الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أتحاد أدباء الهند !!! - قصة قصيرة

محمد سوادي العتابي

2010 / 12 / 12
الادب والفن


نزلت من الطائرة في نيودلهي عاصمة الهند كان لي زميل من العراق اصطحبني ولم يفتأ الا معاقرا للخمر وبشراهة غريبة ( حسبته طفلا فطم من الرضاع ) عرفني بنفسه وطبعا كانت الرحلة طويلة ومملة الى الهند فلم اجد بدا الا ان اتعرف عليه قال لي ( انا عضو مؤسس في اتحاد ادباء العراق ) فمططت شفتي غير مبال بما قاله وقلت في نفسي ( ساتركه يهذي على هواه فلا بد ان الخمرة اذهبت عقله ) وظلّ طيلة الطريق يتحدث عن الديمقراطية والحرية وفعلا اعجبني اسلوبه الشفاف حيث تخيلت اننا نعيش في عصر ادم والانسان لوحده يملك الارض يسرح ويمر

يسرح ويمرح فيها بلا رقيب ...

لم احدثه كثيرا وعضضت اصبع الندم على هذا التعارف الذي لم يجلب لي سوى وجع الراس بل زاد من حنقي انه تقيأ في حجري ولكنني آثرت صمتا فهل يعقل ان اوبخ هذا الاديب الجهبذ .. . ولا اخفيكم انني ومن شدة غضبي اخذت جرعة كبيرة من الخمرة فدارت في راسي وتذكرت كل كلام هذا الاديب الاتحادي عن الحرية فاقتنعت بها وقلت اشهد ان الحرية حق


نزلت من الطائرة والارض لا تثبت على اقدامي وزميلي الاتحادي معي نتراقص سويا في المطار وكنت اخال موسيقى الهند في الافلام الهندية تعزف لنا ...

قلت له : لقد جعت فأومأ براسه موافقا

ولكن اين نجد الطعام مع هذه الحشود المليونية ... بحثنا ولم نجد وذهبنا الى القمامة فلم نجد

قلت له : ما الحل ايها الاتحادي ان معدتي قرعت طبولها


وكانه لم يستمع اصلا اخذ جرعة من قنينته واخذ يدندن ، ومع سكرتي شاهدت المارة يتضاحكون علينا ..

فوكزت الاتحادي وقلت له : ان الناس تضحك علينا ايها المغفل بصراحة سوف نجلب العار لبلدنا وخاصة انت ايها الاديب فاذا سالوك هل تقول لهم : انك اديب ؟؟؟؟؟

فضحك عاليا وهنا وددت ان تخرج لي اجنحة فاطير ( لقد فضحنا )


ضحك وضحك ثم قال : انا ( شرّيب ) !!!! ثم تراجع قائلا ( انا .... انا اديب وحر في تصرفاتي )

لم اجبه فقد كنت مشغولا بمعدتي ..

وهنا ظهرت لي بقرة من احدى الازقة تسير وصوت خلخالها يطرب السمع وحركة جسدها اللحمي تشهي المعدة فركضت نحوها وصعدت على ظهرها وناديت :

هيا ايها الاتحادي تعال اردفك معي انها وجبة شهية جدا

ولم اتوقع ذلك مطلقا لقد صحى هذا العضو في اتحاد ادباء العراق وصاح بي

ماذا تفعل ايها المجنون ... انزل من على ظهر البقرة


فقلت لم ممتنعا ( لن انزل ولماذا انزل )

فمسك الاتحادي شعره وكاد ان يقطعه

ان البقرة عند الهند رمز مقدس ولا يحق لك ان تدنسه فهذا انتهاك لحقوقهم

فادرت وجهي عنه وقلت له

انا حر ايها الاتحادي

ساذهب الى اتحاد ادباء الهند وسيفهمون موقفي

فقال الاتحادي

أي اتحاد واي هند !!؟؟

فقلت له :


سوف يدافعون عني وعن عملي هذا كما تدافعون انتم عن الخمرة وشاربها


فضحك وولى هاربا وهو يقول


ايها الاحمق هم ادباء فعلا واما نحن ...............


هنا عدت الى رشدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي