في شارع فرعي دون حدوث أية إصابات إلا مقتل صاحبها ...أي منطق يقبل أن يقدم رجل على قتل نفسه بهذه الكوميديا الدموية ...و لماذا لا يتبنى احد العمليات كما تجري العادة ..و لمصلحة من يتم تفجير المساجد ..و قتل رجال الدين ..فمن هو المستفيد من إثارة النعرات الطائفية ...فالجماعات العراقية ذات منهج ثابت و واضح ..الخطف لأجل المال ..مهما حاولت أن تموه ذلك بشعارات إسلامية لا تخدع طفل صغير
و الغريب أن و بعد كل تفجير تظهر جماعة إسلامية تتبنى العميلة على موقع انترنت يمكن لمهندس درجة ثالثة تصميمه ....فهل نحن بحاجة لاستحضار القاعدة الذهبية البوليسية التي تنص على انه للكشف عن القاتل لا بد من البحث عمن تفيده الجريمة ...
لن نطيل أكثر من ذلك ..و ما نطلبه نظرة مطولة للمسرح العراقي لنتأكد أن هناك سيناريو مفقود في هذه السلسلة الدموية العبثية التي تشهدها المنطقة و إليك يا كرم نقول و إلى كل كرم تقع له نفس القصة إلا يصمتوا فهناك دوما وكالات أنباء مستقلة يمكنها أن توصل صوتهم للملايين ..فالعالم ليس كله متورطا .. و مازال هناك و لو مكان ضيق للذين يهمهم أمر الحقيقة ...تشجع يا كرم ففي زمن النفاق و البارود و سطوة المال ...ما أحوج الحقيقة إلى كرمك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل مستعدة لتوسيع عملياتها العسكرية في غزة إذا فشلت المف


.. واشنطن متفائلة وإسرائيل تبدي تشاؤما بشأن محادثات هدنة غزة




.. التصعيد العسكري الإسرائيلي مستمر في رفح .. فماذا ستفعل واشنط


.. الصفدي: نتنياهو يتجاهل حتى داعمه الأول.. ومواصلة اجتياح رفح




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا 3 مسيرات من اليمن دون خسائر