الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اين الحق

عدنان الداوودي

2010 / 12 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اين الحق ...
عدنان الداوودى
انها لفاجعة مؤلمة مااصاب بها كل من عاش على جغرافية العراق منذ القرون السحيقة الى يومنا هذا , مرت الحروب و تمر ولا عبر ولا دروس تؤخذ من تلك الماسي , و تاتي الاجيال و تنادي بملىء فمها ب( اعدم اعدم ) او ( راح اشرب من دمك ) ولا احد من السياسين و الحكام من السابقين و من اللاحقين يريد او حتى يفكر بحل المشاكل المتجذرة في تاريخ العراق بل و يحاوولون من تاجيج الصراع و تضخيم المشاكل .
من تلك المشاكل العالقة منذ اكثر من ستون عاما الا و هي مشكلة كركوك , حلقة من سلسلة من حلقات المشاكل العالقة بين الكرد و بين الحكومات العراقية المتعاقبة , فلا الكرد يتنازلون عنها كونها جزء من كردستان ولا العرب يقبلون باعادتها الى كردستان كونها مدينة غنية بالنفط. و كان كل تلك الفاجعات السابقة غير كافية لاخذ درسا من التاريخ المليئة بالدروس و الوعض الرشيد .
القانون الغير قابل للتغير هي انه اينما كانت السلطة توجد في طرفها المقابل المعارضة ذاك هو سنة الحياة , ولكن في حياتنا نحن العراقيين , دائما وابدا كانت المعارضة لايرى بان السلطة تستحق الحياة وفي المقابل كانت السلطة دائما و ابدا تعمل جاهدا بسحق المعارضة بماهيته , ولا تهمها ما تكون , فان كانت المعارضة قومية كما كان الحال في ايام الثورة الكردية فالسلطة لاتحاول بسحق المعارضة الكردية فحسب بل تعمل بدون ملل و بنضال للابادة الجماعية للقومية الكردية . وان كانت شخصية كانت تعمل بقتل عائلة الشخص و احيانا تمتد الانتقام لتشمل ابناء العمومة بل تنتشر حتى تصل الى العشيرة و النسل النسل ايضا .
والعراقيين مكتوون بنيران الحروب اكثر من غيرهم من الجيران وكان الاجدر ان يبعدوا انفسهم من الويلات اكثر من غيرهم , ولكننا نرى العكس من ذلك , فهناك الكثيرون ممن يدقون طبول الحرب والكثيرون الاخرين مهوسيين بالخطاب الناري الاستفزازي , فبدلا من البحث عن الحل يدخون روؤسهم بالبحث عن اشعال الفتنة بين ذاك الطرف و ذاك , فتارة يتهمون طرفا بالتوسع على حساب اطراف اخرى و تارة يتم التخوين من قبل اناس هم على خط من ابادة طرفا ثانية ويطلبون منه الان ان يضع شريطا لاصقا على فمه ولا يتفوه بكلمة عن المطالبة بحق او حتى بتعويض , بل حتى بكلمة ولو من اجل تخفيف الضغط على الصدر .
قل لي بربك كيف يتم مطالبة احد بالوطنية على مقاسات خاصة مفروضة من قبل من كان غاصبا للحق , و يحاول دفعه نحوى الهاوية و سحب الوطنية منه عن طريق الانفال و حرق الارض بالاخظر و اليابس , و تريد منه ان يكون مضحيا و يتم محاولة سلب الارض منه و تقتل الاب و الابن ولا فرق في توزيع الموت بين الشيخ و الرضيع والرجل و المراءة و اثناء الانتقام ليس هناك سوؤال من هو المذنب بل الذنب ما هو الانتماء القومي .
والظاهر نحن امة في شقاق من غابر الازمان وقد ابتلينا اليوم كما في السابق و على طول الدهر بحكام جهلاء , وينطبق علينا قول الشاعر صالح بن عبدالقدوس وهو احد الشعراء من الزمن العباسي الذي قال :
لا يفعل الاعداء في جاهل ما يفعل الجاهل في نفسه
فيا سياسي اخر الزمن في دولة كل شيء فيها مباح حتى لو كان قتل طفل رضيع , امنحوا الحب و الحياة للناس و اطلبو منهم التضحية , و امنحوهم الامان و الرفاه و طالبوهم بحب الوطن , كونوا للحق مانحين و من بعدها اسئلوا اين هي الحق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة