الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة السر مقر اتحاد الأدباء

فرات المحسن

2010 / 12 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


استطاع رجال الدين والأحزاب الدينسياسية وأتباعهم، تحويل الخصومة حول الحريات المدنية إلى نزاع بين الكحوليين وغير الكحوليين وأختصر الأمر بمقولة أن هناك من يطالب إباحة المحرمات والسماح بتناول الكحول في الشوارع وجعل عري الراقصات هو المطلوب لتجميل وسط المدن العراقية. وهؤلاء هم الزنادقة الكفار من الشيوعيين والماركسيين ودعاة الديمقراطية الغربية.
إثر الحملة التي قادتها جريدة المدى لصاحبها السيد فخري كريم المستشار الأول لرئيس الجمهورية والتظاهرة التي أنظم لها الأدباء وجمع كبير من المثقفين والديمقراطيين في شارع المتنبي. حشدت قوى الرجعية أدواتها وعدت عدتها لاستكمال المهمة ممهدة هجومها بتهديدات ووعيد وكلمات هابطة وصلت في البعض منها الطلب من الرعاع تصفية هؤلاء دعاة إباحة الفجور والفسوق. ووجه هؤلاء الظلاميون سهامهم في جميع الاتجاهات ولم يبخلوا على أي من العلمانيين واللبراليين والديمقراطيين وحتى الشيوعيين بالشتائم والكلام الساقط والتهديدات بالتصفية. وشيئا فشيئا ركز وكثف الهجوم على الحزب الشيوعي العراقي، متهمة إياه بقيادة الحملة المضادة لإجراءات خنق الحريات. وبالرغم من إن الحزب الشيوعي العراقي حدد اعتراضه على غلق النوادي الاجتماعية ومنها نادي اتحاد الأدباء وطلب تنظيم عملية منح أجازات وتراخيص للجميع ووفق القوانين السارية والمعتمدة، ولكن هذا الأمر لم يشفع له لحد هذا الوقت. فخطباء الجمعة ومحطات التلفزيون الدينسياسية بدأت تصب جام غضبها وبتركيز مكثف على الحزب الشيوعي، معلنة بأن من يعترض على غلق البارات والنوادي هو الحزب الشيوعي وأعضاءه دون سواهم، وما دار المدى وحملتها وكذلك من قام بالتظاهر في شارع المتنبي غير أتباع أو أذرع للحزب الشيوعي. مثل هذه الخلط لم يأت عفو الخاطر أو جهل بواقع الحال بقدر ما هو عملية مدروسة ومعد لها بحرفية واعية وتدار وفق سياقات أعدت من قبل رؤوس لا يخفى على الشعب العراقي موقفها السابق والحالي ومدى قلقها وتطيرها من وجود الحزب الشيوعي في الشارع العراقي.
العملية مدروسة وبشكل دقيق من قبل الأحزاب الدينسياسية وبمباركة رجال الدين وسوف يشارك فيها جمع غفير تختلف دوافعهم ولكنهم جميعا يلتقون بخوفهم من وبغضهم للشيوعيين والديمقراطيين ودعاة الحريات المدنية. وبالرغم من إن هذه الحملة ليست وليدة اليوم ولكن هجومها الرئيسي والمركز بدء الآن وعملية إغلاق النادي الاجتماعي لاتحاد الأدباء كانت كلمة السر للبدء بصولة (( فرسان ؟!)) تضرب بالعمق الحزب الشيوعي وغيره من الديمقراطيين.
مثل هذا السيناريو البغيض سبق أن نفذته القوى الدينسياسية ورجال الدين وتوابعهم في العام الثاني لقيام الثورة الإسلامية في إيران. في ذاك الوقت حين أطمئن رجل الدين الخميني وحاشيته بأن الشارع الإيراني قد سيطر عليه من قبل أتباعه، صدرت الأوامر للشروع بحملة منظمة ضد حزب تودة وهو الحزب الشيوعي الإيراني، الذي شارك بكامل قوته بالإطاحة بسلطة الشاه وقدم الضحايا من أجل حرية الشعب الإيراني بلغت أكثر من ما قدمته الأحزاب الدينسياسية. قام أتباع رجال الدين الخميني باعتقال خيرة قادة حزب تودة وأعضائه ليتعرضوا لأنواع بشعة وسادية من التعذيب الوحشي ثم يتم عرضهم على شاشات التلفزيون ليقدموا اعترافات مفبركة بخيانتهم للوطن الإيراني.
