الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لن نصحو من غيبوبتنا الدينية الا باطلاق فضائية علمانية

خليل خوري

2010 / 12 / 11
ملف مفتوح – أهمية و إمكانيات إطلاق فضائية يسارية علمانية


لا جدال بأن اطلاق فضائية متخصصة في الترويج للفكر الاشتراكي والعلماني بات مسألة ملحة وضرورية بل ان المماطلة والتسويف في اطلاقها في ظل ثورة الاتصالات والمعلوماتية لم يكن من تفسير له سوى ان النخب العلمانية ما زالت تفتقد الجرأة الكافية للسير في هذا المشروع التنويري تحاشيا على ما يبدو من خوض مواجهة مع قوى الشد العكسي التي تتمثل منذ قرون ولبس عدة عقود بالمؤسسة الدينية والانظمة الرجعية العربية التي لا مصلحة لها في ثوعية وتسييس الشرائح الاجتماعية المهمشة والمستغلة من جانب الطبقة الراسمالية المالكة لوسائل الانتاج والمهيمنة على مقاليد السلطة.. بالتاكيد المعركة مع القوى الظلامية لن تكون سهلة وعلى جبهتها سنرى جيشا من رجال الدين وهم يصرخون باعلى الاصوات تنديدا وتكفيرا بالقائمين والمشغلين للفضائية والمروجين لخطابها وموادها العلمانية والاشتراكية مع دعوات لا تتوقف بمقاطعتها تحصينا لايمان المتلقي بدين الحق وضمانا لصيرورته الابدية في جنات النعيم كما سنرى انظمة تستخدم سلاح المال والتهديد والوعيد واجهزة التشويش للحيلولة دون وصول الخطاب التنويري للمتلقي العربي لا اسوق كل هذه الحجج بدافع تيئيس المتحمسين لاطلاق الفضائية بل بدافع التحذير من بني نفطان الذين لن يبخلوا في تحرير شيكات على بياض لامر الشركات المالكة للاقمار الصناعية حتى لاتبث مواد علمانية من شانها الحد من مد ديني يحقق لهم الثروات الطائلة.
فبل ان تنطلق الفضائية سوف يتلقى القائمون عليها سيلا من النصائح والافكار الكفيلة برايهم في جذ ب المتلقي بعضهم سيدلي براية في الجانب الفني والتشغيلي واخرون في الجانب المالى واخرون وبعد ان يعرفوا انفسهم " بالمناضلين الثوريين " سيحذرون من " العواقب الوخيمة " التي سترتب فيما لو تورطت " لاسمح الله" في تعرية الفكر المثالى والمروجين له وسيدعون ان تجاربهم النضالية في صفوف الطبقة الكادحة قد علمتهم
ان افضل طريقة لبث الافكار الاشتراكية هو التركيز على الصراع الطبقي " المادية التاريخية " دون الخوض في المسائل الدينية لانها كما سيزعمون خط احمر لا يجوز تجاوزه والا خسرت الفضائية المتلقي !! في هذه المسائل لن ادلي بدلوي في الجوانب المالية والفنية وكل ما استطيع قوله ان الفكر المادي هو النقيض للفكر المثالي ولا يمكن لاي فضائية علمانية ان تروج للاشتراكية والعلمانية بدون تسليط الاضواء على الفكر المثالي وبدون تقديم الادلة والبراهين التي تثبت بان توطن الدين في هذه المنطقة من العالم هو السبب الرئيسى
لحالة التخلف الحضاري التي تسودها. اما عن تجارب هؤلاء " المناضلين الثوريين" فلا استطيع سوى القول انها تجارب فاشلة ولم تحقق طوال العقود الماضية اية نجاحات في استقطاب الشرائح الاجتماعية لان خطاب المناضلين كان موجها لبطون الكادحين ولم يكن موجها لعقولهم . لهذا اكرر لا تهادنوا المؤسسة الدينية ولا تتورطوا كما سيطلبكم بعض المهدنين والتفيقيين في ورشات فكرية واعلامية " لتجديد الفكر الديني " اذا كنتم تسعون فعلا لنشر الفكر الاشراكي والتنويري . فكيف للغيبيات والخزعبلات والاساطير ومنظومة القيم الصحراوية ان تتجدد في عالم لا يتطور ولا يتجدد على مختلف الصعد الاجتماعية والاقتصادية الا بدفع من المنجزات العلمية ومن منظومة قيم تتمشى مع متطلبات العصر الذي نعيشه . عندما تعيش شعوبنا حالة غيبوبة دينية فلا سبيل لايقاظها من هذه الغيبوبة الا اذا استوعبت ان الدين هو مجرد مهدئات تسكن امراضهم الاجتماعية ولكنه لا يقضي عليها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فكرة جيدة
ابو سنحاريب ( 2010 / 12 / 12 - 03:59 )

فكرة جيدة تحتاج الى جهود فنية وفكرية واعلامية ومادية كبيرة
فهل من سبيل الى توفير كل تلك المستلزمات؟؟

اخر الافلام

.. حسين بن محفوظ.. يصف المشاهير بكلمة ويصرح عن من الأنجح بنظره


.. ديربي: سوليفان يزور السعودية اليوم لإجراء مباحثات مع ولي الع




.. اعتداءات جديدة على قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة لغزة عب


.. كتائب القسام تعلن قتل عشرين جنديا إسرائيليا في عمليتين شرقي




.. شهداء ومفقودون بقصف منزل في مخيم بربرة وسط مدينة رفح