اليوم ذات العملية تكررها الأحزاب الدينسياسية العراقية للبدء بعملية تصفيات جسدية ومعنوية لأعضاء الحزب وأصدقائهم ومناصريهم وكذلك لجميع الديمقراطيين العراقيين. حملة بدأت بكلمة السر (( غلق المقر الاجتماعي لاتحاد الأدباء العراقي)) وهي عملية تجمع بين خسة فعل قادة إيران ضد حزب تودة والديمقراطيين الإيرانيين، وقذارة وخسة حزب البعث يوم أنهى الجبهة الوطنية بمجزرة بشعة لجميع الديمقراطيين ومن لهم علاقة بالحزب الشيوعي.
يا ترى هل إن الحزب الشيوعي العراقي قد استعد للمجزرة القادمة التي ينتظر أن تنفذ ضده على يد الأحزاب الدينسياسية أم تراه سيكرر موقفه الذي اتخذه من خيانة حزب البعث للجبهة الوطنية ويقف ذات الموقف الصعب المتخبط لتكون هناك مجزرة أو هجرة جديدة لأعضائه وأصدقاءهم ومناصريهم.
ونتسائل عن موقف الأحزاب الكردية مما يجري من خروقات للدستور وبالضد من الحريات المدنية ومن محاولات شركاؤهم في السلطة لبناء دولة العراق الإسلامية. ففي الوقت الذي نجدهم يقاتلون من أجل المناصب وتقاسم السلطة، ويصرون على حقوق إقليم كردستان في الأرض والخيرات وهم من يدعي شراكتهم في الوطن العراق، ويسمون أنفسهم أحزاب علمانية، نجدهم اليوم يقفون موقف الحياد وكأن ما يجري في باقي الوطن لا يعنيهم لا من بعيد ولا من قريب، أو أنه يحدث في دولة جارة يرفضون التدخل في شؤونها الداخلية، ومثلهم يفعل السيد أياد علاوي ومجوعته تحاشيا لغضب جديد يبعده وبعض قادة العراقية من العلمانيين عن المناصب.
على الشيوعيين والديمقراطيين الاستعداد للهجمة القادمة، فقد أعطت الأحزاب الدينسياسية أشارة بدء الهجوم، ولا تخدعكم التقية الدينسياسية فهي مماثلة في نواياها واستعداداتها لما فعله حزب البعث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - للتوضيح
احمد السعد ( 2010 / 12 / 11 - 18:39 )
لا اعرف عن اي حزب شيوعي تتحدث حضرتك لأن هذا الحزب فقد كل انصاره ومشجعيه ، حتى الخمارة تحولوا الى احزاب السلطة حتى ولو كانت اسلامية لمجرد انها حققت لهم أمن كاذب .
عزيزي ارجو ان تستطلع واقع العراق من خلال نتائج الانتخابات لتصل الى قناعة ان الشارع العراقي يميل بقوة نحو الدين ويرفض وجود ما يعادي الدين جهرة من مظاهر السكر والعربدة والخلاعة وغيرها .


2 - الى احمد السعد
محمد حسين البياتي ( 2010 / 12 / 11 - 22:44 )
اذا كان لا وجود للشيوعيين في العراق والجميع اصبح يلطم فلماذا يخافون من الحزب الشيوعي ويشنون هذه الحملة ضده ؟ راجع مواقع الظلاميين والرجعيين ستجد كيف توجهت الحملة من اتحاد الادباء الى الحزب الشيوعي ..الكاتب كان محقا في كل ماطرحه ..واليوم دخل مثقفو السليمانية في هذه المعركة ..فهل يستطيع رئيس مجلس بغداد المنصب من امريكا ان يرد بحرف على الاكراد ..هل يستطيع اليعقوبي التبريزي الساكت عن الاحتلال الذي استباح كل شيء هل يستطيع ان يرد هو الاخر على الاكراد ؟

اخر الافلام

.. ضيوف الحج يتوافدون إلى مشعر منى لأداء شعيرة رمي الجمرات


.. إيران ترد على بيان مجموعة السبع بشأن البرنامج النووي




.. في ظل الحرب على غزة.. آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة عيد الأضحى


.. كلمة لإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في أول أيا




.. كلمة لإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في أول أيا